إياك والخلط بين الحركة والفعل. #إرنست همنغواي
تحميل كتاب سارق الكحل pdf الكاتب يحيى حقي
يمر الفصل الأخير كالفصل الأول، ليس بينهما ستار ينزل ويرتفع، ماتش الكورة يعود من جديد فوق السقف، الضحكات تتعالى، مصطفي ينزل في الصباح ليأتى بمطالب البيت ويعود حاملاً قراطيس الفاكهة، حبل غسيلهم يزهر من جديد، وها هو ذا مصطفي مع عواطف في شقتي، هي جالسة "كحمامة متستتة فوق سور خرابة أمام ذكر له صبوة يتحنجل" ابتسامتها الصامتة موزعة بين عينيها وشفتيها، أما هو فيذرع الحجرة ذهاباً وإياباً ويقهقه بملء فمه، ويقول لي وعيناه مرحتان، قد غاب عن نظرتهما وميض الحنق الذي أخافني ذات يوم:
بذمتك.. ألا ترى كم هي جميلة.. زوجتى القطقوطة؟ كانت منيتي طول حياتي أن أتزوج من سمراء..!
أود أن لا يكون قد لحظ أنني طأطأت رأسي، لم أستطع أن أمنع نفسي من تذكر وجيهة، وخيل إلي أن روحها معنا وذكرت باستهزاء يوم تمنيت أن أكون أما تلقم الثدى وليدها الحزين فما نفعه درها، ومضى كصغار القطط يهتدى وحده إلي ثدى أمه الحياة التي لا أم غيرها للسلوك والنسيان، فلما ذكرت هذا رفعت رأسي وأقسمت في سري أن لا أحزن علي شئ قط، مادام كل حزن مآله في هذه الدنيا إلي النسيان، ومع ذلك أحسست لقسمي بشعور غامض غريب، خليط من البجاحة والامتعاض، ومن الخوف والاحتقار، حين أدركت أنه قسم رجل له عقل وليس له قلب، رجل أناني دنئ.
هذا الكتاب من تأليف يحيى حقي و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها
يحيى حقي محمد حقي (17 يناير 1905م - 9 ديسمبر 1992م) كاتب وروائي مصري. من أهم أعماله روايتي قنديل أم هاشم والبوسطجي.
ولد يحيى حقي في أسرة لها جذور تركية في القاهرة وقد حصل على تعليم جيد حتى انخرط في المحاماة حيث درس في معهد الحقوق بالقاهرة وكان تخرجه منه في عام 1925م. ويعتبر يحيى حقي علامة بارزة في الأدب والسينما وهو من كبار الأدباء المصريين بجانب نجيب محفوظ ويوسف ادريس.
تلقى يحيى حقي تعليمه الأوليَّ في كُتَّاب "السيدة زينب"، وبعد أن انتقلت الأسرة من "السيدة زينب" لتعيش في "حي الخليفة"، التحق سنة 1912 بمدرسة "والدة عباس باشا الأول" الابتدائية بحي "الصليبية" بالقاهرة، وهذه المدرسة تتبع نفس الوقف الذي كان يتبعه (سبيل أم عباس) القائم حتى اليوم بحي "الصليبية"، وهي مدرسة مجانية للفقراء والعامة، وهذه المدرسة هي التي تعلم فيها مصطفى كامل باشا. قضى "يحيى حقي" فيها خمس سنوات غاية في التعاسة، خاصة بعد رسوبه في السنة الأولى إثر ما لقي من مدرسيه من رهبة وفزع ؛ لكنه استطاع ـ بعد صدمة التخلف عن أقرانه ـ أن يقهر إحساسه بالخوف وأن يجتهد محاولاً استرضاء والدته التي تكد وتكدح جاهدة للوصول بهم إلى بر السلامة، وفي عام 1917 حصل على الشهادة الابتدائية، فالتحق بالمدرسة السيوفية، ثم المدرسة الإلهامية الثانوية بنباقادان، وقد مكث بها سنتين حتى نال شهادة الكفاءة، ثم التحق عام 1920م بالمدرسة "السعيدية" ـ وكان يسكن حينئذ مع أسرته في شارع محمد على ـ عاماً واحداً، انتقل بعده إلى المدرسة "الخديوية" التي حصل منها على شهادة (البكالوريا)، ولما كان ترتيبه الأربعين من بين الخمسين الأوائل على مجموع المتقدمين في القطر كله، فقد التحق في أكتوبر 1921م بمدرسة الحقوق السلطانية العليا في جامعة فؤاد الأول، وكانت وقتئذٍ لا تقبل سوى المتفوقين، وتدقق في اختيارهم. وقد رافقه فيها أقران وزملاء مثل: توفيق الحكيم، وحلمي بهجت بدوي، والدكتور عبد الحكيم الرفاعي ؛ وقد حصل منها على درجة (الليسانس) في الحقوق عام 1925، وجاء ترتيبه الرابع عشر .
الكتب الأكثر قراءة
الكتب الأكثر قراءة