إياك والخلط بين الحركة والفعل. #إرنست همنغواي
تحميل كتاب زمان الوصل pdf الكاتب محمد جبريل
بعد آذان العشاء بقليل أخرج أنا ناصر (أسماه أبيه جمال عبد الناصر تيمنًا بثورة يوليو) كل معه بندقيته كشافه، نتوجه إلى فيلا مخلوف باشا المحاطة بالأشجار من جوانبها الأربعة، العصافير نائمة منكمشة، اضرب كشافي فتبدو بطونها مثل قطع دائرية بيضاء صغيرة وسط الأفرع، طك، طك، طك، وتهبط العصافير مدماه، بدون مبالغات كان يصل محصول كل منا إلى 250 أو 300 عصفورة يضعها في كيسه القماشي، بعد ان تثقل الأكياس وتقل العصافير على الأشجار نبدأ في دلع المحترفين، نبحث على هدى من ضوء الكشافات عن بطون بيضاء صغيرة وبعيدة وغير واضحة ونتراهن عليها، طك، وتهبط العصفوورة مثل طوبة صغيرة ملقاة من أعلى، أمي كانت تقريبًا تلطم بسبب ولائم العصافير هذه، يتوجب عليها قضاء أربعة أو خمسة ساعات (أحيانًا تسهر صباحي) لنزع ريش العصافير وتنظيف بطونها- وهي تبرطم وتتألم من جراء الوقفة أو القعدة الطويلة على كرسي الحمام الخشبي الصغير، يصبرها أبي بتذكيرها بالطعم النهائي للطيور الطاهرة الصغيرة المغموسة ف البصل المفري والسمن والفلفل الأسود ويؤكد على أن الصيد بغير هدف الأكل حرام، يومين بعدها تظل أمي تقول: ضهري.. ضهري. منذ عدة سنوات عاد ناصر من السعودية، أتى لزيارتي، وجدته يرتدي جلباباً أبيض ويربي لحية مهولة لدرجة أنني تعرفت عليه بصعوبة، حكى لي عن أنه استقر نهائيًا في مصر وأشتري شقة في المهندسين وسيارة حديثة، تجاوره في المسكن مغنية شعبية شهيرة، عندما عرج حديثنا إلى الذكريات والفتيات اللائي كنا نحبهن في نادي فاروق- وإلأى الأسماء المشفرة التي كنا نطلقها عليهن لكي لا يفهم أحد غيرنا من الصحاب- وجدته يقول: استغفر الله العظيم، ورغم ذلك فقد لمحت إشراق ملامحه مع الذكرى، استشارني ناصر بصفتي صاحب عمره عن ما هي أهم وأنجح المشروعات التي يمكن أن يستثمر فيها أمواله الكثيرة التي عاد بها، قلت متفكهاً: تاجر مع الله.. وزعها على الغلابة، ولم يعلق، حتى- لم يسألني ناصر عن حالتي المادية أنا الذي أجلس معه أضايفه وليس في جيبي مليم أحمر- بعد أن كنا نقتسم اللقمة والقروش القليلة، ذلك كان بعيدًا جدًا، بعد أن أخذ عدته كتب لي عنوانه ورقم تليفونه في ورقة، تعانقنا ورحل بعد أن اتفقنا على التواصل، بمجرد غلقي لباب الشقة خلفه وجدت نفسي أكرمش الورقة وألأقى بها في صفيحة الزبالة وقد تناهى إلأى سمعي محرك سيارته الفاخرة.
هذا الكتاب من تأليف محمد جبريل و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها
روائي وقاص مصري ولد "بالاسكندرية" في 17 فبراير 1938م, وتجاوزت مؤلفاته الخمسين كتابا.
كان أبوه محاسبا ومترجما في نفس الوقت وله مكتبته الخاصة وقد أفاد محمد جبريل من مكتبة أبيه في قراءاته الأولى ويعتبرها سببا أساسيا في حبه للأدب. بدأ حياته العملية سنة 1959م محررا بجريدة الجمهورية مع الراحل رشدى صالح ثم عمل بعد ذلك بجريدة المساء. عمل في الفترة من يناير 1967 إلى يوليو 1968 مديرا لتحرير مجلة "الإصلاح الإجتماعى" الشهرية، وكانت تعنى بالقضايا الثقافية. عمل خبيرا بالمركز العربى للدراسات الإعلامية للسكان والتنمية والتعمير. عمل رئيسا لتحرير جريدة الوطن بسلطنة عمان (تسع سنوات). يعمل الآن رئيسا للقسم الثقافى بجريدة المساء. تبنت الناشرة فدوى البستاني نشر أعماله الأدبية إيمانا منها بعالمية الرجل، حيث بلغت الكتب المنشورة عن محمد جبريل وأدبه (13) كتابا. نشرت بعض قصصه القصيرة في ملحق الجمعة الأدبي بجريدة الأهرام المصرية. كما درست أعماله في جامعات السربون ولبنان والجزائر. متزوج من الكاتبة والناقدة زينب العسال وله ابنان أمل ووليد. رشحه بعض المثقفين المصريين لنيل جائزة نوبل في الأدب.
من أعماله
- مجموعات قصصية:
تلك اللحظة (1970)
انعكاسات الأيام العصيبة (1981) ترجمت بعض قصصها إلى الفرنسية.
هل (1987)
حكايات وهوامش من حياة المبتلي (1996)
سوق العيد (1997)
انفراجة الباب (1997)
حارة اليهود (1999)
رسالة السهم الذي لا يخطيء (2000)
ما لا نراه (2006)
- روايات:
الأسوار (1972)
إمام آخر الزمان (1984)
من أوراق أبو الطيب المتنبي (1988)
قاضي البهار ينزل البحر (1989)
الصهبة (1990)
قلعة الجبل (1991)
النظر إلى أسفل (1992)
الخليج (1993)
اعترافات سيد القرية (1994)
وزهرة الصباح (1995)
الشاطيء الآخر (1996)
رباعية بحري (1) أبو العباس (1997)
الكتب الأكثر قراءة
الكتب الأكثر قراءة