تحميل كتاب جهات السينما الاربع - متابعات سينمائية PDF

إياك والخلط بين الحركة والفعل. #إرنست همنغواي

كتاب جهات السينما الاربع - متابعات سينمائية PDF

تحميل كتاب جهات السينما الاربع - متابعات سينمائية PDF

تحميل كتاب جهات السينما الاربع - متابعات سينمائية pdf الكاتب جودت جالي

هذا المقال بقلم الراحل د. حسين سرمك حسن:

شكرا "جودت جالي" على كتاب : جهات السينما الأربع

تعاني المكتبة العراقية من نقص فادح في مجال النقد السينمائي حيث أن ما يصدر من كتب في هذا المجال لا يزيد عدده على اصابع اليد الواحدة سنويا . وهو نقص لا يعكس فقط تدهور العناية بالسينما والانتاج السينمائي على المستوى الرسمي عموما بل يعكس أيضا خللا كبيرا في فهم ضرورات واسس التعاطي النقدي الواعي مع عملية المشاهدة للأفلام السينمائية فحتى لو اضمحل وجود دور العرض وقلّ الاهتمام الرسمي فإن الأفلام السينمائية و "السينما" تحاصرك من كل جانب في الفضائيات المتخصصة بعرض الأفلام مثل الـ mbc2 وmbcmax وdubai one وغيرها الكثير.

ومن دون تربية حقيقية و "تدريب" على الاستقبال الصحيح للأفلام المعروضة يبقى المشاهد عرضة للتلاعب من جانب الأفكار المطروحة وضحية للاستقبال السلبي الذي قد تكون نتائجه خطيرة وقد تعرضت لهذا الأمر الخطير في مقدمة كتابي : "السينما فن الإبهار المميت" الذي أصدرته دار ضفاف (الشارقة/بغداد) قبل سنتين. تعود دار ضفاف الآن إلى إصدار كتاب جديد في مجال النقد السينمائي للناقد السينمائي المعروف "جودت جالي" هو " جهات السينما الأربع - متابعات سينمائية" (158 صفحة).

يُعرّف الكاتب بهدف كتابه في مقدمته الموجزة فيقول :

 (هذه المقالات التي كتبت في الأصل لتناسب النشر في الصحافة اليومية، يجد فيها القارئ المهتم بالسينما وناسها، وكذلك القارئ العادي، مادة قصدت منها الإفادة والمتعة مبنية على مشاهداتي للأفلام وما توفر لي من معلومات عبر مطالعاتي للصحافة الثقافية الأجنبية، وقد نشرت في جريدة المدى (باستثناء مقال استعادة ملامح شاشة أفلت وأخرى ارتدت النقاب) خلال الفترة 2005-2009، مواد تستقر ما بين التحليل المبسط والعرض للأفلام الجديدة، أو العروض الإستذكارية لأفلام مضت عليها فترة من الزمن، وقد أسميتها في وقتها متابعات. جمعتها هنا تذكرةً بأفلام مميزة ظهرت أو أُستذكرت خلال العشر الأوائل من القرن الحادي والعشرين، وقمت بمراجعتها وبتحديث بعض المعلومات وتغيير بعض الصياغات وبعض العناوين لغرض طبع هذا الكتاب. العنوان يشير الى التنوع الفني للأفلام والى تنوعها من ناحية المنشأ والثقافة. لو أن هذا الكتاب نجح في تحفيز القارئ الى السعي لمشاهدة الأفلام التي تحدثنا عنها أكون قد أنجزت شيئا يشعرني بالرضا) (ص 4).

ويمكنني ككاتب مارست عملية النقد السينمائي في الصحافة وعبر كتاب صدر لي هو "السينما فن الإبهار المميت" (243 صفحة) ومن خلال ثلاث مخطوطات أخرى أن أُطمئِن الناقد جودت جالي بأن كتابه هذا يحفّز القارىء فعلا ليس لمشاهدة الأفلام التي تناولها بالعرض والنقد في كتابه هذا فحسب بل إلى تشكيل "إطار" ولو بسيط يساعده على ترتيب ذائقته السينمائية بصورة صحيحة توفّر له المتعة والوعي العميق. وأنا شخصيا قرأته بمتعة وشغف.

