تحميل كتاب الأصوليات المعاصرة - أسبابها ومظاهرها PDF

إياك والخلط بين الحركة والفعل. #إرنست همنغواي

كتاب الأصوليات المعاصرة - أسبابها ومظاهرها PDF

تحميل كتاب الأصوليات المعاصرة - أسبابها ومظاهرها PDF

تحميل كتاب الأصوليات المعاصرة - أسبابها ومظاهرها pdf الكاتب روجيه غارودي

يطمع روجيه غارودي، الفيلسوف الفرنسي المتعدد التجارب والكتابات دينياً وفلسفياً وسياسياً، يطمح من كتابه هذا إبراز منعطف خطير في التكوين الفكري والإيديولوجي للعالم المعاصر. هذا المنعطف يمكن وصفه بأسطورة الأصول، المتحركة بدورها إلى عقيدة متزمتة، وبالتالي إلى عقدة أصولية، قوامها في كل ألوانها، الاعتقاد بتفوق أصل على أصل، ونوع مذهبي على نوع، ولون قوّة على لون آخر، فمن هم هؤلاء الذين يستدرجهم غارودي في مبحثه هذا، الفلسفي الانتقادي الجارح، إلى ساحة محاكمة صارمة؟ إنهم في المقام الأول المسؤولون الأصليون عن المأساة الملهاتية التي آلت إليها الإنسانية في نهاية القرن العشرين. وبالتالي فلا بد من غوص وراء جذورهم التاريخية، ليس فقط للنظر في ولادة مأساتهم المنعكسة فينا وحولنا، بل أيضاً وأيضاً للنظر في ولادة تاريخ العالم المأساوي الذي يبعده عن واحة السلام العالمي، بقدر ما يجبر الجميع على الوقوف في دوّامات الحروب اللامتناهية: الحروب الدينية، الحروب القومية، الحروب الاستعمارية، الحروب الاقتصادية الخ. يرى غارودي في بحثه هذا، المطروح في آفاق إنسانية العام 2000، وما بعده، أن مذهب التفوق العلمي أو العلمويّة المبنية غرباً على فلسفة أوغوست كونت الوضعية هو الذي دفع الغرب، رغم ثوراته الصناعية والسياسية ومطامحه الديموقراطية، إلى تعيين نفسه مسؤولاً عن استعمال العالم بأسره. في الغرب أم الأصوليّات كلها، ومنها الأصولية الصهيونية. أما الأصوليات المنعكسة في مرآة العوالم الثالثة، لا سيما المرآة الإسلامية (باكستان، أفغانستان، إيران...الخ) والمرآة العربية الإسلامية (الخليج، مصر، لبنان، تونس، الجزائر.. الخ) فهي، برأي غارودي معلولات لعلل، لأن الإسلام الحنيف، القرآني والسني القويم، براء مما يلصق به من توظيف سياسي، غالباً ما يحوّل إلى ذرائع وحجج تستخدمها الأصوليات الغربية في غزوها لثروات العالم الثالث ونهبها لشعوبها ومنعها من التحرر والتقدم إلى رؤية علمية واقعية لمشاكلها الحقيقية. وبصورة عامة إن غارودي ومن خلال كتابه هذا يقرع ناقوس الخطر، انطلاقاً من فرنسا، حيث حركة لوبين تستفيد من أصوليات الغرب والشرق معاً، أي طرد العالم الثالث من أوروبا، بدلاً من السعي لحل مشاكل المجتمع نفسها. لذا فإن غارودي يدعو إلى حل مشاكل العالم المعاصر بالحوار الذي يقوم على مبدأ الاعتراف بأن لدى الآخر ما نتعلمه، وأن لدينا ما نعلمه للآخر.

هذا الكتاب من تأليف روجيه غارودي و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها

هو فيلسوف وكاتب فرنسي. خلال الحرب العالمية الثانية أُخذ كأسير حرب في الجلفة (جزائر). كان جارودي شيوعيا، لكنه طرد من الحزب الشيوعي الفرنسي سنة 1970 م وذلك لانتقاداته المستمرة للاتحاد السوفياتي، وبما أنه كان عضواً في الحوار المسيحي الشيوعي في الستينيات، فقد وجد نفسه منجذباً للدين وحاول أن يجمع الكاثوليكية مع الشيوعية خلال عقد السبعينيات، ثم ما لبث ان اعتنق الإسلام عام 1982 م متخذا الاسم رجاء. يقول جارودي عن اعتناقه الإسلام، أنه وجد أن الحضارة الغربية قد بنيت على فهم خاطئ للإنسان، وأنه عبر حياته كان يبحث عن معنى معين لم يجده إلا في الإسلام. ظلّ ملتزما بقيم العدالة الاجتماعية التي آمن بها في الحزب الشيوعي، ووجد أن الإسلام ينسجم مع ذلك ويطبقه بشكل فائق. ظلّ على عدائه للإمبريالية والرأسمالية، وبالذات لأمريكا.
بعد مجازر صبرا وشاتيلا في لبنان أصدر غارودي بيانا احتل الصفحة الثانية عشرة من عدد 17 حزيران 1982 من جريدة اللوموند الفرنسية بعنوان (معنى العدوان الإسرائيلي بعد مجازر لبنان) وقد وقع البيان مع غارودي كل من الأب ميشيل لولون والقس إيتان ماتيو. وكان هذا البيان بداية صدام غارودي مع المنظمات الصهيونية التي شنت حملة ضده في فرنسا والعالم.
في عام 1998 حكمت محكمة فرنسية على جارودي بتهمة التشكيك في محرقة اليهود في كتابه الأساطير المؤسسة لدولة إسرائيل، حيث شكك في الأرقام الشائعة حول إبادة يهود أوروبا في غرف الغاز على أيدي النازيين. في الثاني من يوليو عام 1982 أشهر جارودي إسلامه، وقبلها اعتنق البروتستانتية وهو في سن الرابعة عشرة، وانضم إلى صفوف الحزب الشيوعي الفرنسي، وفي عام 1945 انتخب نائبا في البرلمان ثم حصل على الدكتوراة في الفلسفة من جامعة السوربون عام 1953 وفي عام 1954 حصل على الدكتوراة في العلوم من موسكو. ثم انتخب عضوا في مجلس الشيوخ وفي عام 1970 اسس مركز الدراسات والبحوث الماركسية وبقي مديرا له لمدة عشر سنوات.
وبعد ذلك بدأ غارودي يميل نحو الإسلام. في هذه المرحلة اختلطت الكثير من القناعات لدى جارودي لكن بقي الإسلام القناعة الوحيدة الراسخة وظل يبحث عن النقطة التي يلتقي فيها الوجدان بالعقل، ويعتبر ان الإسلام مكنه بالفعل من بلوغ نقطة التوحيد بينهما ففي حين أن الأحداث تبدو ضبابية وتقوم على النمو الكمي والعنف، في حين يقوم القرآن على اعتبار الكون والبشرية وحدة واحدة. ورغم حداثة إسلام جارودي وكثرة المصاعب التي واجهته سواء من حيث اللغة أوالثقافة استطاع ان يؤلف أكثر من أربعين كتابا منها:
وعود الإسلام
الإسلام دين المستقبل
المسجد مرآة الإسلام
الإسلام وأزمة الغرب
حوار الحضارات
كيف أصبح الإنسان إنسانيا
فلسطين مهد الرسالات السماوية
مستقبل المرأة وغيرها
توفي غارودي في 13 يونيو عام 2012