إياك والخلط بين الحركة والفعل. #إرنست همنغواي
تحميل كتاب حفريات المعرفة pdf الكاتب ميشيل فوكو
أصبح مفهوم الانفصال يحتل مكانة كبرى في فروع المعرفة التاريخية، ذلك أن التاريخ في ثوبه الكلاسيكي، كان يفترض الانفصال معطى لكنه غير قابل لأن يفكر فيه. فالانفصال كان له علاقة التشتت الزماني الذي كانت تلقى على عاتق المؤرخ تبيان حذفه من التاريخ؛ لكنه غدا اليوم أحد العناصر الأساسية للتحليل التاريخي.
في هذا الإطار يأتي هذا الكتاب حيث يبحث ميشال فوكو من خلال فصوله في الشكل الأكبر الذي يعترض هذا النوع من التحليل التاريخي والذي لن يبقى متمحوراً في معرفة السبل التي سلكتها الاستمراريات لكي تنشأ، ولا الكيفية التي تمكن نفس المصير أن يبقى هو هو، ويرسم أفقاً واحداً تنخرط فيه عقول متباينة متعاقبة، إلى جانب ذلك أيضاً لن يبقى المشكل، في التحليل التاريخي الآني المطلوب، معرفة كيف استطاع أن يبسط سيادته ويمتد خارج ذاته حتى ذلك الاكتمال الذي لا يتحقق إطلاقاً، لن يعود المشكل مشكل التراث والآثار، وإنما مشكل الفصل والحدّ ومشكل التحولات التي تعمل كتأسيس وتجديد للتأسيس.
ويطرح فوكو على ضوء هذه المعطيات أسئلة والتي صار بعضها متداولاً والتي يسعى عن طريقها هذا النوع الجديد من التاريخ أن يقيم نظريته الخاصة. هذه الأسئلة هي: كيف نعين مختلف المفاهيم التي تسمح بالتفكير في الانفصال (كمفاهيم الفصل والقطيعة والتقلب والتحول؟) وفق أية مقاييس سيتم الفصل بين الوحدات التي هتم بها: فما الذي يحد علماً ما من العلوم أو مؤلفاً من المؤلفات أو نظرية أو مفهوماً أو نصاً؟ وكيف نعمل على تنويع المستويات التي يمكن أن نضع فيها أنفسنا والتي ينطوي كل منها على تقطيعاته الخاصة وشكل تحليله: ما المستوى المشروع للصياغة الصورية؟ ما مستوى التأويل؟ ما مستوى التحليل البنيوي؟ ما مستوى تعيين اقتران العلل بالمعلولات؟ فلسفة معرفية للتاريخ جديدة يتناولها فوكو من خلال الإجابة عن هذه الأسئلة على صفحات هذا الكتاب.
هذا الكتاب من تأليف ميشيل فوكو و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها
ولد ميشيل فوكو في 15 أكتوبر من عام 1926، وتوفي في 25 يونيو 1984. فيلسوف فرنسي كان يحتل كرسياً في الكوليج دو فرانس، أطلق عليه اسم "تاريخ نظام الفكر". وقد كان لكتاباته أثر بالغ على المجال الثقافي، وتجاوز أثره ذلك حتى دخل ميادين العلوم الإنسانية والاجتماعية ومجالات مختلفة للبحث العلمي.
عرف فوكو بدراساته الناقدة والدقيقة لمجموعة من المؤسسات الاجتماعية، منها على وجه الخصوص: المصحات النفسية، المشافي، السجون، وكذلك أعماله فيما يخص تاريخ الجنسانية. وقد لقيت دراساته وأعماله في مجال السلطة والعلاقة بينها وبين المعرفة، إضافة إلى أفكاره عن "الخطاب" وعلاقته بتاريخ الفكر الغربي، لقي كل ذلك صدى واسعاً في ساحات الفكر والنقاش.
توصف أعمال فوكو من قبل المعلقين والنقاد بأنها تنتمي إلى "ما بعد الحداثة" أو "ما بعد البنيوية"، على أنه في الستينيات من القرن الماضي كان اسمه غالباً ما يرتبط بالحركة البنيوية. وبالرغم من سعادته بهذا الوصف إلا أنه أكد فيما بعد بُعده عن البنيوية أو الاتجاه البنيوي في التفكير. إضافة إلى أنه رفض في مقابلة مع جيرار راول تصنيفه بين "ما بعد البنيويين" و"ما بعد الحداثيين".
في السبعينيات وبدايات الثمانينيات شارك فوكو أثناء وجوده في سان فرانسيسكو في نشاطات جنسية مثلية وسادية مازوشية، ويعتقد أنه في تلك المرحلة التقط عدوى "العمم" أو الإيدز، وذلك قبل أن يتم التعرف على المرض ووصفه.
لا يعرف مدى فهم فوكو لطبيعة مرضه، وكيفية إصابته أو انتقاله إليه، لكن بعض النقاد وكتاب السيرة الذاتية وصفوا حياته الجنسية في ذلك الوقت على أنها اسكتشاف عملي لأفكاره حول السلوك السوي والسلوك الشاذ، والعلاقة ما بين اللذة والموت. وقد قال دانييل ديفير عن فوكو بأنه "عندما ذهب إلى سان فرانسيسكو للمرة الأخيرة، اعتبر ذلك تجربته القصوى".
توفي فوكو نتيجة مرض الإيدز في باريس بتاريخ 25 يونيو 1984.
الكتب الأكثر قراءة
الكتب الأكثر قراءة