بدأ جودت رحلته بـ "رحلة المدرعة بوتمكين من الحظر إلى المجد" وختمها بفيلم "سراييفو حبّي" مارّاً بثلاثة وعشرين فيلما وموضوعا وشخصيات بعضها من كلاسيكيات السينما العالمية مثل إيزنشتاين صاحب المدرعة بوتمكين الشهير وجون واين وجين فوندا والمخرج غافراس والمخرج ودي بالما وغيرها.

وتهمني هنا الإشارة إلى جرأة جودت جالي في تشخيص مواطن الخلل في الواقع السينمائي العربي والعالمي عبر الأفلام التي تناولها . فحين تناول – على سبيل المثال- فيلم "عمارة يعقوبيان" المُعد عن رواية بنفس الإسم حصلت على أكثر مما تستحق من التضخيم والاحتفاء تحدّث بصورة صريحة عن الإفساد السينمائي النفطي إذا جاز الوصف الذي تقوم به رؤوس الأموال الخليجية التي أوصلت الواقع السينمائي المصري الذي كان باهرا إلى الحضيض. وهذه الحالة هي امتداد لما سمّاه الراحل الكبير "عبد الرحمن منيف" "الإفساد الثقافي النفطي" الذي خرّب الواقع الثقافي العربي بشكل عام وعلى كل المستويات الصحفية والأدبية والفنية وحتى السلوكية. يقول جودت بحق :

(السينما المصرية... من الصعود القومي الطامح لأن يكون عالميا في عهد جمال عبد الناصر الي الإنكماش الفني تحت سيطرة الممولين الخليجيين ونفوذ السلفيين ، من عصر ليلي مراد وفاتن حمامة وتحية كاريوكا وشويكار ونجوي فؤاد الى عصر كتاكيت الإغراء اللواتي تحولن بقدرة قادر الى محجبات بأجر عال يدفعه الممولون المذكورون أعلاه وكلما كان الوجه الذي يحيطه الحجاب أجمل كان الأجر أجزل. من عصر الانفتاح والجدل الحي الي عصر الانغلاق والعدمية الفكرية. من استلهام القيم الزاهرة في الدين والتراث الي قيم المافيات الملتحية والموت المحجب) (ص 14).

وفي مقالته (ليلة سعيدة وحظا سعيدا.. فيلم ظلمته الجوائز وأنصفه الجمهور) (وأعتقد أن العنوان غير دقيق لأن المقالة ستتناول فيلما آخر) يستعرض الظلم الذي وقع على فيلم سيريانا syriana حسب تشخيص جودت جالي:

(يبدو أن الحس السياسي ، وأكاد أقول الحس السليم كذلك ، عند نقاد الغرب في تقييمهم للأعمال الفنية قد أنمحى) (ص 22)

وما أراه هو ليس هذا العامل فقط بل الانحيازات السياسية والتأثيرات المخابراتية التي باتت تخرّب الفن السابع في هوليود والتي تجعل –مثلا- فيلما سخيفا مثل "خزانة الألم" يفوز بالأوسكار على فيلم "افاتار" لمجرد تلميع وجه جيش الاحتلال الأمريكي القبيح في العراق.. تلك الانحيازات التي توجت بالمهزلة المضحكة المبكية التي حصلت في مهرجان الأوسكار الأخير كما تابعه السادة القرّاء.

