تحميل كتاب هذه شريعتنا ومقالات أخرى PDF

إياك والخلط بين الحركة والفعل. #إرنست همنغواي

كتاب هذه شريعتنا ومقالات أخرى PDF

تحميل كتاب هذه شريعتنا ومقالات أخرى PDF

تحميل كتاب هذه شريعتنا ومقالات أخرى pdf الكاتب محمد أسد

جاءني أول دافع لتدوين هذا “الحوار الفردي” أثناء الحرب العالمية الثانية, حيث وجدت نفسي – بسبب جنسيتي النمساوية – “ضيفًا” على غير إرادتي على الحكومة الهندية, منذ الأول من أيلول/سبتمبر 1939 حتى الرابع عشر من آب/أغسطس 1945. كنت في تلك السنوات المسلم الوحيد في معسكر اعتقال يحوي حوالي ثلاثة آلاف من الألمان والنمساويين والإيطاليين – منهم النازيون والمناهضون للنازية, ومنهم الفاشيون والمناهضون للفاشية – جُمعوا عشوائيًا من كافة أنحاء آسيا, واحتجزوا دون تمييز وراء أسوار من الأسلاك الشائكة بوصفهم “أجانب أعداء”. ولأني كنت المسلم الوحيد وسط هذه العدد الضخم من غير المسلمين, فقد زاد انشغالي بالمشكلات الثقافية والفكرية لمجتمعي وللبيئة الروحية التي اخترتها لنفسي بدايةً من عام 1926. كانت الحيرة والفوضى الثقافية التي تخبط فيها المسلمون آنذاك حاضرة دائمًا في عقلي, وكاد التفكير في سبب – أو أسباب – ذلك الارتباك يتحول إلى هوس لدي. مازلت أرى نفسي أزرع المسافة الطويلة للثكنة جيئة وذهابًا يوما بعد يوم, محاولا أن أفهم كيف لأمةٍ أنعم عليها الله بالهدى الروحاني السامي, المتمثل في القرآن وفي سيرة خاتم الأنبياء, أن تعجز لقرون عن التوصل إلى مفهوم واضح للشرع- مفهوم متفق عليه ولا لبس فيه يمكن أن يؤتي به هذا الهدي أُكُلَه. وذات يوم, حضرتني فجأة إجابة على هذا السؤال الذي أرقني: لم يطبق المسلمون, ولم يستطيعوا تطبيق, شرع الإسلام على مشكلاتهم الحياتية الاجتماعية والفردية لأنه قد حيل بينهم وبين فهم هذا الشرع, ومن ثم بدا غير عملي, وكان السبب في هذا قرون من التأوُّل والتفرع الفقهي.

تحميل كتاب هذه شريعتنا ومقالات أخرى PDF - محمد أسد

هذا الكتاب من تأليف محمد أسد و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها

محمد أسد
عن الكاتب محمد أسد كاتب وصحفي ومفكر

محمد أسد (ليوبولد فايس سابقاً) ولد في الإمبراطورية النمساوية المجرية عام 1900، وتوفي في إسبانيا عام 1992م. وهو كاتب وصحفي ومفكر ولغوي وناقد اجتماعي ومصلح ومترجم ودبلوماسي ورحالة مسلم (يهودي سابقاً) درس الفلسفة في جامعة فيينا؛ وقد عمل مراسلاً صحفياً وبعد منحه الجنسية الباكستانية تولى عدة مناصب منها منصب مبعوث باكستان إلى الأمم المتحدة في نيويورك. وطاف العالم، ثم استقر في إسبانيا وتوفي فيها ودفن في غرناطة. ويعتبر محمد أسد أحد أكثر مسلمي أوروبا في القرن العشرين تأثيراً.

لقب العائلة "فايس" اسم يعني باللغة الألمانية اللون الأبيض، وهذه إشارة واضحة للأصول الألمانية للعائلة، وكتابة “WEISS" بتكرار حرف “S" في نهاية الاسم بدلا من “WEIß" دليل واضح على الأصول اليهودية للعائلة. واسم والده "كيفا" وكان محامياً، وجده لأبيه كان حاخاماً، فهو الحاخام الأورثوذوكسي "بنيامين أرجيا فايس". وقد تولّى جده الحاخامية في "تشارنوفيتش" في منطقة بوكوفينا. درس الفلسفة والفن في جامعة فيينا ثم اتجه للصحافة فبرع فيها، وغدا مراسلاً صحفياً في الشرق العربي والإسلامي ثم زار القاهرة فالتقى بالإمام مصطفى المراغي، فحاوره حول الأديان، فانتهى إلى الاعتقاد بأن "الروح والجسد في الإسلام هما بمنزلة وجهين توأمين للحياة الإنسانية التي أبدعها الله" ثم بدأ بتعلم اللغة العربية في أروقة الأزهر، وهو لم يزل بعدُ يهودياً. 

