إياك والخلط بين الحركة والفعل. #إرنست همنغواي
تحميل كتاب الهوية والزمان - تأويلات فينومينولوجية لمسألة النحن pdf الكاتب فتحي المسكيني
إن ما وقع مع الفلسفة الحديثة هو الانزياح من “الهُوية” (الوجود) إلى “الذات” أو “الأنا” أفكر، وذلك بجعل معنى “الهوية” الوجود نفسه مستنبطاً من واقعة “الأنا” أفكر. هذا الانزياح الطريف من المعنى الأنطولوجي الوسيط لمصطلح “الهُوية” الدال على معنى الوجود، كما استعجله الفارابي أو ابن رشد، إلى المعنى الإيبستيمولوجي الحديث للأنا أو الذات بوصفها مصدراً لمعنى الوجود، كما صار معمولاً به منذ ديكارت إلى كانط، هو واقعة فلسفية يحاول الباحث إيضاحها في هذا الكتاب. وذلك مطلب يزداد طرافة عندما يوضع في الاعتبار أنه على أساس ميتافيزيقا الذات الحديثة وكنتيجة من نتائجها إنما أتى المعاصرون منذ هيغل ليس فقط إلى اختراع فلسفة في التاريخ تجذر معنى “الهو” الفينومينولوجي الذي استكشفه المحدثون وتقذف به في استشكال لواقعة الحداثة لم يبصر به ديكارت، بل أيضاً إلى الصراع الأنثروبولوجي والثقافي لمسألة “الهوية” كما صار شائعاً اليوم. إن قصد الباحث هو تجذير الدلالة السائدة للفظة “الهوية” Identité بإخراجها من مستوى اللغة العادية، أي مستوى اللغة العربية الحديثة، حيث تشير إلى “نحن” أنثروبولوجية وثقافية، إلى مستوى اللغة الفلسفية، حيث يجدر بها أن تدل على معنى “الهُوية” Ipséité التي تثوي في قاع كل منهم عامي للهوية بمعناها المشار إليه، وذلك في ضوء النقد ما بعد الحديث لنموذج “الذاتية” Subjectivité الحديثة.
وغرض هذا الكتاب هو فتح السبيل إلى ممارسة فينومينولوجية تتخذ من مسألة “الهُوية” خيطاً هادياً لها. وذلك ليس فقط باستئناف الجهود الفلسفية التي تداول عليها فلاسفتنا من الكندي إلى ابن رشد، نحو تملك صناعي لما اخترعه الإغريق من بناء أنطولوجي لمعنى وجود الموجود، بواسطة مفهوم “الهَوية”، بل أيضاً وبنفس الحدّة الشروع في بلورة استشكال صناعي واسع لظاهرة “الهَوية”، من حيث هي عدسة تفكير العرب الحاليين يحررها من سؤال “من نحن؟” في صيغته الأنثروبولوجية والثقافية، ويعيد بناءها في ضوء تأويلية جديدة تتخذ من سؤال “من؟” بعامة أفق عملها.
تحميل كتاب الهوية والزمان - تأويلات فينومينولوجية لمسألة النحن PDF - فتحي المسكيني
هذا الكتاب من تأليف فتحي المسكيني و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها
فتحي المسكيني (1961، بوسالم) هو فيلسوف ومترجم تونسي، له العديد من المؤلفات، يشغل منصب أستاذ تعليم عال في جامعة تونس.
حصل على دكتوراة الدولة في الفلسفة، لكن قبل دخول مجال الفلسفة كان فتحي المسكيني شاعرًا، والذي كتبه منذ وقت مبكّر جدّا، في الثالثة عشرة من عمره. ولا زال يكتب الشعر بشكل مستمر، وإن كان لا يهتمّ بالنشر كثيرا. وجد في هيدغر استجابة إلى تطلّعاته، وتجربة الشعر وضعته في ورشة جبران بشكل مبكّر، فدخل ورشة نيتشه دون أن يدري، حسب تعبيره. فقرأ كتاب هكذا تكلم زرادشت وكتاب النبي في نفس الوقت، في الخامسة عشرة من العمر. وهذه أحداث خاصة وضعته على الطريق نحو هيدغر بشكل لم يستطع مقاومته. ويبرر سبب اهتمامه بالفكر الألماني:
« أشعر دوماً أنّ بين العرب والألمان أواصر قرابة مثيرة وغامضة. كلّ منهما له لغة صعبة وذات أصالة خاصة. وله مجد ضائع. ودين خطير قادر على ترجمة مضامينه الدلالية إلى آداب مدنية صارمة وكونية. وله حسّ انتماء عميق جدّا ولا يقبل التفاوض أو الانصهار في أيّ قومية أخرى. لكنّ القومية العميقة في لغة الألمان لم تمنعهم من تطوير أخطر وأعظم القيم الكونية في تاريخ العقل الفلسفي. وهذا ما دفعني على اعتبار تقليد الفلسفة الألمانية من كانط إلى سلوتردايك هو ببساطة مجال التجريب المناسب لتفكيري الخاص.»
الكتب الأكثر قراءة
الكتب الأكثر قراءة