ومن الملاحظات المهمة هي توجّه هوليود نحو أراشيف وكالة المخابرات المركزية وعملائها السابقين لاستقاء الموضوعات. فمادة هذا الفيلم قدّمها كما يقول جودت (روبيرت باير عميل المخابرات السابق ومؤلف الكتاب الذي إعتمد عليه السيناريو، عمل في خدمة المخابرات مابين عامي 1976 و1997 مختصا بالبلدان العربية ، وقد دخل العراق في التسعينيات ليحاول تدبير إسقاط نظام صدام حسين ، وقاد عمليات سرية في أيران ولبنان وأفغانستان . يقول بأن « راية الديمقراطية مجرد غطاء . واشنطن فاسدة بالكامل . الأمريكيون لا يفهمون شيئا عن العرب . إن الفيلم مكون من أحداث متخيلة ولكني مستعد للمصادقة عليها وعلى أن ما يروى فيها يصيب كبد الحقيقة» . ما أن تقاعد باير حتى ألف كتابه (سقوط المخابرات الأمريكية) الذي وقع بين يدي المخرج ستيفن غاغان ليحوّله إلى فيلم سيريانا الذي جاء عنوانه نحتا من أسماء الدول الثلاث سوريا والعراق وإيران (ص 24).

ومن معلوماتي أن ضابطين سابقين من المخابرات المركزية الأمريكية قدّما أفكار فيلم "استهلال inception" الذي يتناول موضوع اقتحام أحلام الأشخاص لسرقة أسرارهم. في هذا الفيلم، يلعب الممثل ليوناردو دي كابريو دور عميل سرّي اسمه "دورن كوب" هو "مُستخلص أو مُنتزع" أحلام يعمل في برنامج باراسيكولوجي لغزو الأحلام. إن ما قد يبدو خياليا في هوليود كان بعيدا عن الخيال في بحوث وكالة المخابرات المركزية مع مؤسسة التطبيقات الطبية ومعهد ستانفورد للبحوث ومعهد لوسيديتي.

إن عناوين موضوعات في كتاب جودت جالي مثل :

الرياح التي تهز السنابل

المافيا والسينما الهندية

كل رعاة البقر بعده يتامى

(جين فوندا) تمارس الثورة كما تمارس الحب

مخرج فيلم (معركة الجزائر)

جولي غافراس (إبنة غافراس مخرج فيلم معركة الجزائر)  و (فيدل هو المسؤول)

جواكين فوينيكس ودرس السينما

المناضلة (صوفيا شول) وأيامها الأخيرة

نساء ألمودوفار ونساء ليلى مراكشي

.. وغيرها هي في الواقع "رحلات" ممتعة باهرة ومشوّقة مع قصص حياة أفلام وأبطال سينما ومخرجين وحركات سينمائية أروع ما فيها هي هذه الحياة الإنسانية النابضة الدافئة التي يضعك جودت جالي بهدوء وببراعة في مركزها فتلتحم بها وتشعر بنبضات قلوب صانعيها .

في الختام ، أقول وبلا تردّد : شكرا "جودت جالي" على هذا الكتاب الرائع ، وننتظر كتبا جديدة منك بمثل هذا المستوى. 

ملاحظة: نشر هذا المقال لأول مرة في جريدة الزمان في 21 آيار 2017 وعلى موقع الناقد العراقي الذي يديره الاستاذ الدكتور حسين سرمك حسن بشكل متزامن تقريبا ثم تداولته المواقع والصحف- مؤلف الكتاب

تحميل كتاب جهات السينما الاربع - متابعات سينمائية pdf

هذا الكتاب من تأليف جودت جالي و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها

عن الكاتب والمترجم جودت جالي، 

 الفيسبوك: جودت جالي، 

الإيميل: jali_jawdat@yahoo.com, 

جودت جالي من مواليد 1951 في بغداد بقرية الرستمية. تخرج في معهد السكك وعمل في محافظات عديدة وأحيل على التقاعد بدرجة مدير فني.

