إياك والخلط بين الحركة والفعل. #إرنست همنغواي
تحميل كتاب نهاية التاريخ والإنسان الأخير pdf الكاتب فرانسيس فوكوياما
قد كان يمكن لهذا الكتاب أن يمر عابراً دون أن يخلف أثراً يذكر مثل المئات من أمثاله، المعتبرة في قائمة البيانات الأيديولوجية والجدل السياسي اليومي، لولا أن المؤلف قام بقفزة كبرى من مستوى الحدث المتجلي في تفكك الاتحاد السوفييتي، وزوال كل ما كان يعنيه مصطلح المعسكر الشرقي بالإضافة إلى الحدث المتجلي في عدوان المؤسسة الأميركية على العرب، قام المؤلف بقفزة كبرى من مستوى هذا الحدث إلى أوسع المفاهيم الفلسفية، محاولاً بذلك أن يفلسف الأمر الواقع، أن يرفع وقائعه إلى مستوى من التعليل الأخلاقي، أن يجعل ما هو من صنف الوقائع العسكرية والسياسية، كما كانت نتاجاً لكلية المفهوم.
فهو يقلب المادة المتبعة في هذا المجال، إذ لا يقول أن الواقع يشهد بصحة الرأي أو المفهوم، بل يريد من المفهوم أن يشهد على صحة الواقع، ويعتبرها نابعة من صلاحيته المنطقية الخالصة، ومؤيدةً أنطولوجياً كذلك بماهية الفكر عينه الذي يستند إليه.
فالمفهوم لا يستند هنا لإضاءة الواقعة، بقدر ما تؤخذ الواقعة كمادة خام، وتلصق بالجسد المفهوم كأنه وليدته وصنيعته. وقد يكون المفهوم حقاً براءً من كل هذا الذي يجري باسمه.
من ناحية أخرى، إن الكاتب لا يثير أبداً أي تساؤل حول معنى التاريخ وحقيقة تحركه، حول غائيته أو صدفويته، فبالنسبة إليه التاريخ خط حركي له بوابة ونهاية والأحداث تتلاحق فيه بحيث يبدو كأنها تصنع كمالاً ما، وهذا الكمال سيعني نهاية التاريخ.
لهذا فهو يقسم العالم بين تاريخي وما بعد تاريخي، وفي حين يبشر الكاتب بالوصول إلى ما بعد التاريخ؛ فإنه ينذر ويهدد بهيمنة قسمة معرفية واستراتيجية جديدة تتعدى السياسة الدولية إلى الكينونة الأنتولوجية. والعالم سيغدو عالمين؛ أحدهما لا يزال أسير التاريخ، والآخر قد أنجز رحلة التاريخ كلها. وفكّ أساره من حتميته الصارمة ليتجاوز صراع الواقع والمفهوم، ويغوص بنفسه كالأول في العالم لتفوقه وكماله....
والهدف من ترجمة هذا الكتاب كما يذكر المترجم؛ إن الكتاب هو آخر تجليات الخطاب النخبوي لبقية العالم التي نحن العرب منها، بل ضحيتها الأولى لأننا المنعطف دائماً في كل لحظة تغيير حاسمة عبر ما يسمى بالمصير العالمي.
هذا الكتاب من تأليف فرانسيس فوكوياما و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها
كاتب ومفكر أمريكي الجنسية من أصول يابانية يعد من أهم مفكري المحافظين الجدد. من كتبه كتاب (نهاية التاريخ والإنسان الأخير) و(الانهيار أو التصدع العظيم). ويعتبر الرجل من أحد الفلاسفة والمفكرين الأميركيين المعاصرين، فضلا عن كونه أستاذا للاقتصاد السياسي الدولي ومديرا لبرنامج التنمية الدولية بجامعة جونز هوبكنز. تخرج فوكوياما من قسم الدراسات الكلاسيكية في جامعة كورنيل، حيث درس الفلسفة السياسية على يد ألن بلووم Allen Bloom، بينما حصل على الدكتوراه من جامعة هارفارد حيث تخصص في العلوم السياسية. عمل بوظائف عديدة أكسبته الكثير من الخبرة والثقافة، فقد عمل مستشارا في وزارة الخارجية الأمريكية كما عمل بالتدريس الجامعي.
الكتب الأكثر قراءة
الكتب الأكثر قراءة