إقتباسات وحِكم

أليس يوم الغريب أشبه بفصول متباينة ترق وتلطف بإشفاق، تعربد وتزمجر بلا رحمة؟! أليست الغربة تعني تحولك أيها الغريب إلى رجل آلي لا يعيش حياته الاجتماعية كما يجب ولا يستمتع بثمرات نجاحه مع من يحب؟

تُعلمنا الغربة أن نتعرف على أنفسنا وقدراتنا، وأنَّ لنا خصوصية وحضورًا فاعلًا. تُعلمنا الغربة أننا إضافة وميزة لمكان نحترم فيه غيرنا، فيحترموننا. صحيح أننا في الغربة نسبح في بحر الاشتياق لبلدنا، لكن لا نتمنى أن نعود إليه إلا زائرين سعيدين أو عائدين برغبة وحنين.

للأسف، تلك هي الحروب، دائمًا تصنع حياةً جديدة للبشر، مليئة بمخازٍ وأحزان، هم ليسوا فيها ولا لها، لكنهم مجبرُون أن يعيشوها -حتى إن لم يألفوها- شاءوا أم أبوا..

مدينة العين: "جارة الجبل تغفو كعروسٍ بهية مُبتسمة في حضن فارسها الأشم حفيت، من أعلاه تبدو كلوحةٍ فنية فائقة الجمال، يبدو ليلها كأنه خيالٌ يسحر لب الناظرين".

للأسف "رياح الغيرة وتقليد الأقارب والجيران عاتية على قاطني الريف، تعصف بحياتهم اليومية لتستنفذ طاقاتهم المادية والذهنية يوماً بعد آخر... في الريف عادة ما يُتوّج الفرد لمال قد لا يعرف أحدٌ كيف جناه، في الريف محاباة هوجاء لأغنياء الجيوب، وتجاهل مقصود لأغنياء العقول."

الغريب: "قَطعاً ليس حافي قلب، ولا متيم هجر ولا هجران، ولا طريد وطن، لكنه هرب مللاً من حكايات ماضيهم وأوجاع حاضره، من آلامه، ليبحث عن غدٍ يرويه.. ليبحث كغيره من أبناء جيله عن جبال الذهب.. شمس الآن.. والذات.. والآت.. من كتاب مهجور، وصاحب مال مبهور، تطلع للتغيير.."

إن الثقافة ــ كما هو معلوم للجميع ــ ليست في انتقاء الموضوعات المعقدة ولا الكلمات المنمقة. بل بتقديم (المعرفة) بأسلوب سلسل وسهل. أن دور اللغة (أي لغة) -كما هو مفهوم للجميع - "وسيلة" لإكساب واكتساب معلومة تتراكم مع مثيلاتها بمرور الزمن لتشكل بنية ثقافية يذخر بها عقل صاحبها..