مارس الرسم في بداياته ورُشح وهو في الثامنة عشرة للعمل في مجلة (مجلتي) رساما ولكن البيروقراطية الإدارية حرمته من التعيين. شارك في نشاطات الفرقة المسرحية لمركز شباب الزعفرانية وفازت الفرقة بالجائزة الثانية في المهرجان القطري لمراكز الشباب عن مسرحية كتبها خصيصا للإشتراك في المهرجان. كتب الشعر مبكرا وحصل على الجائزة التقديرية عن قصيدة له في مسابقة لإذاعة صوت الجماهير. حصل على عدة جوائز في الشعر في المهرجانات الثقافية لثانويات الكرادة الشرقية. نشر في السبعينيات أول نتاجاته الشعرية في جريدة الثورة كما نشر في الراصد وطريق الشعب شعرا ومقالات في صفحة أصوات شابة وقصة للأطفال، وفي جريدة الفكر الجديد (مقالا عن الرواية الإنكليزية الكلاسيكية توم جونز للكاتب فيلدنغ بوصفها رواية تأريخية) وفي الثقافة الجديدة (ترجمة لقصة سوفيتية عن اللغة الإنكليزية من مجلة الأدب السوفييتي عنوانها الوادي الملعون).

كان مقلا في الكتابة وميالا الى الإطلاع وتنمية قدراته اللغوية فرغب بعد إتقان اللغة الإنكليزية بتعلم اللغة الألمانية بمجهوده الشخصي وترجم عنها لجريدة الثورة وفيما بعد لجريدة القادسية عددا من القصص، ولكن اللغة الفرنسية إستحوذت على إهتمامه أكثر فأهمل الألمانية وشرع بتعلم اللغة الفرنسية بنفس الطريقة، وداوم على تقوية معرفته باللغتين الإنكليزية والفرنسية، قراءة، خلال خدمة الإحتياط العسكرية في الثمانينيات، التي قضى معظمها في الجبهة أو خلفياتها خلال الحرب العراقية الإيرانية 1980-1988، وكانت القراءة وتعلم اللغات في ظل هذه الظروف ممارسة للحياة وتحديا للموت المتربص الذي يمكن أن ينهي حياته في أية لحظة، ومنذئذ ترجم عنهما لصحف الثورة والقادسية والتآخي ومجلة الثقافة الأجنبية. الى جانب ذلك بدأ يكتب القصص وينشرها في الصحف العراقية، وفي التسعينيات أخذ يقلل من نشاطه الثقافي حتى إنعدم أو كاد.

عاد الى نشاطه بعد 2003، ترجمةً وتأليفا، في الصحف والمجلات موليا إهتماما خاصا الى الثقافة الشعبية والتراث وكتب وترجم عددا من المقالات لمجلة التراث الشعبي وصفحات الذاكرة والتراث في عدد من الصحف العراقية وأعد لسنوات متابعات ثقافية لمجلة الثقافة الجديدة. صدر له، بعد إلحاح أصدقائه عليه أن يجمع نتاجاته في كتب، عن دار الشؤون الثقافية كتابان ترجمةً وتحريراً عن الفرنسية.. (نصوص عن بول ريكور) 2012 و(في المنهج الأخلاقي للعمل السينمائي) 2016 . وصدر له من مؤلفاته عن دار ضفاف مجموعة قصص (فك الحزن) 2017 و(جهات السينما الأربع) 2017 تضمن مقالات في السينما، و(الهجاء في الشعر العراقي ومقالات أخرى في الثقافة والأدب) 2017، ومجموعته القصصية (ما رواه العجوز حكمان عن الفتى الجميل جوهر) 2018، ومجموعة (التودد الى الزوجة) 2018 التي تضم قصصا لكُتّاب أجانب اختارها مما ترجمه طوال ثلاثين عاما، وكتاب مشترك (مسابقة القاصة سافرة جميل حافظ للقصة القصيرة، الدورة الأولى 2017) 2018 وقد ضم الكتاب قصته (ممشى اليوكالبتوس)، وهو يعكف على إعداد كتب أخرى للطبع. نُشرت له مقالات كتبها باللغة الفرنسية عن كتاب عراقيين وقصيدة رثاء للفنان مؤيد نعمة في مجلة (بغداد) التي تصدر بالفرنسية عن دار المأمون، كما نُشرت له قصة (الضباع) كتبها باللغة الإنكليزية في مجلة كلكامش التي تصدر عن الدار نفسها وهذه القصة تركيبة من قصتين، من قصة (الضبع) التي كتبها بالعربية وجرت أثناء ترجمتها الى اللغة الإنكليزية إضافة خط آخر في السرد يشكل ثيمة موازية للثيمة الأصلية. حاز على شهادة تقديرية من إتحاد الأدباء والكتاب في العراق، وهو عضو فيه منذ سنة 2007.

