إياك والخلط بين الحركة والفعل. #إرنست همنغواي
تحميل كتاب عندما تشيخ الذئاب pdf الكاتب جمال ناجي
يقدم الروائي "جمال ناجي" رواية نسج خيوطها من واقع الحياة، عنونها بـ "عندما تشيخ الذئاب" تعكس تفاصيل حياة أبطالها صوراً متعددة لتركيبات إنسانية أفرزتها – تركيبة اجتماعية – دينية جامدة، تُعبر عن بنى ذهنية ما زالت مقيدة بثقافة جاهزة سلفاً رغم التطور الذي واكب الحياة البشرية، ولكن الذهنية الفكرية والاجتماعية والدينية ما زالت هي من يرسم حياة هؤلاء الأفراد ويحدد لهم طريقهم. فمن خلال تجربة بطلة الرواية التي تتزوج أكثر من مرة وتطلق أيضاً تقول: "عزمي الوجيه أذلني ثلاث مرات، الأولى في بيت والده الذي أغرم بي وتزوجني. الثانية يوم ضبطني في الغرفة الدخانية في دار الشيخ عبد الحميد الجنزير. أما الثالثة فبعدهما بثلاثة عشر عاماً؛ حين بلغت الثامنة والثلاثين من عمري".
وهكذا بأسلوبه الأدبي الشيق يعكس الكاتب "جمال ناجي" تجربة مجموعة من الأشخاص في ذلك المجتمع المغلق، فيلاحق تحركات شخصيات روايته وانفعالاتهم وحواراتهم فيشبكهم في نسيج درامي – إنساني، يصور حال الأنا البشرية التي أتعبتها رتابة الحياة، فغدت تحلم بيوم أفضل، فهل تستطيع بطلة الرواية الخروج من هذه الدائرة المغلقة مثل كثير من النساء وهل تطور الحياة الاجتماعية والتكنولوجية غير ما في عقول الناس وأذهانهم؟ وهل التحضر يقاس بالفكر أم بالتكنولوجيا؟ أسئلة كثيرة نجد جواباً لها في هذه الرواية الواقعية في عرضها ومضمونها المُعبر عن واقع الحياة يقول: "الوضع الآن اختلف كثيراً، فقد انهالت النسوة على ارتداء الجلابيب والمناديل والخُمر، وانتشر الشبان الملتحون الذين يخطبون في بيوت العزاء والتجمعات، وانتشرت الواعظات في المنازل والوعاظ في المساجد والجمعيات والمراكز وخارجها، فساد الذهول في أوساط اليساريين والقوميين والليبراليين، ومعهم الحكومات التي تعاقبت على مبنى مجلس الوزراء في الدور الرابع".
تفاصيل متعددة ومحطات كثيرة تحتويها هذه الرواية، أضاء بها الكاتب على شرائح وطبقات اجتماعية لمراحل متعاقبة، عَبرت عن ثقافة ذلك المجتمع الذي يتداخل فيه الديني مع الاجتماعي مع السياسي مع الاقتصادي، فنتج عنه رؤية جديدة لتلك التركيبة المعقدة والمتشابكة.
هذا الكتاب من تأليف جمال ناجي و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها
روائي وقاص أردني من أصول فلسطينية، بدأ شوطه مع الكتابة الروائية منذ أواسط السبعينات من القرن الماضي، حيث كتب أول رواية له في العام 1977 بعنوان (الطريق إلى بلحارث) وقد نشرت في العام 1982 ولقيت أصداء واسعة في حينها وأعيدت طباعتها سبع مرات، وشكلت حافزا له للاستمرار في الكتابة الروائية، وقد أصدر بعدها عددا من الروايات والمجموعات القصصية، وتتميز تجربته الروائية بأن لكل رواية أجواؤها المختلفة عن الأخرى من حيث الأماكن والأزمان والموضوعات، أما قصصه فتعتمد التكثيف والمفارقة التي تكشف ما خلف الأحداث في السطر الأخير من كل قصة. وُلد جمال ناجي في عقبة جبر – أريحا العام 1954 حيث عاش طفولته المبكرة، ثم انتقل إلى عمان إثر نكسة حزيران 1967 وقد أقام وتلقى تعليمه فيها منذ ذلك الحين، حيث حصل على دبلوم في الفنون التشكيلية، وعمل في مجالات متعددة أهمها، التدريس في المملكة العربية السعودية 1975 – 1977، العمل المصرفي 1978 – 1995، مديرا لمركز للدراسات السياسية والاقتصادية 1995– 2004، وهو كاتب متفرغ اعتبارا من العام 2004 حتى الآن. تميزت روايات وقصص جمال ناجي بالتنوع ولم تنحصر أحداثها في أماكن متكررة أو أزمان محددة، ففي روايته الأولى (الطريق إلى بلحارث) يتناول البيئة الصحراوية في القرية السعودية خلال العقد الثامن من القرن العشرين، بينما تدور أحداث روايته الثانية (وقت) في المخيم الفلسطيني خلال الخمسينات والستينات، أما روايته الثالثة (مخلفات الزوابع الأخيرة) فتتحدث عن الغجر وحياتهم وحلهم وترحالهم وتعايشهم مع المجتمعات المحلية، فيما تعد روايته الرابعة (الحياة على ذمة الموت) مقدمة للدخول إلى موضوعة العولمة من خلال الاقتصاد، وهو ما تم استكماله في روايته الخامسة (ليلة الريش) التي تدور أحداثها في الأوساط المالية والاقتصادية من منظور نقد سلبيات العولمة. وفيما يتعلق بقصص جمال ناجي فقد رأى النقاد فيها اختلافا جذريا عن أسلوبه الروائي سواء من حيث الشكل ام اسلوب المعالجة ام المضمون، وقد صنفت على انها نوع من قصص الكشف في أعماق النفس البشرية بأسلوب جديد يعتمد المفارقة والنهايات غير المتوقعة. وقد صدرت له ثلاث مجموعات قصصية هي (رجل خالي الذهن / رجل بلا تفاصيل / ما جرى يوم الخميس).
الكتب الأكثر قراءة