إياك والخلط بين الحركة والفعل. #إرنست همنغواي
تحميل كتاب بناة العالم: ديكنز، تولستوي، ستندال، كلايست ج2 pdf الكاتب ستيفان زفايج
مع ديكنز وتولستوي وستندال وكلايست وفي الجزء الثاني من هذا الكتاب، يواصل ستيفان شفايج رحلة بحثه عن جذور العبقرية والإبداع التي شغلت أجيالاً عديدة بعطاءاتها. فمع ديكنز يغذ السير إلى ذلك الزمان الحافل بضرورى النجاح الأولي، حيث كان الآلاف يستقبلون بلهفة عارمة تلك الكواليس الروائية الشهرية الزرق التي يأتي بها ساعي البريد إليهم في العربة الناعسة التي تجود بها قريحة ديكنز الذي حط مجده في عصره وكان سلطانه جامحاً. لقد اجتمعت فيه هوية إنسان عبقرية مع تقاليد عصره بذلك اجتمع عنصران متضاربان أشد ما يكون التضارب.
ولم يكن تولتوي أقل شأناً منه فقد كان هناك في الأعالي بين جبابرة الأرض غنياً يسكن منزلاً مريحاً موروثاً منذ عهد بعيد، ينعم بالصحة والسعادة قبل أن يتبلى بالتحول المفاجئ في حياته فبات على قدر من الافتقار إلى البهجة فجأة.. فلقد أبصر اللاشيء وراء الأشياء، وتمزق شيء ما في روحه وانفتح صدع نحو الداخل، صدع ضيق أسود. لقد عانى من تلك النظرة الخاوية إلى الأخروي.. تلك النظرة التي تمتص الروح إلى النهاية أما ستندال فقد وثب فوق القرن التاسع عشر منطلقاً إلى القرن العشرين ليحط بجناحيه هناك. كان ستندال ولعاً بالخداع وإثارة الدهشة والنخفي ولم يكن هو ليخفي هذا الميل أو ينكره وقد أفصح مرارة عن نفسه بجرأة مذهلة متجاهلاً حواجز الأخلاق الاجتماعية. كما عرض بدقة اعترافاته المتصلة بعوائقه الجنسية وإخفاقه المتواصل مع النساء.
ومع هايزش فون كلايست يواصل الرحلة، فهذا الرجل لا يقر له قرار، وهو الشريد أبدأً الذي لم يكن له هدف، فهو يرمي نفسه بعيداً عن نفسه ذاتها يريد الإفلات والوثوب فوق شيء ما في نفسه بالقوة وهو يبدل المدن كما يبدل المحموم الوسائد. وهو يعرف أين ينتهي به المسير فهو يعرف ذلك منذ البداية-إلى الهاوية لقد ارتفع كلايست بمعاناته ارتفاعاً تجسيدياً، وظل أحد الشامخين الذين هم أسياد الحياة كأقرانه الآخرين. ويبقى الجهد الذي بذله المؤلف جهداً خلاقاً لا يقل روعن عن أعمال هؤلاء الذين عرضهم في كتابه.
هذا الكتاب من تأليف ستيفان زفايج و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها
ستيفان زفايج (1881-1942) هو كاتب نمساوي من أصل يهودي. أديب نمساوي مرموق ومن أبرز كتّاب أوروبا في بدايات القرن الفائت وقد اشتهر بدراساته المسهبة التي تتناول حياة المشاهير من الأدباء أمثال: تولستوي، وديستوفسكي وبلزاك ورومان رولان فيتناول الشخصية بحيادية ويكشف حقيقتها كما هي دون رتوش وفي الوقت نفسه يميط اللثام عن حقائق مجهولة أو معروفة على نطاق ضيق في حياة هؤلاء المشاهير الذين ذاع صيتهم.
كتب ستيفان تسفايغ العديد من المسرحيات والروايات والمقالات. صدر له عمله الذي تناول فيه سيرته الذاتية "عالم الأمس" بعد انتحاره. حصل على الجنسية البريطانية بعد تولي النازيين للسلطة في ألمانيا. عاش متنقلا في أمريكا الجنوبية منذ العام 1940.
من رواياته المعروفة نذكر: 24 ساعة في حياة امرأة، وحذار من الشفقة, بناة العالم.
قرر ستيفان التخلص من الحياة وهو يشهد انهيار السلم العالمي وويلات الحرب العالمية الثانية فشعر بخيبة شديدة وتوترت أعصابه المرهفة فأقدم على فعلته دون وجل ولم ينس أن يشكر حكومة البرازيل حيث انتحر على حسن الضيافة والرعاية علماً أن الراحل كان قد حصل على الجنسية البريطانية قبل أنتحاره بمدة وجيزة.
في يوم 21 فبراير عام 1942 جلس في بيته الفخم يودع معارفه بريدياً ويشرح لهم أسباب انتحاره وكتب يومذاك 192 رسالة وداع بما في ذلك رسالة إلى زوجته الأولى وبعد ذلك دخل شتيفان تسفايغ وزوجته الثانية إلى غرفة النوم وابتلعا في لحظة واحدة العشرات من الأقراص المنومة وتعانقا بحنان وطال العناق.
وفي اليوم التالي اقتحم خدم المنزل غرفة النوم لتأخرهما بالاستيقاظ المعتاد ليجدوا الأديب وزوجته قد فارقا الحياة في عناق أبدي ودون إثارة ضجة ولم ينس الأديب أن يعطي كلبه المدلل جرعة كبيرة من المنومات فنام بدوره أمام باب غرفة النوم.
الكتب الأكثر قراءة
الكتب الأكثر قراءة