**

من المواد التي نشرها في مجلة التراث الشعبي التي سمته علما من أعلام التراث الشعبي في مجال الترجمة في العدد الخاص الذي صدر بمناسبة الذكرى الخمسين لصدور المجلة عن وزارة الثقافة:

1)ثقافة اﻟﭼﻭﻟﺔ والفن القصصي سنة 2009

2)الحكمة الحيوانية من خلال الامثال الأفريقية، سنة 2008.

3)الصياد المندي: دوره ومنزلته في الحياة الشعبية الأفريقية وثقافتها، سنة 2010.

4)كتيب الأمثال النيجيرية سنة 2018.

***
كتبت عن مؤلفاته مقالات:

1)د. هناء خليف غني : جماليات الحزن وفضائله في مجموعة (فك الحزن) للقاص جودت جالي

مقال جماليات الحزن و فضائله في مجموعة (فك الحزن) للقاص جودت جالي، الدكتورة هناء خليف غني، والمقال نفسه يوجد على موقع الجامعة المستنصرية قسم الترجمة.

أثر الأجهزة الأمنية في (ما رواه العجوز حكمان عن الفتى الجميل جوهر) للقاص العراقي جودت جالي
قراءة التوسيرية
د. هناء خليف غني

2) القسم الثقافي Archive - كتاباتمجموعة التودد إلى الزوجة ترصد الحب ورتابة الزواج وتأثيرات الحرب على البعض، بقلم سماح عادل. موقع كتابات.

3) القسم الثقافي Archive - كتاباتموقع كتابات.. جودت جالي: أعبر عن الحزن كعزاء و مرحلة يجب تجاوزها. لقاء أجرته معه سماح عادل

4)سرديات الحزن وتفكيكها، جاسم عاصي. مجلة الثقافة الجديدة العدد 398-399 تموز 2018، وأيضا في طريق الشعب.

5) غازي سلمان : للحياة بقية من “بلابل برية” *للحياة بقية في بلابل برية، غازي سلمان في موقع الناقد العراقي والمقال نفسه يمكن قراءته في موقع مجلة معارج وفي جريدة طريق الشعب.
6)حسين سرمك حسن : شكرا “جودت جالي” على كتاب : جهات السينما ...
https://www.alnaked-aliraqi.net › نقد › سينم
* يمكن قراءة نماذج من قصص جودت جالي على الانترنيت وموقع الانطولوجيا وهذه مقتطفات مما قالوا في قصصه وترجماته

