إياك والخلط بين الحركة والفعل. #إرنست همنغواي
تحميل كتاب حتى يكون للأمة مكان في هذا الزمان pdf الكاتب المنصف المرزوقي
عن المواطنة المصادرة والحق المغتصب في البلدان العربية، وضرورة العمل على استرجاعهما من أنظمة حكم الفساد والاستبداد في الدول العربية ومن قبضة القوى المهيمنة في العالم والمستبيحة للأمة العربية، يكتب منصف المرزوقي بقلم أشبه بمبضع الجراح، ومن دون مخدر.
كثيرا ما اتهم "منصف" بأنه مستفز، وأتمنى عليه أن يظل كذلك. فلن تتقدم هذه الأمة من دون استفزاز العقول الراكدة والهمم الخامدة.
وليس بمستغرب أن يستفز مثقفا مثل منصف، كنموذج وكفرد، كل قوى القعود والاستكانة التي تحكم على الوطن العربي بالتخلف والهوان.
لم يكفه التميز في حقل معرفي ومهني معين- الطب في حالة منصف- عن اقتحام الأفاق الرحبة للمعرفة الإنسانية، مثقفا يميل إلى الموسوعية، وإن ظل الطب، بثراء النسق البشري المعجز، مصدر سمة معرفية مميزة. ولم يقعده وضعه الاجتماعي المتميز نسبيا كأستاذ جامعي عن ارتياد القارات الموحشة للفعل النضالي المجتمعي والسياسي تأكيدا لمبدأي الحق والمواطنة الكاملة للناس جميعا، في موطنيه تونس، والوطن العربي الكبير، وإن لم تقف طموحاته عند هذا الحد، فللمطالبة بالحق والمواطنة الكاملة بعد عالمي يطبع أفكاره وأعماله بقوة.
يحكم الكتاب، في تقديري، توصيف الكاتب للمواطن بأنه تواق للحرية، مناضل من أجل نوالها أبدا، متجشما الصعاب الحتمية. حيث يحدد للمواطنين "القيمة المركزية التي تقود أفعالهم وتتحكم في مواقفهم" ألا وهي "التوق إلى الحرية عبر مشروع متواصل لا يكتمل أبدا هو التحرّر." وأن "عليهم أن يدفعوا لتمتعهم بالكرامة والحقوق والحريات أو للمحافظة عليها، ثمنا باهظا قد يكون سلامتهم الشخصية. لكنهم يعتبرونه ثمنا زهيدا"
وهنا يتعين أن نستمع لمنصف المرزوقي، فقد قدم هو نفسه المثال على هذا المواطن دافعا ثمن مواطنيته، فمقال الرجل يصدر عن خبرة نضالية واسعة وعميقة، وليس مجرد سعة أفق معرفية.
ولكن رداءة الحال، خاصة استقالة المواطنين المطحونين من السياسة، انسداد أفق الإصلاح في ظل الاستبداد، يترك في الحلق غصة وفي الفم مرارة، "ما أمرّ أن يصبح الوطن هو الأرض التي نهرب منها وليست الأرض التي نهرب إليها."
ومع ذلك يبقى الكاتب ديمقراطيا حتى النخاع. "الديمقراطية هي الجزء السياسي من الحقوق المضمنة في الإعلان – العالمي لحقوق الإنسان- وهي البند 18 (حرية المعتقد) والبند 19(حرية الرأي ) والبند 20 (حرية المشاركة في الحياة العامة عبر انتخابات حرة ونزيهة ) والبند 21 (حرية تكوين الجمعيات السلمية)".
بهذا النفس الديمقراطي يتعين التعامل مع توق منصف للحرية والحق الذي يغمر الكتاب. الاحتفاء بالرأي، ولو مع الاختلاف، حيث الرأي الحر، وقدح الرأي بالآخر، مصدر جلاء الحقيقة.
ولا يتوقف منصف عند الساري والمألوف بل يتصدى لهما بأفكار تجديدية قد تصدم البعض، ولكنه يقدم لها تبريرات منطقية مقنعة، وقد راق لي منها اقتراح الرئاسة السباعية للدولة، مدى الحياة(!)
