إياك والخلط بين الحركة والفعل. #إرنست همنغواي
تحميل كتاب الكوجيطو المجروح - أسئلة الهوية في الفلسفة المعاصرة pdf الكاتب فتحي المسكيني
الهوية إختراع أخلاقي خطير طورته كل الثقافات، وبخاصة تلك التي لم تعد تمتلك أي كنز خلفي أو مخزون إحتياطي لنفسها غير حراسة الإنتماء بواسطة الذاكرة الممنوعة من التفكير، وليست حماية المقدسات غير العنوان العامي لها.
الأخلاق هي الكوجيطو المجروح الذي صار يتداوى بثقافة التأثيم، لأنه بات عاجزاص من الداخل عن أي نوع من التشريع الروحي الجديد لنفسه المقبلة، وليس كالخوف من الحرية حافزاً على “تهوية” المجتمع وتحويل مستقبله إلى إصلاح هووي لماضيه، كل هوية هي كوجيطو مجروح، مما يعني ملكة إنتماء تعطّل فيها العقل البشري وصارت جهازاً حاضراً للإستعمال العمومي من قبل سلطة أو طفيليات سياسية في ظل حالة اللا-دولة التي تمرّ بها العديد من المجتمعات المعاصرة، وليس من الصدفة أن ما هو مرئي من الإنسان لم يعد بديهياً.
ولذلك تميل الفلسفة إلى الإحتماء بتجارب المعنى حتى يظل وجودها ممكناً، ليس الأنا غير بقية غير مرئية من كينونة أجسادنا، وهذا الجانب اللامرئي من هوية الإنسان المعاصر هو ما يجعل الفينومينولوجيات ممكنة، ولكن من دون وعد فلسفي حقيقي، ما نحن سوى أشكال من الترجمة اللحمية لذواتنا، لكن الآخر يكون قد سبقنا في كل مرة، وربما لا تعدو أن تكون كينونتنا سوى حراثة الصمت التي تشير إليها بعبارة “أنا” دون مضمون واضح، هناك دوماً آخر ما ينبغي مراقبة ولادته من تصورنا لأنفسنا.
وهذه الأخرية اللحمية هي أفضل مثال على أن ترجمة أنفسنا هي عمل جسدي يعمل على تحرير اللامرئي الذي في صلبنا، ذلك يعني أنه لا توجد هوية جاهزة لأحد كل الهويات ليس فقط لها تاريخ، بل هي تاريخ إنفعالات غير ميسطر عليها، فتحولت إلى جهاز إنتماء بلا ماضٍ واضح، وقابل للإستعمال تحت الطلب، كل الهويات مصطنعة من لعبة بصرية من الإختلاف والتكرار الذي نسي نفسه، وانقلب إلى صورة جاهزة لأنفسنا.
تحميل كتاب الكوجيطو المجروح - أسئلة الهوية في الفلسفة المعاصرة PDF - فتحي المسكيني
هذا الكتاب من تأليف فتحي المسكيني و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها
فتحي المسكيني (1961، بوسالم) هو فيلسوف ومترجم تونسي، له العديد من المؤلفات، يشغل منصب أستاذ تعليم عال في جامعة تونس.
حصل على دكتوراة الدولة في الفلسفة، لكن قبل دخول مجال الفلسفة كان فتحي المسكيني شاعرًا، والذي كتبه منذ وقت مبكّر جدّا، في الثالثة عشرة من عمره. ولا زال يكتب الشعر بشكل مستمر، وإن كان لا يهتمّ بالنشر كثيرا. وجد في هيدغر استجابة إلى تطلّعاته، وتجربة الشعر وضعته في ورشة جبران بشكل مبكّر، فدخل ورشة نيتشه دون أن يدري، حسب تعبيره. فقرأ كتاب هكذا تكلم زرادشت وكتاب النبي في نفس الوقت، في الخامسة عشرة من العمر. وهذه أحداث خاصة وضعته على الطريق نحو هيدغر بشكل لم يستطع مقاومته. ويبرر سبب اهتمامه بالفكر الألماني:
« أشعر دوماً أنّ بين العرب والألمان أواصر قرابة مثيرة وغامضة. كلّ منهما له لغة صعبة وذات أصالة خاصة. وله مجد ضائع. ودين خطير قادر على ترجمة مضامينه الدلالية إلى آداب مدنية صارمة وكونية. وله حسّ انتماء عميق جدّا ولا يقبل التفاوض أو الانصهار في أيّ قومية أخرى. لكنّ القومية العميقة في لغة الألمان لم تمنعهم من تطوير أخطر وأعظم القيم الكونية في تاريخ العقل الفلسفي. وهذا ما دفعني على اعتبار تقليد الفلسفة الألمانية من كانط إلى سلوتردايك هو ببساطة مجال التجريب المناسب لتفكيري الخاص.»
الكتب الأكثر قراءة
الكتب الأكثر قراءة