إياك والخلط بين الحركة والفعل. #إرنست همنغواي
تحميل كتاب جماليات المكان pdf الكاتب غاستون باشلار
في "جماليات المكان" يبحث غاستون باشلار في تحديد القيمة الإنسانية لأنواع المكان الذي يمكننا الإمساك به، والذي يمكن الدفاع عنه ضد القوى المعادية، أي المكان الذي نحب، وهو مكان ممتدح لأسباب متعددة مع الأخذ بالاعتبار الفروق المتضمنة في الفروع الشعرية. ويرتبط بقيمة الحماية التي يمتلكها المكان والتي يمكن أن تكون قيمة إيجابية، قيم متخيلة سريعاً ما تصبح هي القيم المسيطرة. إن المكان الذي ينجذب نحوه الخيال لا يمكن أن يبقى مكاناً لا مبالياً، ذا أبعاد هندسية وحسب. فهو مكان قد عاش فيه بشر ليس بشكل موضوعي فقط، بل بكل ما في الخيال من تميز. إنناننجذب نحوه لأنه يكثف الوجود في حدود تتسم بالحماية. في مجال الصور، لا تكون العلاقة المتبادلة بين الخارج والألفة متوازية. إلى هذه الرؤية يستند باشلاء في تحديد جماليات المكان إنها النقطة الأساسية التي ينطلق منها وهي أن البيت القديم، بيت الطفولة، هو مكان الالفة، ومركز تكيف الخيال، وعندما نبتعد عنه نصل دائماً نستعيد ذكراه، ونسقط على الكثير من مظاهر الحياة المادية ذلك الإحساس بالحماية والأمن اللذين كان يوفرهما لنا البيت. أو هو-البيت القديم-كما يصفه باشلار "يركز الوجود داخل حدود تمنح الحماية". إننا نعيش لحظات البيت من خلال الأدراج والصناديق والخزائن، التي يسميها باشلار "بيت الأشياء". العش يبعث إحسانا بالبيت لأنه يجعلنا "نضع أنفسنا في أصل منبع الثقة بالعالم... هل كان العصفور يبني عشه لو لم يكن يملك غريزة الثقة بالعالم؟" القوقعة تجسد انطواء الإنسان داخل المكان، في الزوايا والأركان لأن فعل الانطواء "ينتمي إلى ظاهراتية فعل (يسكن)" وانطلاقاً من تذكر بيت الطفولة تتخذ صفات وملامح المكان طابعاً ذاتياً، وينتفي بعدها الهندسي. من خلال تلك الرواية تتوضح أبعاد ما يرمي إليه باشلار، حيث يحدد في المقدمة التي كتبها لمؤلفه هذا منهجه الظاهراتي بأنه المنهج الذي يصلح لدراسة موضوع الخيال حيث يرى أنه في دراسة الخيال لا يوجد موضوع دون ذات، بل إن الخيال، بالنسبة للمكان، يلغي موضوع الظاهرة المكانية-أي كونها ظاهرة هندسية، ويحل مكانا ديناميته الخاصة-الغارقة، وعندما يتحول الخيال إلى شعر فهو يلغي السببية ليحل محلها "التسامي المحض".
هذا الكتاب من تأليف غاستون باشلار و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها
يعدّ غاستون باشلار (1884 – 1962) واحداً من أهم الفلاسفة الفرنسيين ، وهناك من يقول أنه أعظم فيلسوف ظاهري ، وربما أكثرهم عصرية أيضاً . فقد كرّس جزءاً كبيراً من حياته وعمله لفلسفة العلوم ، وقدّمَ أفكاراً متميزة في مجال الابستمولوجيا حيث تمثل مفاهيمه في العقبة المعرفية والقطيعة المعرفية والجدلية المعرفية والتاريخ التراجعي ، مساهمات لا يمكن تجاوزها بل تركت آثارها واضحة في فلسفة معاصريه ومن جاء بعده . ولعل أهم مؤلفاته في مجال فلسفة العلوم هي :
العقل العلمي الجديد / 1934
تكوين العقل العلمي / 1938
العقلانية والتطبيقية / 1948
المادية العقلانية / 953
وأغلبها ترجم إلى العربية وغيرها من الكتب والتي يقارب عددها ثلاثة عشر كتاباً .. وقد برز كواحد من أهم وأشهر المتخصصين بفلسفة العلوم حيث درس بعمق الوسائل التي يحصل بها الإنسان على المعرفة العلمية عن طريق العقل ، ولكنه فاجأ الجميع عندما ظهر كتابه ( التحليل النفسي للنار ) حيث تحول تماماً من منهجه المعروف في فلسفة العلم إلى موضوع جديد حتى في مجال التحليل النفسي حيث الإنسان هو ميدان التحليل النفسي للمادة . ربما كان مفيداً معرفة شيء عن ظاهرية باشلار قبل العودة إلى هذا الموضوع . إنّ الفكرة الرئيسة في الظاهراتية Phenomenology كما أوجدها أدموند هوسرل ، هي قصدية الوعي أي أن الوعي يتجه دائماً إلى موضوع ، أي أنه يؤكد مقولة أنه لا يوجد موضوع من دون ذات . كما يؤكد المنهج الظاهراتي على الامتناع عن الحكم فيما يتعلق بالواقع الموضوعي وعدم تجاوز حدود التجربة المحضة " الذاتية " ويؤكد على عدم اعتبار موضوع المعرفة موضوعاً واقعياً تجريبياً واجتماعياً بل مجرد وعي مفارق " أي أنه مستقل عن التجربة والمعرفة المحددة أي ميتا فيزياء " . إلاّ أن ظاهرية باشلار ولاسيما في دي دراسته للخيال الشعري ( أي المرحلة الثانية من حياته ) ليست متشددة إلى هذه الدرجة فهو خلافاً للضاهراتية التقليدية يرى أنّ هنالك واقعاً موضوعياً له شروط موضوعية تصلح قوانين العلم لدراسته . وربما تكمن ميزة باشلار الرئيسة وجاذبية فكره في امتلاكـه ذهناً حـراً لا تقيده أي من المواصفات سواء في اختيار موضوعاته أم في معالجاته .فبعد أن اهتم بفلسفة العلوم في الجزء الأول من حياته نراه يتحول إلى دراسة التخيل الشاعري وفلسفة الجمال والفن إذ ابتدأها مع (التحليل النفسي للنار) عام 1937 – كما ذكرنا – ثم(الماء والأحلام) عام 1941 ثم (الهواء والرؤى) ثم ( التراب وأحلام الإرادة والتراب وأحلام الراحة) عام 1948 ثم (جماليات المكان)عام 1957 ثم كتابه الأخير (شاعرية أحلام اليقظـة) عام 1960. لقد أصبح الموضع الرئيس عند باشلار ، في الجزء الثاني من حياته، هو التخيل أو عمل المخيلة، بعد أن كان العقل؛ وأصبح يسعى إلى القيام بدراسة فلسفية شاملة للإبداع الشعري، واستسلم لدافع لا يقاوم للتواصل مع القوى التي تخلق المعرفة لا التي تُحَصِّـلها ؛والمجال الوحيد الذي يأمل أن يرى فيه تلك القوى، وهي تعمل، هو الشعر؛ لذلك كتب مجموعة الكتب ، في الجزء الثاني من حياته ، طبق فيها منهجه هذا.
الكتب الأكثر قراءة
الكتب الأكثر قراءة