إياك والخلط بين الحركة والفعل. #إرنست همنغواي
تحميل كتاب مستقبلنا بعد البشري: عواقب ثورة التقنية الحيوية pdf الكاتب فرانسيس فوكوياما
إن بزوغ فجر الإرهاب البيولوجي مشكلاً تهديداً حياً، يشير إلى الحاجة إلى تحكم سياسي أكبر في استخدامات العلم والتقنية. كما أن أعظم التحديات التي فتحتها التقنية الحيوية ليست تلك التي تلوح في الأفق أمامنا الآن، بل تلك التي ستظهر بعد عقد أو جيل أو أكثر. وما يهمنا معرفته هو أن ذلك التحدي ليس مجرد تحد أخلاقي، لكنه تحد سياسي أيضاً. فالقرارات التي سنتخذها في مقتبل الأيام ستحدد إن كنا نتوجه نحو مستقبل بعد بشري من عدمه، وستحدد كذلك الهوة الأخلاقية التي يفتحها أمامنا.
لقد أمسينا على وشك الولوج إلى مستقبل بعد بشري، ستمنحنا فيه التقنية القدرة على تعديل جوهر البشر تعديلاً تدريجياً بمرور الزمان. كثيرون هم الذين سوف يحتضنون هذه القوة تحت شعار الحرية الإنسانية، فهم يريدون الحد الأقصى من حرية الآباء في اختيار نوع الأطفال الذين سينجبونهم، ومن حرية العلماء في إجراء الأبحاث، ومن حرية رجال الأعمال في استخدام التقنية لجمع الثروات.
ويفترض كثيرون أن العالم ما بعد البشري سيشبه كثيراً عالمنا هذا، أي أنه يمتلئ بالحرية والمساواة والإخاء والرخاء والتعاطف، وتصاحبه رعاية صحية ملموسة وأعمار أطول، وربما ذكاء أعلى من معدلات الذكاء الطبيعية. لكن العالم ما بعد البشري قد يصير عالماً سلطوياً وتنافسياً بدرجة أكبر كثيراً مما هو عليه الآن، وبالتالي يعج بالصراعات الاجتماعية. وقد يصبح عالماً تضيع فيه أية فكرة عن الإنسانية المشتركة، لأننا مزجنا الجينات البشرية بجينات أنواع أخرى كثيرة من الأحياء بحيث لم يعد لدينا فكرة واضحة عن ماهية الإنسان.
هذا الكتاب من تأليف فرانسيس فوكوياما و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها
كاتب ومفكر أمريكي الجنسية من أصول يابانية يعد من أهم مفكري المحافظين الجدد. من كتبه كتاب (نهاية التاريخ والإنسان الأخير) و(الانهيار أو التصدع العظيم). ويعتبر الرجل من أحد الفلاسفة والمفكرين الأميركيين المعاصرين، فضلا عن كونه أستاذا للاقتصاد السياسي الدولي ومديرا لبرنامج التنمية الدولية بجامعة جونز هوبكنز. تخرج فوكوياما من قسم الدراسات الكلاسيكية في جامعة كورنيل، حيث درس الفلسفة السياسية على يد ألن بلووم Allen Bloom، بينما حصل على الدكتوراه من جامعة هارفارد حيث تخصص في العلوم السياسية. عمل بوظائف عديدة أكسبته الكثير من الخبرة والثقافة، فقد عمل مستشارا في وزارة الخارجية الأمريكية كما عمل بالتدريس الجامعي.
الكتب الأكثر قراءة
الكتب الأكثر قراءة