تحميل كتاب الحكومات البرلمانية PDF

إياك والخلط بين الحركة والفعل. #إرنست همنغواي

كتاب الحكومات البرلمانية PDF

تحميل كتاب الحكومات البرلمانية PDF

تحميل كتاب الحكومات البرلمانية pdf الكاتب جون ستيوارت ميل

تنتمي أفكار جون ستيوارت مل إلى ثقافة القرن التاسع عشر التي انخرط كثير من أعلامها في السياسة وفي الحياة اليومية لمجتمعاتهم التي كانت آنذاك تقلبات عاصفة في الفكر والعمران. وقد جمع مل الفلسفة إلى السياسة، واقترنت لديه الفلسفة، ولا سيما فلسفة الأخلاق بالسياسات العامة الأمر الذي أدى إلى ابتداع معايير تطورت في إثرها نظم الحكم الديمقراطي خصوصا في القضاء والتشريع والإدارة. وكان مل إلى ذلك ليبراليا يؤمن بحرية التجارة وبالمنافسة الكاملة وبحق العمال في تأسيس الاتحادات المهنية والنقابات العمالية ويعارض تدخل الحكومات في شؤون الاقتصاد ويعد مل من كبار فلاسفة المذهب الوضعي الذي يجعل المنفعة في رأس غاياته. وكان يعتقد أن المعرفة تأتي من التجربة واستقراء النتائج. وفي هذا الميدان عني بقضايا المساواة والعدالة والديمقراطية والحرية وتضاربت آراؤه كثيرا  فدافع عن حق المرأة في الاقتراع في سياق دفاعه عن المساواة والعدالة لكنه حصر مبدأ الديمقراطية في شعوب أوروبا الشمالية وأميركا لهذا تبدو بعض أفكاره اليوم رجعية ولا سيما إفصاحه عن حرية مشروطة بدرجة تقدم المجتمع وأن الحكم الاستبدادي ضروري لتطوير الجماعات المختلفة. ومهما يكن الأمر فإن كتابة هذا أي الحكومات البرلمانية يوجز أفكاره كلها ولعله يسهم في إغناء النقاش في شأن الديمقراطية في البلدان العربية.

هذا الكتاب من تأليف جون ستيوارت ميل و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها

جون ستيوارت مل هو فيلسوف واقتصادي بريطاني، ولد في لندن عام 1806 م، وكان البكر لأسرة كبيرة أنجبت تسعة أولاد، وكان والده جيمس ميل أحد كبار أهل العلم والمعرفة في القرن الثامن عشر. عاش بعيداً عن تأثير التيارات الرومانتيكية الجديدة، وترك فيه جيرمي بنثام والماديون الفلاسفة الفرنسيون أثراً كبيراً. وقد أنشأ ابنه جون ستيوارت في عزلة عن بقية الأطفال، فنال تربية عقلانية. تعلم جون الإغريقية في السنة الخامسة من عمره، حيث اطلع على أعمال هيرودوت وأفلاطون، وتعلم اللاتينية في التاسعة، وفي الثانية عشرة درس أرسطو ومنطق هوبز، وفي الثالثة عشرة قرأ مبادئ ريكاردو، كان غذاؤه الفكري موجها بعناية من قبل أبيه وخليطا من العلم الطبيعي والآداب الكلاسيكية، وحين بلغ جون الرابعة عشرة، كان له من المعرفة والاطلاع ما كان لرجل في الثلاثين. لقد نجح والده في أن يجعل منه كائناً عقلانياً مزوداً بمعلومات واسعة.
لم يكن جون ثوريا بطبعه، وكان يحب أباه ويعجب به أيما إعجاب، وكان مقتنعاً بصحة معتقداته الفلسفية، ووقف مع بنثام ضد النزعة اليقينية وكل ما كان يقاوم مسيرة العقل والتحليل والعلم التجريبي، وكان يجاهر باستمرار بأن السعادة هي الغاية الحميدة للوجود البشري، وكان ما يخشاه ويمقته ضيق الأفق وسحق الأفراد من قبل وطأة السلطة أو العادة أو الرأي العام، لذا وقف بحزم ضد عبادة النظام.
في السابعة عشرة من عمره، بلغ مبلغ الرجال على المستوى العقلي، فقد كان صافي الذهن، صريح، فصيح جدا، بالغ الوقار دونما أثر لخوف أو غرور، وخلال السنين العشر التالية، زاول كتابة المقالات والنقد، وحمل عبء الحركة النفعية على كاهله، وكانت مقالاته مصدر شهرة واسعة له، مما جعله خبير في الشؤون العامة. لقد امتدح ما كان أبوه امتدحه من قبله، العقلانية والمنهج التجريبي، والديموقراطية والمساواة، وهاجم ما كان يهاجمه النفعيون، التعصب الديني والإيمان بالحقائق البديهية التي لا يمكن إقامة الدليل عليها ونتاجها اليقينية التي أفضت في رأيه إلى التنازل عن المنطق.
لقد نشر ميل خلال أربع عشرة سنة العديد من المقالات والكتب، تناول فيها بالبحث قضايا فلسفية وسياسية واقتصادية. 
يعتقد ميل أنه إذا تسنى لكل إنسان أن يعرف قدر ما يستطيع، ولم يتسن له من السلطة إلا مقدار معين، فقد نتجنب حينئذ دولة "تمسخ مواطنيها" يكون فيها الحكم المطلق بيد رأس السلطة التنفيذية على مجموعة من الأفراد المتفردين المتساوين كلهم، إلا أنهم عبيد كلهم أيضا، ذلك أنه، إذا كان الناس أقزاما فلا يمكن إنجاز أشياء كبيرة، كما أن خطرا مريعا يكمن في تلك العقائد وأشكال الحياة التي تمسخ البشر، فالإدراك المرهف لأثر التربية الجماعية التي تجرد البشر من مزاياهم الإنسانية، وتجعلهم كائنات غير عقلانية، يجب التصدي لها ومقاومتها بمختلف الوسائل. لقد أطلق ميل مقولة وسمت الحقبة التاريخية التي عاش يها، ومفادها: "إن كل ما يقيد المنافسة الحرة هو الشر المطلق، وكل ما يطلقها هو الخير العميم"
توفي ميل في الثامن من مايو عام 1873م.