تحميل كتاب التسامح ومنابع اللاتسامح - فرص التعايش بين الاديان والثقافات PDF

إياك والخلط بين الحركة والفعل. #إرنست همنغواي

كتاب التسامح ومنابع اللاتسامح - فرص التعايش بين الاديان والثقافات PDF

تحميل كتاب التسامح ومنابع اللاتسامح - فرص التعايش بين الاديان والثقافات PDF

تحميل كتاب التسامح ومنابع اللاتسامح - فرص التعايش بين الاديان والثقافات pdf الكاتب ماجد الغرباوي

رغم ان التسامح مفهوم اسلامي غني في دلالاته غير ان القراءات المبتسرة للدين ونصوص الذكر الحكيم صورّت التسامح مخلوقا لا اسلاميا، او مفهوما مستوردا للاطاحة بقيم الدين الحنيف. وهي قراءات تشبث بها دعاة العنف والاحتراب، ممن اختزلوا القرآن في بضع آيات نزلت في ظل ظرف خاص، بينما أهملوا مصفوفات قرآنية كثيرة تدعو الى المحبة والوئام ونبذ العنف والدعوة الى الاسلام بالحكمة والموعظة الحسنة.

لسنا بصدد خطاب ايديولوجي تبريري يمارس التظليل باقصاء الحقائق، فيفرق بين الدين والمتدينين، وبين الاسلام والمسلمين، ليلقي بتبعية الاخطاء التاريخية على الاشخاص دون الافكار، او يتهم المسلمين لتبرئة العقيدة والدين. وايضا لا نتهرب من الاشكاليات النصية او الممارسات السلوكية، وانما قررنا مواجهتها بجميع تفصيلاتها، لا نخشى في ذلك التراجع او الاعتراف بالخطأ، ما دمنا نؤسس للنقد والنقد الذاتي وندعو له جهارا ليطال كل شيء ولا يبقي شيئا . غير ان الحقائق التاريخية يجب الاقرار بها والتأني في قراءتها وفهمها وتدبرها. فالتسامح كان ركيزة الاسلام في مرحلة الدعوة باعتراف جميع المؤرخين. وهذه المرحلة تمثل أسس الاسلام ومبادئه الاساسية. واما بالنسبة الى مرحلة المدينة (التي شرع فيها القتال) فما زلنا نصر على التفريق بينها وبين مرحلة الدعوة (المرحلة المكية). وليس في ذلك انتقائية، لان مشهدا واسعا من مرحلة المدنية كان استثنائيا طارئا فرضته ظروف الحرب والمواجهة مع قوى الظلم والعدوان، التي سعت جادة لاستئصال شأفة المسلمين، والقضاء على وجودهم، بعد ان اصبح خطرا يهدد مصالحهم الشخصية والاقتصادية اكثر من تهديده لمعتقداتهم الدينية. بل وتفاقم الخطر عندما دخل الآخر المختلف دينيا، المتمثل آنئذ باليهود والمسيح، المعركة الى جانب اعداء الاسلام والمسلمين بكل ثقله، فلم يبق امام المسلمين خيار سوى الدفاع عن النفس ومواجهة الاخطار بنفس السلاح الذي لجأ اليه العدو، وهو حق طبيعي قبل ان يكون واجبا دينيا. والا لو ترك الاسلام حرا مع الاقوام والشعوب العربية لتمكن بجدارة من تحقيق اهدافه دون اللجوء للقوة، وليس التاريخ بضنين على الباحث لتأكيد دعوى انتشار الاسلام سلما لا حربا، كما بالنسبة الى دول شرق اسيا، التي هي اليوم أعلى كثافة سكانية مسلمة في العالم. مما يعني ان القوة ليست امرا استراتيجيا وانما تكتيكا مرحليا قد انتهى بانتهاء امد المعركة.

 واما عن سلوك المسلمين، بعد النبي (ص) وارتكازهم الى نفس آيات القسم الثاني فكان مرتبطا بالشروط التي فرضت القوة ذاتها. وليس عيبا الاعتراف بان قسما كبيرا من حروب المسلمين، ما زالت تثير علامات استفهام متعددة حول اهدافها واستراتيجياتها، وهي تتطلب وقتا كافيا لنقدها وتوضيح حقيقتها ودواعيها، للتأكد من مدى توافرها على شروط تفعيل القوة آنئذٍ كي يرتكز لها بهذا الغزارة، حتى صارت الحرب سنة تقتدي بها الاجيال اللاحقة؟.