- الأستاذ القاص محمد خضير- فيسبوك

جودت جالي مترجم موثوق وقد تعرفنا من خلال ترجماته على أدباء لم نكن نعرفهم، وأنا شخصيا اعتمدت على ترجماته في بعض مقالاتي.
***************
الأستاذ حسين سرمك حسن: (بخصوص كتاب جهات السينما الاربع(
وتهمني هنا الإشارة إلى جرأة جودت جالي في تشخيص مواطن الخلل في الواقع السينمائي العربي والعالمي عبر الأفلام التي تناولها . فحين تناول – على سبيل المثال- فيلم “عمارة يعقوبيان” المُعد عن رواية بنفس الإسم حصلت على أكثر مما تستحق من التضخيم والاحتفاء تحدّث بصورة صريحة عن الإفساد السينمائي النفطي إذا جاز الوصف الذي تقوم به رؤوس الأموال الخليجية التي أوصلت الواقع السينمائي المصري الذي كان باهرا إلى الحضيض. وهذه الحالة هي امتداد لما سمّاه الراحل الكبير “عبد الرحمن منيف” “الإفساد الثقافي النفطي” الذي خرّب الواقع الثقافي العربي بشكل عام وعلى كل المستويات الصحفية والأدبية والفنية وحتى السلوكية. يقول جودت بحق :
(السينما المصرية… من الصعود القومي الطامح لأن يكون عالميا في عهد جمال عبد الناصر الي الإنكماش الفني تحت سيطرة الممولين الخليجيين ونفوذ السلفيين ، من عصر ليلي مراد وفاتن حمامة وتحية كاريوكا وشويكار ونجوي فؤاد الى عصر كتاكيت الإغراء اللواتي تحولن بقدرة قادر الى محجبات بأجر عال يدفعه الممولون المذكورون أعلاه وكلما كان الوجه الذي يحيطه الحجاب أجمل كان الأجر أجزل. من عصر الانفتاح والجدل الحي الي عصر الانغلاق والعدمية الفكرية. من استلهام القيم الزاهرة في الدين والتراث الي قيم المافيات الملتحية والموت المحجب) (ص 14).
**************
- الدكتورة هناء خليف غني:

على الرغم من تمثيل الحزن ومسبباته وتداعياته الثيمة المحورية في مجموعة (فك الحزن)، إلا أنه لا يؤلف سوى جانبٍ واحدٍ من جوانب الحياة الثرية والمتنوعة. الحزن في المجموعة أبعد ما يكون عن الحزن المرضي المعطل للحياة الذي تتحدث عنه بعض من النظريات النفسية، بل أنه يساعد، بطرائق متنوعة كثيرة على المضي في الحياة والاحتفاء بها. والسبب في ذلك يعود إلى إدراك أكثرية الشخصيات أنهم ليسوا وحدهم في هذه الحياة، وأن هناك أشخاصاً ينتظرونهم ويعتمدون عليهم، وان تشبثهم بها هو نوع من التواصل مع من غاب عنهم والوفاء لهم: إنهم، بطريقة ما، يكملون مسيرتهم. ثمة عوامل ساعدت في ايصال هذه الرسالة إلى القارئ بنجاح منها، في سبيل المثال لا الحصر، تماسك البناء السردي الذي جاء بلا حشو في الاحداث ولا في توصيف الشخصيات، وتركيز القاص على الهامشي واليومي والمألوف الذي لا يلفت الانتباه في المعتاد، وتناوله غير المباشر لمسببات القهر والاستلاب والتغريب الذي تشعر به بعض من الشخصيات التي ظهرت منفعلة ومستقبلة لما يدور حولها من الأحداث الكبيرة المفجعة أكثر منها فاعلة ومؤثرة. إنها شخصيات تتصف بفرط الحساسية والقلق حيال هموم الحياة وهواجسها، انها تريد أن تعيش بسلام فحسب ولو على هامش الحياة، لا شأن لها بالاحتراب السياسي ولا بالاقتتال الطائفي. لكن الحياة والقدر والوضع السياسي ينكر عليها ذلك ويرغمها على قبول املاءاته المحزنة. وختاماً، ان قراءة قصص مجموعة (فك الحزن) في ضوء المنظور النفسي إنما هي قراءة واحدة فحسب، وثمة أكثر من مستوى ومقاربة يمكن على وفقها فهم القصص والتعامل معها.
****************
- الأستاذ الناقد جاسم عاصي:

