إياك والخلط بين الحركة والفعل. #إرنست همنغواي
تحميل كتاب ما وراء الخط الأخر pdf الكاتب محمد حيدار
هو منذ أن صارح محمودا أيام ثكنة " الراس" بمدى الإعجاب الذي يكنه للألمان، لايزال على بعض رأيه ذاك، حتى ورصاص هؤلاء يتساقط حوله كالمطر، إنه كمن دخل سوقا لا مصلحة له فيها، لا مع البائع ولا مع المشتري، ولذلك بقي بين قناعتين؛ فهو يحارب الألمان إعلاء لشأن بندقيته، وليس نصرة للعلم الفرنسي، وهما طرفا المعادلة اللذان لم يتمكن من التعبير عنهما بوضوح.
فقد يكون من الصعب التفريق بين الأمرين: شرف البندقية ونصرة العلم، لكن بوداود يدرك في نفسه حدود هذه التفرقة، ولو بشكل لا يستطيع شرحها بتفصيل، ولكم حاول أن يشرك محمودا في هذه القناعة، غير أن اللغة ظلت تخونه، إذ كيف يفهمه حين يقول له: الشرف شخصي، و النصرة موضوعية مثلا، ومحمود يرى في موقف زميله تناقضا واضحا، وربما قال له بوداود يومها:" إن ولائي للجيش الألماني قد تتفهمه قرية " الثيران" أكثر من أن تتفهم ولائي إلى الجيش الفرنسي، فقريتنا لا تحمل أية ضغينة للألمان عكس ما هو الحال بالنسبة للفرنسيين، وضحك محمود في صخب وهو يقول:" أنت تنشد مرضاة ذهبية فقط"، وقال بوداود:" لا تقزّم معنى كلامي يا أخي، ثم إنك من المعجبين بإيفا براون أليس كذلك؟!
وقال محمود:" نعم، ولكن ليس إلى درجة توجيه نيراني إلى صدور رفاقي في السلاح، أو خذلانهم في معركة مواجهة مع جيش أخر.
فرواية "ما وراء الخط الأخر" تتناول فترة الحرب العالمية الثانية، مبرزة مشاركة نماذج من الجزائريين وأبناء المغرب العربي، وافريقيا في تلك الحرب. ونظرة الالمان إلى هؤلاء المستعمَرين ــــ بفتح الميم الثانية ـــ من طرف دولة يأتون للذود عنها، وهي النقطة التي حاولت المخابرات الالمانية "الغيستابو" استغلالها إلى أبعد حد، لاسيما مع من اشتمت فيهم رائحة العداوة تجاه فرنسا.
وفي الرواية أسماء لشخصيات تقاسمت الأدوار الرئيسة، كبوداود وهو جزائري و"مايكا" وهي برتبة عقيد في المخابرات الالمانية، حيث تنمو بينهما علاقة جارفة لكنها غامضة تتجاذبها قوتان؛ قوة يُخيّل إلى كليهما أنها عاطفة حب خالصة، وقوة يرتاب بعضهما في أنها مجرد تقارب مصلحي لغايات أخرى، ستجلوها الرواية مع تقدم فصولها وسيلان أحداثها.
تحميل كتاب ما وراء الخط الأخر PDF - محمد حيدار
هذا الكتاب من تأليف محمد حيدار و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها
محمد حيدار من مواليد 15/02/1952 ببلدة عسلة ولاية النعامة، مقيم بمدينـة سعيدة (الجزائر). متقاعد من قطاع الثقافة.
صدرت له حتى الآن مجموعتان قصصيتان هما:" خلف الأشعة"(1984) عن المؤسسة الوطنية للكتاب، و" هندسة الاغواء"(2013) عن المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية، وأربع روايات هي " الأنفاس الاخيرة"(1985) عن المؤسسة الوطنية للكتاب، " الرحيل إلى أروى" (2005) عن المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية، "دموع النغم" (2007) عن المطابع الشعبية للجيش في نطاق الجزائر عاصمة الثقافة العربية، "ما وراء الخط الأخر(2017) صدرت عن دار المثقف.
سبق له أن شارك في تأليف جماعي لعدة مؤلفات أصدرتها مديرية الثقافة بولاية سعيدة من أبرزها" سعيدة معالم وأعلام" و" سعيدة معالم وفنون" وقام بمراجعة دواوين شعرية قبل طبعها، معظمها في الشعر الشعبي. وكذا مؤلفات في تاريخ الثورة. إلخ
وقبلها نشر سلسلة من الدراسات السياسية ــ الثقافية بالصحافة الوطنية خصوصا جريدة الجمهورية الجهوية بوهران إلى غاية 1990 كان أهمها حلقات " المخضرم "، كما تلقى النادي الأدبي لتلك الجريدة إبداعاته باستمرار أيام كان يشرف عليه الراحل أبو القاسم بن عبد الله.
نالت قصته " العبور خارج دائرة الزمن" الجائزة الأولى في مسابقة عيد الثورة التي نظمتها جريدة الجمهورية (1984)، كما فازت قصته "شعائر الدخول إلى أديرة الألوان" بالجائزة الوطنية الأولى في مسابقة أدب الثورة التي نظمتها وزارة الثقافة والاتصال عام 2001 في القصة القصيرة.
صدر له في عام 2016 عن دار الشهاب، كتاب تاريخي بعنوان " الإفريقي صانع ملحمة فزوز ورجال وجبال " وهو يتعلق بوالده الشهيد (بن سليمان حيدار الملقب بالإفريقي) وواقعة استشهاده بجبل " فزوز"عام 1959، وبتاريخ منطقة جبال القصور بالجنوب الغربي الجزائري بوجه عام. وللكاتب روايات ودواوين شعر وإسهامات أدبية وتاريخية أخرى.
الكتب الأكثر قراءة
الكتب الأكثر قراءة