في هذه الدراسة محاولة لتأسيس نسق قيمي جديد لمفهوم اسلامي عريق اكدته نصوص الكتاب وعضدته السيرة الصحيحة، وارتكز اليه المسلمون وشخص النبي (ص) في علاقته مع الآخر المختلف دينياً، نحن بأشد الحاجة اليه في وقت تفشى فيه العنف باسم الدين والاسلام والشريعة، وصار مألوفا حز الرؤوس وتقطيع الاوصال والتمثيل بجثث القتلى حتى مع المسلم البريء لمجرد اختلافه مذهبيا او سياسيا. بل صار يعرف الاسلام بهذا الممارسات اللانسانية فضلا عن اسلاميتها.

   نتمنى ان يساهم الكتاب في تدعيم قيم التسامح والعفو والرحمة بين الشعوب المسلمة سيما شعبنا العزيز في العراق.

جزيل الشكر والتقدير للاخ الاستاذ عبد الجبار الرفاعي مدير مركز دراسات فلسفة الدين، على  ما يبذله من جهد من أجل استتباب قيم التسامح ونبذ العنف والاحتراب.

هذا الكتاب من تأليف ماجد الغرباوي و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها

ماجد الغرباوي
عن الكاتب ماجد الغرباوي رئيس مؤسسة المثقف

-ماجد الغرباوي باحث بالفكر الديني يسعى من خلال مشروعه الى: ترشيد الوعي عبر تحرير الخطاب الديني من سطوة التراث وتداعيات العقل التقليدي، ومن خلال قراءة متجددة للنص الديني تقوم على النقد والمراجعة المستمرة، من أجل فهم متجدد للدين، كشرط أساس لأي نهوض حضاري، يساهم في ترسيخ قيم الحرية والتسامح والعدالة، في طار مجتمع مدني خالٍ من العنف والتنابذ والاحتراب. 

يشتغل ماجد الغرباوي على موضوعات: نقد الفكر الديني، التسامح، العنف، الحركات الاسلامية، المرأة، الاصلاح والتجديد، ... 
وهو:
- متخصص في علوم الشريعة والعلوم الإسلامية. 
- مؤسس ورئيس مؤسسة المثقف العربي، في سيدني – أستراليا. 
- كان رئيسا لتحرير مجلة التوحيد (الأعداد: 85-  106). 
- أصدر سلسلة رواد الإصلاح، وكان رئيساً لتحريرها. 
- كان عضو الهيئة العلمية لكتاب التوحيد. 
- شارك في عدد من الندوات والمؤتمرات العلمية والفكرية. 
- مارس التدريس ضمن اختصاصه في المعاهد العلمية لسنوات  عدّة. 
- حائز على عدد من الجوائز النقدية والتقديرية عن أعماله العلمية. 
- كتب عن منجزه الفكري والثقافي والأدبي عدد من النقّاد والباحثين العرب والأجانب. 
- له 25 عملاً مطبوعاً، تأليفاً، وتحقيقاً، وحواراً، وترجمة، إضافة الى عدد كبير من الدراسات والبحوث والمقالات في مجلات وصحف ومواقع الكترونية مختلفة. 
صدر له: 

1- تحديات العنف

2- التسامح ومنابع اللاتسامح

3- الضد النوعي للاستبداد

4- اشكاليات التجديد

5- الشيخ محمد حسين النائيني منظر الحركة الدستورية

6- إخفاقات الوعي الديني

7- المرأة والقرآن

8- الحركات الاسلامية

9 - جدلية السياسة والوعي (اصدارات دار الرافدين)

كتب ماجد الغرباوي اصدار دار امل الجديدة

10- النص وسؤال الحقيقة

11- الهوية والفعل الحضاري

12- مدارات عقائدية ساخنة

13- رهانات السلطة في العراق

14- جدلية العنف والتسامح.. قراءة في المشروع الاصلاحي لماجد الغرباوي / د. صالح الرزوق (دار نينواى)