إياك والخلط بين الحركة والفعل. #إرنست همنغواي
تحميل كتاب الضد النوعي للاستبداد - استفهامات حول جدوى المشروع السياسي الديني pdf الكاتب ماجد الغرباوي
ثمة انساق ثقافية وفكرية وحضارية وافدة، انقسم المفكرون المسلمون حولها بين الرفض المطلق، او القبول المطلق، او التوفيق بينها وبين الموروث الديني، مثل: الديموقراطية، التعددية (الدينية، السياسية، الثقافية)، المجتمع المدني، حقوق الانسان، حقوق المرأة، حرية الصحافة، حرية الاعتقاد، الانتخابات، التداول السلمي للسلطة، الاعتراف بالاخر، وغير ذلك. وقد دار جدل طويل حولها داخل المنتديات الثقافية والفكرية، وفي اروقة الجامعات، وعلى صفحات الصحف والمجلات، وناقشتها وسائل الاعلام، وكتب الكثير عن الموضوع، لكن الامر لم يحسم نهائيا، وان كان هناك انحياز واضح لدى الجميع نحو تبني الانساق التي لا تتعارض مع الدين وقيم المجتمع. هذا على المستوى التنظير، واما الواقع العملي فلم يشهد ممارسة حقيقية ناجحة في المنطقة يصدق انها نموذجا لتجلي تلك الانساق. أي لا يمكننا الاشارة لتجربة حققت بالفعل نتائج ايجابية ملموسة، وما زال التخلف والاستبداد والتفرد وقمع المعارضة وتهميش الآخر مظاهر طاغية في المجتمع العربي والاسلامي، مما يعني عدم وجود تبني حقيقي من قبل المعنين بالشأن السياسي والفكري والثقافي، مرده اشكاليات اعمق واكثر تعقيدا ترتبط بمسألة الدولة وتكوينها. وعلاقة الدين بالسياسة. واشكاليات العقل العربي والاسلامي، والقراءات الاحادية للتراث. والموقف من الحداثة والغرب، وطبيعة الخطاب التجديدي. وتعدد المرجعيات القانونية، وانشطار الولاء، واهتزاز الشخصية، وتجذر الاستبداد. وسلطة القبيلة والفقيه، وازمة الحكم. ومحنة الثقافة والوعي.
غير ان الوضع بات مختلفا وطرأت متغيرات على الساحة العربية والعالمية، سيما الساحة العراقية التي اجهزت على نظام الطاغية حتى اسقط في 9 نيسان 2003 بالتحالف مع قوى اجنبية، تمثلت بالقوات الامريكية والبريطانية ومن تحالف معهما. وبرزت مستجدات اخذت تضغط باتجاه تبني انساق ثقافية وفكرية وحضارية تستوعب الاختلاف في وجهات النظر وتحل ازمة الحكم، وتعيد المعارضة الى مائدة الحوار، وتشجعها على دخول البرلمان، واستخدام وسائل الاعلام بدلا من فوهات البنادق ونيران التفجيرات. وتلبية مطالب الاعراق والقوميات والاديان والمذاهب والاتجاهات السياسية المختلفة. ويبدو ان تبني تلك الانساق بات امرا لا مفر منه، سيما في المجتمع المتعدد قوميا ودينيا وثقافيا وسياسيا كالعراق. من هنا جاء مشروع هذا الكتاب لتشكيل خطاب ثقافي يساهم في خلق اجواء تستوعب الاطروحات الحضارية التي يعول عليها، لاخراج الوضع المتأزم من دائرة الاحتراب والتراشق بنيران المدافع والراجمات، والمساهمة في بناء اطار عام يوحد فئات المجتمع ضمن تنوعه الثقافي والديني والسياسي. واعتقد ليس هناك وقت للتجربة او اهدار الوقت، لمعرفة نتائج الاساليب الحديثة في الحكم، وهي شاخصة امامنا، تؤدي دورها في خدمة الانسان والشعب والمجتمع. لكن يشترط اولا التخلص من عقدة المكابرة والكف عن انتاج قراءات تضع الدين في تناقض معها، او بينها وبين الموروث الثقافي والشعبي، كي لا نبقى في دوامة الثنائيات المختلقة. فليس المطلوب تبني القيم الغربية التي تتناقض مع قيمنا الدينية والاخلاقية، وانما تبني صيغ يمكن لكل شعب اعتمادها للتوفر على مجتمع متوازن في اطار قيمه الدينية والاخلاقية.
