إياك والخلط بين الحركة والفعل. #إرنست همنغواي
تحميل كتاب الحداثة والمقاومة pdf الكاتب طه عبد الرحمن
نبذة النيل والفرات:
قد يستغرب القارئ للوهلة الأولى أن يجمع هذا الكتاب في عنوان واحد بين حالتين: إحداهما غلب على العقول أنها تخص العزب وحدهم، دالة على تقدمهم وقوتهم، وهي "الحداثة"، والثانية تقرر في الأذهان أنها تخص العرب والمسلمين وأمثالهم، شاهدة على تأخرهم وضعفهم، وهي "المقاومة"، حتى إنه قد يسبق إلى الفهم من الترتيب الذي جاء عليه هذا العنوان أن الحداثة، على وجه العموم، تلاقى نوعاً من المقاومة، بل قد يظن بعضهم أن الحداثة، التي كانت سبباً في تقدم الغرب وقوته، تلقى من العرب والمسلمين مقاومة صريحة، وكأنهم يصرون على البقاء في حال التأخر والضعف.
لكن استغراب القارئ لا يلبث أن يزول، حين يتبين له أن المؤلف يسلم بكل ما ساد به الاعتقاد بصدد الحداثة.
ويأتي على رأس العناصر التي تشكل لب الحداثة، فعل "الإبداع"، مع العلم بأن الفعل لا يكون إبداعاً، حتى يرتقي بالإنسان درجة، أما إذا نزل به إلى رتبة دنيا، فلا يكون إبداعاً وإنما ابتداعاً، لذا، تراه يجعل من حصول الإبداع الشرط الضروري في التحقق بالحداثة، فلا يتصف بالحداثة إلا من أبدع، ويكون وصفه بها على قدر إبداعه، بل أنه يذهب إلى أبعد من هذا، فيجعل الإبداع شرطاً كافياً للتحقق بالحداثة: فحيثما وجد الإبداع، فثمة حداثة، فلو فرضنا أن هناك مقاومة ثبت إتيانها بأفعال مبدعة، لزم أن نعتبرها، سلوكاً حداثياً، حتى ولو كانت مقاومة للحداثة نفسها، إذ تكون عندئذ مقاومة لما علق بالحداثة من مظاهر أو قيم تضر بالإنسان، طلباً للخروج إلى حداثة أفضل.
فما الظن إذا كانت هذه المقاومة تتصدى للعوائق الوجودية التي تمنع الأمة من إنشاء حداثتها، كالاحتلال والهيمنة والتبعية والاستبداد واحتكار السلطة والظلم الاجتماعي! فما من شك أن المقاومة التي يكون مقصدها بالأساس هو استعادة الأمة لقدرتها على الإبداع، تحتاج إلى أن تبدع في الوسائل التي توصلها إلى تحقيق هذا المقصد، وعلى قدر إبداعها في هذه الوسائل، يكون حظ الأمة من استرجاع هذه القدرة المفقودة.
هذا الكتاب من تأليف طه عبد الرحمن و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها
طه عبد الرحمن (وُلد عام 1944 بمدينة الجديدة المغربية)، فيلسوف معاصر، متخصص في المنطق وفلسفة اللغة والأخلاق. ويعد طه عبد الرحمن أحد أبرز الفلاسفة والمفكرين في العالم الإسلامي منذ بداية السبعينيات من القرن العشرين.
تلقى طه عبد الرحمن دراسته الابتدائية بمدينة "الجديدة"، ثم تابع دراسته الإعدادية بمدينة الدار البيضاء، ثم بـجامعة محمد الخامس بمدينة الرباط حيث حصل على الإجازة في الفلسفة، واستكمل دراسته بـجامعة السوربون، حيث حصل منها على إجازة ثانية في الفلسفة ودكتوراه السلك الثالث عام 1972 برسالة في موضوع اللغة والفلسفة: رسالة في البنيات اللغوية لمبحث الوجود، ثم دكتوراه الدولة عام 1985 عن أطروحته رسالة في الاستدلال الحِجَاجي والطبيعي ونماذجه.
درَّس المنطق وفلسفة اللغة في جامعة محمد الخامس بالرباط منذ 1970 إلى حين تقاعده عام 2005. وهو عضو في "الجمعية العالمية للدراسات الحِجَاجية" وممثلها في المغرب، وعضو في "المركز الأوروبي للحِجَاج"، وهو رئيس منتدى الحكمة للمفكرين والباحثين بالمغرب. حصل على جائزة المغرب للكتاب مرتين، ثم على جائزة الإسيسكو في الفكر الإسلامي والفلسفة عام 2006.
[عدل]مميزات منهجه
تتميز ممارسته الفلسفية بالجمع بين "التحليل المنطقي" و"التشقيق اللغوي" والارتكاز إلى إمدادات التجربة الصوفية، وذلك في إطار العمل على تقديم مفاهيم متصلة بالتراث الإسلامي ومستندة إلى أهم مكتسبات الفكر الغربي المعاصر على مستوى "نظريات الخطاب" و"المنطق الحجاجي" و"فلسفة الأخلاق"، الأمر الذي جعله يأتي بطريقة في التفلسف يغلب عليها التوجه "التداولي" و"الأخلاقي".
الكتب الأكثر قراءة
الكتب الأكثر قراءة