إياك والخلط بين الحركة والفعل. #إرنست همنغواي
تحميل كتاب المسلمون قادمون pdf الكاتب يوسف القرضاوي
مقدمة
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على مَن لا نبي بعده.
أما بعد:
فهذه مجموعة ثانية من قصائدي، بعضها مما عثرت عليه من القديم، وبعضها مما قلته من جديد، وبعضها مزيج من القديم والجديد.
ورغم اختلاف الزمان، واختلاف مرحلة العمر، فلا أحسب شعري تغير، سواء في وجهته وغاياته أم في أساليبه وأدواته.
وهأنذا أقدم هذه المجموعة للقارئ المسلم، أو أقدم نفسي في هذه المجموعة، عسى أن يعيش معي ما عشته من مشاعر، أكثرها في جانب الألم والأسى، ولكنه ألم ينشئ الأمل، وأسى يبعث الرجاء.
فمن رحم الظلام يولد الفجر، ومن هنا عشنا الصحوة، كما عشنا المحنة. وكان تطلعنا إلى غد الإسلام المشرق، بل يقينًا به. وهذا ما جعلني أختار لهذه المجموعة عنوان: "المسلمون قادمون".
فقد قدر لجيلنا أن تكويه مشاعر الحزن والحسرة على مصاير المسلمين ومآسيهم التي تصابحه وتماسيه، وتراوحه وتغاديه. ولكن كان من فضل الله علينا أنه يجعل من المحنة منحة؛ ليتميز الخبيث من الطيب، ويمحص الله الذين آمنوا، ويمحق الكافرين.
في هذه القصائد دموع وشموع، ونجوم ورجوم، وآلام وآمال، أهم ما فيها: أنها تُعبر عن خلجات نفسي بصدق، وأنها صرخات مقاتل مكلوم في معركة كبرى لا يملك فيها إلا الكلمة سلاحًا، والحق درعًا، والإيمان حصنًا.
لقد وقفت طويلًا أمام آخر آية في سورة الشعراء، وهي التي وصف الله فيها الشعراء المستثنين من الذم: {إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَذَكَرُواْ ٱللَّهَ كَثِيرٗا وَٱنتَصَرُواْ مِنۢ بَعۡدِ مَا ظُلِمُواْۗ وَسَيَعۡلَمُ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوٓاْ أَيَّ مُنقَلَبٖ يَنقَلِبُونَ} (الشعراء:227) .
لقد لاح لي من سر هذا الوصف: {وَٱنتَصَرُواْ مِنۢ بَعۡدِ مَا ظُلِمُواْ} أن الشاعر المؤمن يعيش أبدًا في معركة ينتصر فيها للحق المظلوم أمام الباطل الظالم، وأنه يُقاتل بالحرف إذا كان غيره يقاتل بالسيف.
كما توحي الآية: أن الحق سيعلو، وأن العدل سيسود، وأن الظلم إلى زوال: {وَسَيَعۡلَمُ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوٓاْ أَيَّ مُنقَلَبٖ يَنقَلِبُونَ} .
يوسف القرضاوي
هذا الكتاب من تأليف يوسف القرضاوي و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها
يوسف عبد الله القرضاوي (9 سبتمبر 1924)، أحد أبرز العلماء السنة في العصر الحديث، ورئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ولد في قرية صفط تراب مركز المحلة الكبرى بمحافظة الغربية في مصر.
حفظ القرآن الكريم وهو دون العاشرة، وقد التحق بالأزهر الشريف حتى تخرج من الثانوية وكان ترتيبه الثاني على مملكة مصر حينما كانت تخضع للحكم الملكي. ثم التحق الشيخ بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر ومنها حصل على العالية سنة 1953 وكان ترتيبه الأول بين زملائه وعددهم مائة وثمانون طالبًا. حصل على العالمية مع إجازة التدريس من كلية اللغة العربية سنة 1954م وكان ترتيبه الأول بين زملائه من خريجي الكليات الثلاث بالأزهر ، وعددهم خمسمائة. حصل يوسف القرضاوي على دبلوم معهد الدراسات العربية العالية في اللغة والأدب في سنة 1958، لاحقا في سنة 1960 حصل على الدراسة التمهيدية العليا المعادلة للماجستير في شعبة علوم القرآن و السنة من كلية أصول الدين[ادعاء غير موثق منذ 686 يوماً]، وفي سنة 1973 م حصل على (الدكتوراة) بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى من نفس الكلية، وكان موضوع الرسالة عن "الزكاة وأثرها في حل المشاكل الاجتماعية".
أثير جدل حول يوسف القرضاوي فبعض آرائه الفقهية لا تلقى ترحيبًا عند بعض العلماء، لأنه في نظرهم يقدم الرأي على الدليل الشرعي خضوعًا لضغوط العصر الحديث.
لكن مناصري القرضاوي يقولون: إنه استطاع الوصول إلى آراء فقهية تستند إلى قواعد واضحة في أصول الفقه كالجمع بين الأحاديث المتعارضة في الظاهر عن طريق البحث في مناسبة الحديث إضافة إلى دراسة المذاهب الفقهية المقارنة للوصول إلى الرأي الراجح.
الكتب الأكثر قراءة
الكتب الأكثر قراءة