يتناول الكتاب في احدى دراساته قيم ومؤسسات المجتمع المدني، وبيان اطاره الفكري والتنظيمي. وقد استأثر الوضع العراقي باهتمامها لان الدراسة كانت معدة اساسا كوجهة نظر حول مستقبله. وكرست دراسة اخرى فيه لموضوع التعددية التي تمثل هوية وحقيقة المجتمع المدني. وربما اتصف الموضوعان بشيء من الجرأة والتحرش بالموروث الثقافي والديني، الا ان عذري في ذلك طبيعة المرحلة التي يعيشها العراق راهنا، وهي تحتاج، كما اتصور، الى هذا القدر من المكاشفة الصارمة كي يعي الشعب دوره ويتحمل مسؤوليته التاريخية، قبل ان تلتهم نار الفتن والاحتراب الداخلي العراق وشعبه وتراثه. بينما راحت الدراسة الثالثة تستوحي من د. علي شريعيتي مشروعه الانساني، بعيدا عن التطرف الديني والمغالاة على حساب قيم الدين الحنيف. باعتبار شريعتي احد المعنين اساسا بالمشروع الاسلامي التغيري، وظل يحمل هم الرسالة حتى استشهاده على يد الطغاة الظالمين.
هذا الكتاب من تأليف ماجد الغرباوي و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها
-ماجد الغرباوي باحث بالفكر الديني يسعى من خلال مشروعه الى: ترشيد الوعي عبر تحرير الخطاب الديني من سطوة التراث وتداعيات العقل التقليدي، ومن خلال قراءة متجددة للنص الديني تقوم على النقد والمراجعة المستمرة، من أجل فهم متجدد للدين، كشرط أساس لأي نهوض حضاري، يساهم في ترسيخ قيم الحرية والتسامح والعدالة، في طار مجتمع مدني خالٍ من العنف والتنابذ والاحتراب.
يشتغل ماجد الغرباوي على موضوعات: نقد الفكر الديني، التسامح، العنف، الحركات الاسلامية، المرأة، الاصلاح والتجديد، ...
وهو:
- متخصص في علوم الشريعة والعلوم الإسلامية.
- مؤسس ورئيس مؤسسة المثقف العربي، في سيدني – أستراليا.
- كان رئيسا لتحرير مجلة التوحيد (الأعداد: 85- 106).
- أصدر سلسلة رواد الإصلاح، وكان رئيساً لتحريرها.
- كان عضو الهيئة العلمية لكتاب التوحيد.
- شارك في عدد من الندوات والمؤتمرات العلمية والفكرية.
- مارس التدريس ضمن اختصاصه في المعاهد العلمية لسنوات عدّة.
- حائز على عدد من الجوائز النقدية والتقديرية عن أعماله العلمية.
- كتب عن منجزه الفكري والثقافي والأدبي عدد من النقّاد والباحثين العرب والأجانب.
- له 25 عملاً مطبوعاً، تأليفاً، وتحقيقاً، وحواراً، وترجمة، إضافة الى عدد كبير من الدراسات والبحوث والمقالات في مجلات وصحف ومواقع الكترونية مختلفة.
صدر له:
1- تحديات العنف
2- التسامح ومنابع اللاتسامح
3- الضد النوعي للاستبداد
4- اشكاليات التجديد
5- الشيخ محمد حسين النائيني منظر الحركة الدستورية
6- إخفاقات الوعي الديني
7- المرأة والقرآن
8- الحركات الاسلامية
9 - جدلية السياسة والوعي (اصدارات دار الرافدين)
كتب ماجد الغرباوي اصدار دار امل الجديدة
10- النص وسؤال الحقيقة
11- الهوية والفعل الحضاري
12- مدارات عقائدية ساخنة
13- رهانات السلطة في العراق
14- جدلية العنف والتسامح.. قراءة في المشروع الاصلاحي لماجد الغرباوي / د. صالح الرزوق (دار نينواى)
الكتب الأكثر قراءة
الكتب الأكثر قراءة