القاص ( جودت جالي) معني بظاهرة الحزن ، الذي يبدو على غير صورته المبتلاة بجلد الذات وعقابها وإقامة طقوس التعزية إثرها . إنه كشف خلل الظاهرة من بين الظواهر الاجتماعية بشكل غير مباشر. إذ يطرح ظاهرة يمارسها الفرد أو تقع مؤثراتها على حياته ، ما يُسبب له ارباكاً واضطراباً ، بطرح مجموع صوّر للظاهرة التي تتخذ من صفة الحزن كرديف للفرح والمسرّة فقط دون أن يراكم ما يرافق الظاهرة من تأثيرات . بمعنى لا يستنفد طبيعة ما يراه ويفحصه وهو يراقب ما اختزنته ذاكرته ، بقدر ما يُعيد النسغ لمثل هذه الحياة البائسة ، كي يضعها موّضع الامتحان الاجتماعي .
وهو شديد الحساسية التي تتجسد بملفوظات تراجيدية إزاء مشاهداته ، مستنداً إلى رؤية قارّة تعبر عن موّقفه الخاص والعام .القاص معني بكثافة الظاهرة ومردوداتها النفسية ، وليس لصوت يعلو على فضاء الظواهر ، فقد بدا في نصوصه جزءا من الظواهر العامة ، غير أنها وكما أكد خلال السرد؛ أنها ظاهرة مهمة ومؤثرة، لأنها بمجرياتها تُعطل فرح الإنسان واستقرار وجوده.
****************
- الشاعر مبين خشاني: فيسبوك 3 فبراير‏ 2019

من ميزات قص جودت جالي هو اللغة الشعرية المنسابة بهدوء وجمله المقتضبة التي تصل بالمعنى المطلوب باقل جهد يبذله القارئ، فالاختزال لا يقتصر عنده على الجمل القصيرة فقط يتعدى ذلك الى اختزال المشهد ليجنب القارئ عناء تشذيب الزوائد، فتصله الصورة كاملة من دون اغراق غير مبرر في تفاصيل غير مهمة، هذا الامر ناتج عن انه يعرف اي قارئ يستهدف.
شخصياته قادمة من هامش الهامش، حقيقة، ان شخصياته لم تصادفني من قبل في قصص قرأتها لكن بالتأكيد اراها يوميا من حولي، شخصيات لفرط عاديتها تجعلك تتسائل ما الذي فعلته كي تجذب انتباه الكاتب؟ مثل الارمل وابنه التنبل في قصة( ثرثرة قصيرة) كلاهما شخصيتان عاديتان لدرجة من الصعب معها استخراج دراما قابلة للكتابة لكن هنا يتضح جهد الكاتب وانشغاله بالآخر المهمش المنسي ومحاولته الدائمة لتسليط التركيز عليه والاستماع له، كأنه يقول بلسان حاله "انا هنا"، هذا الامر ينسحب الى قصص اخرى مثل "قطرات الغبش" و"ضمور" و"الضبع". هذا الانتباه الذي يتميز به جودت يعزى لاستيعابه هم المكان والزمان، فهو يكتب عن مكانه الذي يعرفه وينتمي اليه ويكشف خباياه للعامة قائلا هذا السر العلني كلكم تعرفوه وتسكتون عنه، فالحقيقة عنده دائما محرجة، وهو الحرج نفسه الذي سببه عبود للمدينة. وهذا الشيء يمنحه الامتياز المحلي، لأنه قد يخادعك عند بداية الحكي لكنه حتما سيصدمك في مكان ما من القصة، فتعرف انه يفكر بعالمية ويتصرف بمحلية، مستفيدا من لغته الثانية التي يقرأ بها قصص العالم ويتابع القصة القصيرة بحرص.
أما هم الزمان فيتضح لنا من خلال قصة"حلم عشوائي" التي تبدو وكأنها تدور في زمن ديستوبي قلق وغير مريح، في هذه القصة سمح جودت لشخصياته بان تتحدث بحرية اكبر وهذا الحوار هو ميزة هذه القصة كونه حوارا مضحكا مبكيا، كوميديا سوداء تؤكد ان النكتة هي مأساة تكررت فألفناها.
درجة الصعوبة التي كتب بها قصة "فك الحزن" تتمثل بأنه لم يسلك الطريق السهل المعتاد نحو دغدغة العاطفة بل جعل الكارثة حدث ثانوي وسلط تركيزه على ان ثوب الامل يحتاج حركة واحدة فقط لارتدائه وهو يتكفل بالبقية.
***************
- الناقد غازي سلمان

