إياك والخلط بين الحركة والفعل. #إرنست همنغواي
تحميل كتاب نقد الاستشراق وأزمة الثقافة العربية المعاصرة: دراسة في المنهج pdf الكاتب فؤاد زكريا
«إنَّ الاستشراقَ ليسَ معرفةً بريئةً مِنَ الشوائب، ولكنَّ الخطرَ الأكبرَ يكمُنُ في أنْ نُنكِرَ عيوبَنا لمجرَّدِ أنَّ غيْرَنا يقولُ بها لأهدافٍ غيرِ موضوعية. إنَّ دورَنا الثقافيَّ هو أنْ نُمسِكَ ثورَ التخلُّفِ من قَرْنَيه، وأنْ ننقُدَ أنفُسَنا قبلَ أنْ ننقُدَ الصورةَ التي يُكوِّنُها الآخَرونَ عنَّا، حتى لو كانت هذه صورةً لا تستهدِفُ إلا التشويه.»
اتسمتِ الكتاباتُ التي تناولتْ قضيةَ الاستشراقِ في أغلَبِها بالنظرةِ الأحادية؛ فهي تتناولُ الاستشراقَ أحيانًا من الجانبِ الدينيِّ الذي يرتكزُ على مُنطلقاتٍ عَقَديةٍ بالأساسِ في مُهاجَمتِه لاعتقادِ أنه يُهاجِمُ «الدينَ» كمُعتقَد، وأحيانًا أخرى تتناولُه مِنَ الجانبِ السياسيِّ الحضاري، مُرتكِزةً على أبعادِ الدينِ الحضاريةِ السياسية، وكِلَا الجانبَيْنِ ينقصُه الآخَر. وفي هذا البحثِ الصغير، يُعالِجُ فؤاد زكريا فكرةَ نقدِ الاستشراقِ مُعالَجةً تشملُ كِلا الجانبَيْن، مُتناوِلًا كتاباتِ أصحابِها بالنقدِ المنهجي، بالإضافةِ إلى تحليلٍ اجتماعيٍّ نفسيٍّ لحركةِ الاستشراقِ ولنُقَّادِها أيضًا. وهو بهذا كلِّه يسعى إلى تأكيدِ أنَّ الاستشراقَ لا ينبغي أنْ يُبحثَ من حيث هو ظاهرةٌ مُنعزِلة، بوصفِه مُجرَّدَ وجهةِ نظرِ الغربِ في الشرق، بل يَرى أننا يجبُ أنْ ننظرَ إليهِ في إطارٍ أوسَع؛ وهو الإدراكُ المُتبادَلُ بين الثقافاتِ في ظروفٍ مُتباينةٍ ومُعقَّدة.
هذا الكتاب من تأليف فؤاد زكريا و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها
فؤاد زكريا (بورسعيد ديسمبر 1927 - 11 مارس 2010 / 25 ربيع الأول 1431 هـ)، أكاديمي واستاذ جامعي مصري متخصص في الفلسفة. تخرج من قسم الفلسفة بكلية الآداب - جامعة القاهرة عام 1949. نال الماجستير عام 1952 والدكتوراه عام 1956 في الفلسفة من جامعة عين شمس.
عمل أستاذاً رئيساً لقسم الفلسفة بجامعة عين شمس حتى 1974. عمل أستاذاً للفلسفة ورئيساً لقسمها في جامعة الكويت (1974 - 1991). ترأس تحرير مجلتي "الفكر المعاصر" و"تراث الإنسانية" في مصر. عمل مستشاراً لشؤون الثقافة والعلوم الإنسانية في اللجنة الوطنية لليونسكو بالقاهرة وتولى منصب مستشار تحرير سلسلة عالم المعرفة الكويتية.
قدم فؤاد زكريا للمكتبة العربية العديد من الأعمال الفلسفية والفكرية المؤلفة والمترجمة بالإضافة الي مقالات ودراسات في الصحف والمجلات تتصل بمشاكل فكرية واجتماعية ونقد السائد في الفكر العربي والواقع المصري. في دراساته وكتاباته الفلسفيه يقدم لغه فلسفية رصينة وقدرة فذة علي التحليل والنقد وفهم دقيق للمصطلح الفلسفي.
فؤاد زكريا أيضًا هو صاحب مقال (العلمانية هي الحل) رداً على دعوة (الإسلام هو الحل)، وصاحب النظرية القائلة: إن الغزو الثقافي الغربي خرافة لا وجود لها، وأحد أبرز المعادين للمنهج السلفي ومنتقديه، فقد سخر من الاتجاهات الإسلامية المعاصرة الملتزمة بهذا المنهج، وادعى أنها بالتزامها به تُركز على التمسك بشكل الإسلام دون مضمونه.
يتهم بأنه غير ثوري لم ينتقد سلبيات حكم عبد الناصر وأنه من النخبة الليبرالية الذين لم يكونوا على استعداد لدفع ثمن مواقفهم السياسية والفكرية فنافقوا ولم يعلنوا عن أنفسهم إلا بعد وفاة عبد الناصر. ويضمون في هذه النخبة توفيق الحكيم ونجيب محفوظ ود. مصطفى محمود، وثروت أباظة، صالح جودت، أنيس منصور، وجلال الدين الحمامصي.
الكتب الأكثر قراءة
الكتب الأكثر قراءة