إياك والخلط بين الحركة والفعل. #إرنست همنغواي
تحميل كتاب الفرد والمجتمع pdf الكاتب ميشيل فوكو
إن فلسفة فوكو، هي فلسفة الاهتمام باليومي من خلال الحفر في ثنايا الواقع بكل تلبساته وهامشياته والولوج إلى صميمه ومحاولة تفكيكه بما هو تفكيك. "موضعي خالص"، بمعنى أ،ه لا يعني بتفكيك جزء من الكل الذي يشمل الواقعة الاجتماعية في لحظة تاريخية معينة، بل هو تفكيك موضعي خالص للفضاء الاجتماعي. تستمد قيمة أعمال هذا الفيلسوف وطرافتها من قيمة هذا التفكيك والحفر في خبايا المسكوت عنه. إذ نجده قد أوكل لذاته مهمة البحث والتنقيب في جوانبة الأحداث قصد تعقبها لمحاولة افتكاك والظفر بإجابة عن سؤال ضمني يطرحه كل إنسان على نفسه من حين إلى آخر انسجاماًً مع تقاليد الفكر الفلسفي الذي يريد أن يفهم "الما يحدث" باعتبار أن الفهم جزء عضوي وحقيقي من هذا "الما يحدث نفسه". لعل جهد فوكو الأركيولوجي ليس إلآ محاولة لقراءة لحظات حاسمة من تاريخ الفكر الغربي بإظهار الخلفيات المعرفية والاجتماعية والسياسية والأخلاقية التي تحكم العلاقة بين الفرد والمجتمع، إذ كيف يمكن للفرد أن يتعرف على ذاته في خضم تطور الدولة الحديثة والإدارة السياسية لحياة الأفراد في المجتمع؟ إن الواقع الذي نعيش فيه يفرض علينا أن نثير مسألة العلاقة التي تحكم واقع الفرد في المجتمعات الحديثة والمعاصرة، هذا الواقع الذي أصبحت فيه الذات الفردية "إما مقنعة داخل ذاتها وإما مقنعة من الآخرين".
هذا الكتاب من تأليف ميشيل فوكو و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها
ولد ميشيل فوكو في 15 أكتوبر من عام 1926، وتوفي في 25 يونيو 1984. فيلسوف فرنسي كان يحتل كرسياً في الكوليج دو فرانس، أطلق عليه اسم "تاريخ نظام الفكر". وقد كان لكتاباته أثر بالغ على المجال الثقافي، وتجاوز أثره ذلك حتى دخل ميادين العلوم الإنسانية والاجتماعية ومجالات مختلفة للبحث العلمي.
عرف فوكو بدراساته الناقدة والدقيقة لمجموعة من المؤسسات الاجتماعية، منها على وجه الخصوص: المصحات النفسية، المشافي، السجون، وكذلك أعماله فيما يخص تاريخ الجنسانية. وقد لقيت دراساته وأعماله في مجال السلطة والعلاقة بينها وبين المعرفة، إضافة إلى أفكاره عن "الخطاب" وعلاقته بتاريخ الفكر الغربي، لقي كل ذلك صدى واسعاً في ساحات الفكر والنقاش.
توصف أعمال فوكو من قبل المعلقين والنقاد بأنها تنتمي إلى "ما بعد الحداثة" أو "ما بعد البنيوية"، على أنه في الستينيات من القرن الماضي كان اسمه غالباً ما يرتبط بالحركة البنيوية. وبالرغم من سعادته بهذا الوصف إلا أنه أكد فيما بعد بُعده عن البنيوية أو الاتجاه البنيوي في التفكير. إضافة إلى أنه رفض في مقابلة مع جيرار راول تصنيفه بين "ما بعد البنيويين" و"ما بعد الحداثيين".
في السبعينيات وبدايات الثمانينيات شارك فوكو أثناء وجوده في سان فرانسيسكو في نشاطات جنسية مثلية وسادية مازوشية، ويعتقد أنه في تلك المرحلة التقط عدوى "العمم" أو الإيدز، وذلك قبل أن يتم التعرف على المرض ووصفه.
لا يعرف مدى فهم فوكو لطبيعة مرضه، وكيفية إصابته أو انتقاله إليه، لكن بعض النقاد وكتاب السيرة الذاتية وصفوا حياته الجنسية في ذلك الوقت على أنها اسكتشاف عملي لأفكاره حول السلوك السوي والسلوك الشاذ، والعلاقة ما بين اللذة والموت. وقد قال دانييل ديفير عن فوكو بأنه "عندما ذهب إلى سان فرانسيسكو للمرة الأخيرة، اعتبر ذلك تجربته القصوى".
توفي فوكو نتيجة مرض الإيدز في باريس بتاريخ 25 يونيو 1984.
الكتب الأكثر قراءة
الكتب الأكثر قراءة