إن تلك اللحظات القصار المثقلة بطاقات حياتية معقدة ، هي فضاء القصة القصيرة الذي يُشغَف الكاتبُ بالتعبير عنها ورصد تحولاتها وفق حبكة تتجلى الأحداث فيها وعبر لغة تنطوي على أفكار الكاتب أو مضمون كتابته، لغة تتماهى مع معالم شخصيات القصة من حيث المستوى الفكري والثقافي والانتماء الطبقي أيضا، وكذلك مع الأمكنة وتفصيلات مجوداتها في زمن بعينه يفرض على كل عناصر القص الأخرى سطوته في التغيير، فيما يمنح امتلاك الكاتب لناصية لغته النصَّ قيمته الإبداعية من خلال العلاقة المتخلقة بين تلك اللغة نفسها والتجربة الشعورية ، ولهذا لابد وان يمتاز كاتب القصة القصيرة بالفطنة في دقة الرصد وبمخيلة نشطة قادرة على الابتكار ، تمكنانه من إعادة صياغة الأحداث الواقعية في واقع إبداعي مواز .
***************
الأديب أمل الكردفاني في تعليق على قصة (القبر الجماعي( في موقع الانطولوجيا
الاستاذ جودت
انت قاص محترف.. وهذه الرواية القصيرة تجاوزت حد الاعجاز حتى لتتقلص أمام سطورها أقاصيص كونديرا وتشيخوف...
القص المدهش.. اللغة المحترفة.. الحبكة.. التفكيك السيكولوجي ... حرب الحب الباردة... التاريخ والحاضر .. ولحظة تكشف جثة ابنة العم .. ووصف وجهها قبل الموت.. تدور القصة لتكشف لنا أن البطل هو من اطلق النار عليها... ليس لقتلها ولكن لقتل أمل مهزوم في معركة خسرها القلب مسبقا.. مسعود الصديق العدو ... الذي ظل وسما للهزيمة يرفض الموت حتى لا يقضي على الذاكرة المسمومة.
قصة رائعة من كاتب عملاق...
امتعتني جدا وسهرت حتى الآن في اجتراع جملها واستعاراتها بشراهة الجوعى لابداع مضى وقت طويل لم تنصب له مائدة حقيقية كما حدث اليوم.
*********************
القاص صبري الحيدري:
بغداد...مدوّنات زمن آفل. ملحق تاتو جريدة المدى السبت 16-02-2013.
(جودت جالي) الشاعر والقاص والمترجم حاليا ،الذي تعلمت منه قراءة الكتب ، لم يعلمني أي معلم قبله هو كان معلمي الاول في المدرسة الابتدائية ثم المتوسطة ، تخاصمنا كثيرا وتصالحا كثيرا، لم تكن تروق لي جديته في التعامل مع الحياة! لا يجيد فن المزاح والنكتة ، حديثه حديث كبار تقدموا في التجربة والسن ، جودت ذلك الصبي الذي تعود على المرارة وشظف العيش والحاجة القاسية ، في ذلك الزمن الستيني قدم لي رواية (الطريق) لنجيب محفوظ والتي لم اسعد بقراءتها لكونها سرقت مني ، ثم قدم لي رواية (شباب امرأة) لأمين يوسف غراب وكم كانت جميلة ، كنت مع جودت نتبادل ايضا مجلات سوبرمان والرجل الوطواط وبساط الريح ، كانت امي تقدم لنا طعام العشاء (لبلبي) وكم كان جودت يحب هذا الطعام.....