إياك والخلط بين الحركة والفعل. #إرنست همنغواي
تحميل كتاب الفلسفة المادية و تفكيك الإنسان pdf الكاتب عبد الوهاب المسيري
تشكل الفلسفة المادية البنية الفكرية التحتية أو النموذج المعرفي الكامن للعديد من الفلسفات الحديثة: الماركسية والبرجماتية والداروينية، كما أنها تشكّل الإطار المرجعي الكامن لرؤيتنا للتاريخ والتقدم وللعلاقات الدولية. وقد ارتبطت الفلسفة المادية في عقول الكثيرين بالعقلانية والتقدم والتسامح.. الخ. وقد هيمنت هذه الفلسفة على النخب الثقافية والفكرية لزمن ليس بقصير.
هذا الكتاب يقدم نظرية نقدية لهذه الفلسفة، فيحلل نموذجها المعرفي المادي، ويدرس تجلياته النظرية والتاريخية المختلفة. فيقدم توضيحاً لماهية الفلسفة المادية وسرّ جاذبيتها، ثم يبين مواطن قصورها في تفسير ظاهرة الإنسان.
وهذه الدراسة، شأنها شأن معظم دراسات المؤلف الصادرة في الآونة الأخيرة، تستخدم النموذج المعرفي المادي في حدّ ذاته، ثم في تجلياته النظرية والتاريخية المختلفة. وبالتالي فالدراسة لا تأخذ خطاً مستقيماً تراكمياً، وإنما تأخذ شكل بؤرة (النموذج التحليلي)، تتفرع منها وتعود إليها كل الموضوعات.
هذا وتنقسم الدراسة في هذا الكتاب إلى ثمانية فصول: خصص الأول منها لتعريف الفلسفة المادية وسرّ جاذبيتها ومواطن قصورها، كما يعرض الفصل نفسه، في بدايته للظاهرة الإنسانية وسماتها الأساسية. ويقوم الفصل الثاني بتوضيع الفروق الأساسية بين الظاهرة والظاهرة الإنسانية وفشل الفلسفة المادية في تفسير ظاهرة الإنسان، بل ويذهب هذا الفصل إلى أن هذه الفلسفة تشكل هجوماً على الطبيعة البشرية.
ويتناول الفصل الثالث دراسة مفهوم العقل، فيبين أن العقل في حدّ ذاته مفهوم عائم غائم وأن المهم هو النموذج الكامن وراء العقل، وانطلاقاً من هذا التصور تحاول هذه الدراسة حصر أهمّ سمات العقل المادي، كما تحاول توضيح الفرق بين العقل الآداتي والعقل النقدي، وتناول الفصل الرابع معالجة بعض التجليات التاريخية للفلسفة المادية، فيبين أن العلمانية الشاملة والإمبريالية والداروينية هي كلها تجليات متنوعة للفلسفة المادية.
أما الفصل الخامس فيتناول الترشيد أو العلمنة بمعنى إعادة صياغة المجتمع والإنسان في الإطار المادي، وكيف أن هذا يؤدي في نهاية الأمر إلى تنميط الحياة ووهم التحكم الكامل فيها. والفصل السادس هو امتداد لهذا الفصل، فنهاية التاريخ هي، في واقع الأمر، النقطة التي يتخيّل البعض أنها النقطة التي يتم التحكم فيها في معظم جوانب الحياة، بحيث يصبح المجتمع كالآلة الرشيدة، يوتوبيا تكنولوجية. وقد ميزت الدراسة في الفصل الثاني بين المساواة والتسوية على المستوى النظري. والفصل السابع هو محاولة لتطبيق هذا المفهوم على ظاهرة العنصرية الغربية. والفصل الثامن والأخير يبين كيف أن الرؤية المادية هي رؤية إبادية في جوهرها، ويطبق الفصل هذا التصور على ظاهرة الإبادة لليهود، وغيرهم من الأقليات
هذا الكتاب من تأليف عبد الوهاب المسيري و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها
الأستاذ الدكتور عبد الوهاب المسيري، مفكر عربي إسلامي وأستاذ غير متفرغ بكلية البنات جامعة عين شمس. وُلد في دمنهور 1938 وتلقى تعليمه الابتدائي والثانوي (مرحلة التكوين أو البذور). التحق عام 1955 بقسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب جامعة الإسكندرية وعُين معيدًا فيها عند تخرجه، وسافر إلى الولايات المتحدة عام 1963 حيث حصل على درجة الماجستير عام 1964 (من جامعة كولومبيا) ثم على درجة الدكتوراه عام 1969 من جامعة رَتْجَرز Rutgers (مرحلة الجذور).
وعند عودته إلى مصر قام بالتدريس في جامعة عين شمس وفي عدة جامعات عربية من أهمها جامعة الملك سعود (1983 – 1988)، كما عمل أستاذا زائرًا في أكاديمية ناصر العسكرية، وجامعة ماليزيا الإسلامية، وعضو مجلس الخبراء بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام (1970 – 1975)، ومستشارًا ثقافيًا للوفد الدائم لجامعة الدول العربية لدى هيئة الأمم المتحدة بنيويورك (1975 – 1979). وهو الآن عضو مجلس الأمناء لجامعة العلوم الإسلامية والاجتماعية بليسبرج، بولاية فرجينيا بالولايات المتحدة الأمريكية، ومستشار التحرير في عدد من الحوليات التي تصدر في ماليزيا وإيران والولايات المتحدة وانجلترا وفرنسا (مرحلة الثمر).
ومن أهم أعمال الدكتور المسيري موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية: نموذج تفسيري جديد (ثمانية مجلدات) وكتاب رحلتي الفكرية: سيرة غير ذاتية غير موضوعية- في البذور والجذور والثمار. وللدكتور المسيري مؤلفات أخرى في موضوعات شتى من أهمها: العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة (جزأين)، إشكالية التحيز: رؤية معرفية ودعوة للاجتهاد (سبعة أجزاء). كما أن له مؤلفات أخرى في الحضارة الغربية والحضارة الأمريكية مثل: الفردوس الأرضي، و الفلسفة المادية وتفكيك الإنسان، و الحداثة وما بعد الحداثة، و دراسات معرفية في الحداثة الغربية. والدكتور المسيري له أيضاً دراسات لغوية وأدبية من أهمها: اللغة والمجاز: بين التوحيد ووحدة الوجود، و دراسات في الشعر، و في الأدب والفكر، كما صدر له ديوان شعر بعنوان أغاني الخبرة والحيرة والبراءة: سيرة شعرية. وقد نشر الدكتور المسيري عدة قصص وديوان شعر للأطفال
قدم الدكتور المسيري سيرته الفكرية في كتاب بعنوان رحلتي الفكرية – في البذور والجذور والثمر: سيرة غير ذاتية غير موضوعية (2001) حيث يعطي القارئ صورة مفصلة عن كيف ولدت أفكاره وتكونت والمنهج التفسيري الذي يستخدمه، خاصة مفهوم النموذج المعرفي التفسيري. وفي نهاية "الرحلة" يعطي عرضًا لأهم أفكاره
وقد رحل الدكتور عبدالوهاب المسيري عن عالمنا في الثالث من يوليو عام 2008 بعد صراع طويل مع المرض.
الكتب الأكثر قراءة
الكتب الأكثر قراءة