ولا بد من الإشارة إلى رسالة منصف هي، في العموم، إنسانية شاملة: "الحضارات لا تفعل، حتى في أوج الصراع، سوى التبادل والتلاقح. أما الرهان الحقيقي بينها فهو حول من يحمل المشعل أطول وقت من الزمن.. لفائدة الجميع".
ومع ذلك فإن الرسالة المحورية للكتاب تتقاطع مع ما انتهى إليه تقرير التنمية الإنسانية العربية الثالث من أن مشروعا للنهضة في الوطن العربي يستلزم مكافحة الاستبداد في الداخل واستباحة الأمة من الخارج. "إن كان مشروع الاستقلال الثاني هو تحقيق التحرّر للمواطن وللوطن، فإنه يمرّ إجباريا بالتحرر من هيمنة الاستبداد بما هو استعمار داخلي، ومن هيمنة الاستعمار بما هو استبداد خارجي."
والغاية هي "ضرورة تواصل البحث عن تحقيق الحد الأقصى من الحرية في ظل العدل والحد الأقصى من العدل في ظل الحرية."
والدواء الذي يصفه الدكتور منصف في النهاية هو المرور "من المعارضة إلى المقاومة".
عل الأمة العربية تشفى به من علتي الفساد والاستبداد.
د. نادر فرجاني
هذا الكتاب من تأليف المنصف المرزوقي و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها
محمد المنصف المرزوقي (ولد في 7 يوليو 1945 في قرمبالية) هو رئيس الجمهورية التونسية الرابع، وهو أول رئيس في الوطن العربي يأتي إلى سدة الحكم ديمقراطيا ويسلم السلطة ديمقراطيا إلى المعارض المنافس بعد انتهاء مدة ولايته، وقد اتصل هاتفيا بمنافسه وهنأه بفوزه. وهو مفكر وسياسي تونسي ومعارض سابق لنظام زين العابدين بن علي ومدافع عن حقوق الإنسان، ويحمل شهادة الدكتوراه في الطب، ويكتب في الحقوق والسياسة والفكر.
هو مؤسس ورئيس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية منذ تأسيسه حتى 13 ديسمبر 2011 تاريخ استلامه رئاسة الجمهورية التونسية، ورئيسه الشرفي بعد ذلك. كما أنه رئيس سابق للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان. وبعد خسارته الانتخابات الرئاسية التونسية 2014، أسس في نهاية 2014 حراك شعب المواطنين الذي انضوى فيه عدة أحزاب منهم المؤتمر. ثم أسس في 20 ديسمبر 2015 حزب حراك تونس الإرادة. كما أسس مع عدة شخصيات عربية المجلس العربي للدفاع عن الثورات والديمقراطية في يوليو 2014 وترأسه. شارك في أسطول الحرية 3 الذي غادر اليونان في 25 يونيو 2015 قاصدًا فك الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، وعند اقترابه من المياه الإقليمية للقطاع ألقت السلطات الإسرائيلية القبض عليه مع مرافقيه في الأسطول واقتادتهم إلى ميناء أشدود. بعد التحقيق معه، قامت إسرائيل بترحيل المرزوقي إلى باريس ثم عاد بعدها إلى تونس في 1 يوليو حيث استقبله المئات من مناصريه.
اختارته مجلة التايم الأمريكية في 2013 من بين أكثر 100 شخصية مؤثرة في العالم. وكذلك اختارته المجلة الأمريكية فورين بوليسي من بين أفضل 100 مفكر عالمي لسنتي 2012 و2013 وجاء في المرتبة الثانية في كل منهما. زوجته هي طبيبة فرنسية السيدة «بياتريس راين» التي حملت لقب سيدة تونس الأولى.