انتقل للعيش في القدس بعد تلقيه دعوة من أحد أقاربه اليهود للإقامة معه في القدس في الوقت الذي كانت فيه فلسطين تحت الانتداب البريطاني، وكتب هناك عدة مقالات مهمة أبرزت قلق العرب من المشروع الصهيوني. ثم انخرط في دراسة متعمقة للإسلام، حتى قرر التحول من اليهودية إلى الإسلام في 1926 وهو في برلين وبعد عدة أسابيع من ذلك اعلنت زوجته إسلامها. 

قام بالترحال إلى العديد من البلدان، إذ زار مصر والسعودية وإيران وأفغانستان وجمهوريات السوفييت الجنوبية. وزار عمر المختار ليبحث معه إيجاد طرق لتمويل المقاومة ضد الإيطاليين كما انتقل إلى شبه القارة الهندية التي كانت تحت الاحتلال الإنجليزي، وهناك التقى بالشاعر الكبير والمفكر محمد إقبال عام 1932 والذي اقترح فكرة تأسيس دولة إسلامية مستقلة في الهند (والتي أصبحت لاحقاً باكستان)، وقد أقنعه محمد إقبال بالبقاء والعمل على مساعدة المسلمين لتأسيس تلك الدولة. 

ومع اندلاع الحرب العالمية الثانية عام 1939 اعتقل والدا محمد أسد، وقتلا في وقت لاحق في الهولوكوست على يد النازيين. كما أن محمد أسد نفسه اعتقل على يد الإنجليز وسجن ثلاث سنوات باعتباره عدواً. 

فور استقلال باكستان عام 1947 وتقديراً لجهوده وتأييده لإقامة دولة إسلامية منفصلة في شبه القارة الهندية، فقد تم منح محمد أسد الجنسية الباكستانية وتم تعيينه مديراً لدائرة إعادة الإعمار الإسلامي. وفي وقت لاحق التحق بوزارة الشؤون الخارجية رئيساً لوحدة شؤون الشرق الأوسط عام 1949، ثم تقرر تعيينه بمنصب مبعوث باكستان إلى الأمم المتحدة في نيويورك عام 1952. إلا ّ أنه سرعان ما تخلى عن هذا المنصب ليتفرغ لكتابة سيرته الذاتية (حتى سن 32) الطريق إلى مكة الذي ترجم للعربية باسم (الطريق إلى الإسلام).

كان ليوبولد فايس رجل التساؤل والبحث عن الحقيقة، وكان يشعر بالأسى والدهشة لظاهرة الفجوة الكبيرة بين واقع المسلمين المتخلف وبين حقائق دينهم المشعّة، وفي يوم راح يحاور بعض المسلمين منافحاً عن الإسلام، ومحمّلاً المسلمين تبعة تخلفهم عن الشهود الحضاري، لأنهم تخلّفوا عن الإسلام ففاجأه أحد المسلمين الطيبين بهذا التعليق: "فأنت مسلم، ولكنك لا تدري !". فضحك فايس قائلاً : "لست مسلماً، ولكنني شاهدت في الإسلام من الجمال ما يجعلني أغضب عندما أرى أتباعه يضيّعونه"!!. ولكن هذه الكلمة هزّت أعماقه، ووضعته أمام نفسه التي يهرب منها، وظلت تلاحقه من بعد حتى أثبت القدر صدق قائلها الطيب، حين نطق (محمد أسد) بالشهادتين. 

قام محمد أسد بعد إسلامه بأداء فريضة الحج، كما شارك في الجهاد مع عمر المختار، ثم سافر إلى باكستان فالتقى شاعر الإسلام محمد إقبال، ثم عمل رئيساً لمعهد الدراسات الإسلامية في لاهور حيث قام بتأليف الكتب التي رفعته إلى مصاف ألمع المفكرين الإسلاميين في العصر الحديث.

مؤلفاته:

منهاج الإسلام في الحكم. 
الإسلام على مفترق الطرق. 
الطريق إلى مكة (تُرجِم إلى العربيّة بعنوان: الطريق إلى الإسلام). 
رسالة القرآن (وهو ترجمة معاني سور القرآن الكريم). 
صحيح البخاري: ترجمة وتعليقات. 
وفي ترجمته معاني القرآن إلى الإنكليزية، قال إنّ "اليهود حرفوا معاني كتابهم"، وإنّ "البشارة بمحمد ما زالت في النسخ الحالية”؛ وساق سفرَ التثنية 18:18 كمثال من العهد القديم.