إياك والخلط بين الحركة والفعل. #إرنست همنغواي
تحميل كتاب الشيخان pdf الكاتب طه حسين
عن الكتاب: لم يكد النبي صلى الله عليه وسلم ينتقل إلى الرفيق الأعلى حتى ظهر تنبؤ آخر في بني أسد، فأعلن طليحة أنه نبي وجعل يهذى لقومه كما هذي صاحباه بالسجع، ويزعم أنه يتنزل عليه من السماء. ثم لم يقف الأمر عند هذا الحد بل تنبأت امرأة في بني تميم -وهي سجاح- كانت نازلة في بني تغلب، فلما استأثر بها شيطان السجع أسرعت إلى قومها من تميم فأغوت منهم خلقاً كثيراً. وكذلك نفست قحطان على عدنان أن يكون لها نبي من دونها، فظهر فيها الأسود العنسى، ونفست ربيعة العدنانية على مضر أن تستأثر من دونها بالنبوة، ونفست أسد وتميم المضريتان أن تستأثر قرريش بالنبوة من دون سائر مضر، فظهر طليحة في بني أسد، وظهرت سجاع في بني تميم. وكذلك عادت الأرض كافرة بعد إسلامها، واشتعلت فيها نار ما أسرع ما انتشر لهبها حتى شمل جزيرة العرب كلها. حصر الإسلام في المدينة ومكة والطائف. وكان انتشار هذا اللهب وارتداد الكثرة الكثيرة من العرب محنة امتحن بها أبو بكر، وامتحن بها معه المسلمون بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم. وليس شيء أصدق تصويراً لشخصية الرجل من ثباته للمحنة مهما تعظم، ونفوذه من مشكلاتها مهما تتعقد، وظهوره على هولها مهما يكن شديداً. ولم يواجه أبو بكر في أول عهده بالخلافة ردة المانعين للزكاة، وكفر التابعين لمن تنبأ من الكذابين فحسبن وإنما واجه في الوقت نفسه تأهب العرب من نصارى الشام للمكر به والكيد له والغارة عليه. في هذه الظروف استلم الخليفة أبي بكر الصديق رضي الله عنه زمام الحكم فإذا به أمام نار مضطربة في الجزيرة العربية كلها... غير أن أزمات الحكم اشتدت أيضاً عند تسلم الإمام عمر بن الخطاب لخلافة المسلمين وهذا ما دعا عمر رضي الله عنه إلى القول عن أبي بكر بعد استلامه للخلافة أنه أتعب من بعده. وليس من شك في أن عمر كان أشد من أبي بكر إتعاباً لمن جاء بعده، مسيرة هذين الإمامين قد نهجت للمسلمين في سياسة الحكم، وفي إقامة أمور الناس على العدل والحرية والمساواة، نهجاً شق على الخلفاء والملوك من بعدها أن يتبعوه. انطلاقاً من هنا فقد سعى الدكتور "طه حسين" إلى تدوين هذا الحديث الموجز عن هذين الشيخين أبي بكر وعمر رحمها الله وأمله ليس الثناء على الشيخين ولا تفصيل تاريخ الفتوح في عصرهما، وإنما أراد أن يبين للقارئ هذا الحديث شخصية أبي بكر وعمر، كما صورتها سيرتهما، وكما صورتها الأحداث التي كانت في عصرهما، وكما صورها الطابع الذي طبعت به حياة المسلمين من بعدهما، والذي كان له أعظم الآثر فيما خضعت له الأمة العربية في أطوارها وما نجم فيها من فتن.
هذا الكتاب من تأليف طه حسين و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها
أديب وناقد مصري، لُقّب بعميد الأدب العربي. غيّر الرواية العربية، مبدع السيرة الذاتية في كتابه "الأيام" الذي نشر عام 1929. يعتبر من أبرز الشخصيات في الحركة العربية الأدبية الحديثة. يراه البعض من أبرز دعاة التنوير في العالم العربي ، في حين يراه آخرون رائدا من رواد التغريب في العالم العربي. كما يعتقد الإسلاميون أن الغرب هو من خلع عليه لقب عميد الأدب العربي. سنة 1902 دخل طه الأزهر للدراسة الدينية, الاستزادة من علوم العربية, فحصل فيه ما تيسر من الثقافة، ونال شهادته. التي تخوله التخصص في الجامعة, لكنه ضاق ذرعا فيه, فكانت الأعوام الأربعة التي قضاها فيه, وهذا ما ذكره هو نفسه، وكأنها أربعون عاما وذلك بالنظر إلى رتابة الدراسة, وعقم المنهج, وعدم تطور الأساتذة والشيوخ وطرق وأساليب التدريس.
ولما فتحت الجامعة المصرية أبوابها سنة 1908 كان طه حسين أول المنتسبين إليها، فدرس العلوم العصرية, والحضارة الإسلامية, والتاريخ والجغرافيا, وعدداً من اللغات الشرقية كالحبشية والعبرية والسريانية, وإن ظل يتردد خلال تلك الحقبة على حضور دروس الأزهر والمشاركة في ندواته اللغوية والدينية والإسلامية.دأب على هذا العمل حتى سنة 1914, وهي السنة التي نال فيها شهادة الدكتوراة وموضوع الأطروحة هو:"ذكرى أبي العلاء" ما أثار ضجة في الأوساط الدينية المتزمتة, وفي ندوة البرلمان المصري إذ اتهمه أحد أعضاء البرلمان بالمروق والزندقة والخروج على مبادئ الدين الحنيف.
الكتب الأكثر قراءة
الكتب الأكثر قراءة