ولد محمد المنصف المرزوقي في 7 يوليو 1945 في قرمبالية (ولاية نابل). وتنحدر عائلته من الجنوب التونسي (من قبيلة المرازيق من دوز في ولاية قبلي). والده هو محمد البدوي المرزوقي ووالدته عزيزة بنت كريم، وله أربعة أشقاء وسبعة أخوة غير أشقاء. نشأ في تونس والتحق من عام 1957 حتى 1961 بالمدرسة الصادقية بالعاصمة تونس. وفي سنة 1961 غادر تونس للالتحاق بوالده، الذي عمل وعاش في المغرب مدة 33 سنة وتزوج من امرأة مغربية ورزق بسبعة أبناء هم إخوة غير أشقاء للمنصف المرزوقي. درس منصف المرزوقي بطنجة حتى عام 1964، حصل خلالها على شهادة البكالوريا (الثانوية العامة) قبل السفر إلى فرنسا ليدرس في جامعة ستراسبورغ في كلية العلوم الإنسانية.
في عام 1970 شارك المرزوقي في مسابقة عالمية للشبان بمناسبة مئوية المهاتما غاندي لتقديم نص عن حياة الرجل وفكره، فازت مشاركة المنصف ليحل ضيفاً على الحكومة الهندية لمدة شهر ويتجول فيها من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب. في سنة 1975 سافر إلى الصين ضمن وفد لمعاينة تجربة الطب في خدمة الشعب هناك. عاد بعد ذلك المرزوقي إلى تونس عام 1979، وعمل أستاذاً مساعداً في قسم الأعصاب في جامعة تونس. شارك في تجربة الطب الشعبي الجماعي في تونس قبل وقف المشروع.
اعتقل في مارس 1994 ثم أطلق سراحه بعد أربعة أشهر من الاعتقال في زنزانة انفرادية، وقد أفرج عنه على خلفية حملة دولية وتدخل من الزعيم الإفريقي نيلسون مانديلا ورئيس جنوب أفريقيا آنذاك. ثم أسس مع ثلة من رفاقه المجلس الوطني للحريات بتونس في 10 ديسمبر 1998 بمناسبة الذكرى السنوية للإعلان العالمي لحقوق الإنسان. وقد اختير أول رئيس للجنة العربية لحقوق الإنسان بين 1997 و2000.
أسس سنة 2001 حزب المؤتمر من أجل الجمهورية وأعلنه «حزب مقاومة لا حزب معارضة»، وطالب بإسقاط نظام بن علي بدلا عن السعي لإصلاحه لأنه «نظام فاسد غير قابل للإصلاح»، فصدر ضده حكم بالسجن لمدة عام قوبل بضغوط دولية. ثم غادر إراديًا إلى المنفى في ديسمبر 2001 ليعمل محاضراً في جامعة باريس. حيث بقي هناك حتى عاد سنة 2006 إلى تونس دون إذن السلطة، ودعا إلى عصيان مدني لإسقاط نظام بن علي، ولكن من شدة المضايقات سرعان ما غادر في نفس السنة إلى فرنسا ومن هناك واصل نضاله الحقوقي ومعارضته بالكتابة والمحاضرات والندوات والمداخلات التلفزيونية في تصريحات وبرامج حوارية.
في مداخلة له على قناة الجزيرة في أكتوبر 2006 حول الوضع الراهن في تونس آنذاك، شدّد المرزوقي إلى اعتماد كافة أساليب المقاومة السلمية لفرض الحقوق واستعادة الحرية. ثم أعلن عن عقده العزم على العودة إلى تونس يوم 21 أكتوبر، وذلك لمشاركة التونسيين في نضالهم. وعاد إلى تونس في ال 18 يناير من سنة 2011 بعد اندلاع الثورة التونسية ورحيل بن علي عن البلاد. ثم شارك في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي في 23 أكتوبر 2011 ممثلا عن حزب المؤتمر من أجل الجمهورية، حيث حاز على المركز الثاني ب 29 مقعدا بعد حركة النهضة التونسية، وقد حصل الدكتور المنصف المرزوقي على مقعد في دائرة نابل 2.
انتخب رئيساً مؤقتاً لتونس في 12 ديسمبر 2011 بواسطة المجلس الوطني التأسيسي بعد حصوله على أغلبية 153 صوتاً مقابل ثلاثة أصوات معارضة وامتناع اثنين و44 بطاقة بيضاء يمثلون 202 عضو من إجمالي عدد الأعضاء البالغ 217.
الكتب الأكثر قراءة
الكتب الأكثر قراءة