إياك والخلط بين الحركة والفعل. #إرنست همنغواي
تحميل كتاب الإنسان والسوبرمان pdf الكاتب جورج برنارد شو
اوكتافيوس: أرجو أن تقلع عن تمثيل دور الأبله فى هذا الموضوع وإذا لم يكن الموضوع مهما بالنسبة لك فهو كذلك بالنسبة لى ولها
تانر: أنت تعلم جيدا أن لها الحرية المطلقة فى اختيارك.
اوكتافيوس: لكنها لا تصدق ذلك
تانر: أوه. صحيح؟ .. تماما! على أى حال قل لى.. ماذا تريدنى أن أفعل؟
أوكتافيوس: أريدك أن تخبرها باخلاص وجدية عن رأيك فى .. اريدك أن تقول لها انك تضمننى عندها.. هذا إذا استطعت.
تانر: أستطيع ضمانها عندك دون شك. أما ما يزعجنى فهو التفكير فى ضمانك أنت عندها. هل قرأت كتاب "ميترلنك" عن النحل؟
أوكتافيوس: (يكبت غضبه) أنا لا أناقش الأدب الآن
تانر: اصبر قليلا. وأنا لا أتحدث فى الأدب. كتاب النحل فى التاريخ الطبيعى، وهو درس عظيم للجنس البشرى. فانت تعتقد أنك قد خطبت "آن" وأنك الصياد وهى الفريسة، وأن مهمتك هى أن تطارد وترضى وتسود وتنتصر. مغفل! لأنك أنت الذى سيطارد.. أنت الضحية التى ستسقط.. الفريسة المقصودة. لست بحاجة إلى الجلوس والنظر بشوق وحنين إلى الخفاش من وراء أسلاك المصيدة.. الباب مفتوح الآن وسيظل على حالة حتى ينغلق من ورائك وإلى الأبد.
اوكتافيوس: أرجو الاقتناع بآرائك بهذه الطريقة الوضعية التى تتكلم بها.
تانر: لماذا يارجل..؟ أى هدف آخر يشغلها فى حياتها غير الحصول على زوج؟ هدف المرأة هو أن تتزوج، وبأسرع طريقة ممكنة. اما هدف الرجل فهو أن يظل أعزبا، ولأطول مدة ممكنة. أن لديك من القصائد والتراجيديات ما يشغلك.. أما "آن" فلا يشغلها شئ.
اوكتافيوس: لا أستطيع الكتابة بدون الهام. ولن يستطيع شخص آخر توفيره لى غير "آن"
حسن.. ألا تستطيع الحصول عليه وانت بعيد عنها؟.. ان "بترارك" لم ير "لورا" ولا رأى "دانتى" .. "بتريس" نصف عدد المرات التى رأيت فيها "أن" ومع ذلك فقد فالا شعرا من الطراز الأول.. على الاقل فى رأيى أنا. أنهما لم يعرضا حبهما الأعمى لاختبارات العلاقات العائلية، ومع ذلك فقد استمر معها حتى دخلا قبريهما. تزوج "آن" وبعد أسبوع واحد لن تجد فيها من الالهام أكثر مما تجد فى طيف من الفطائر.
اوكتافيوس: أتظن أننى سأمل منها؟
تانر: مطلقا.. أنت لا تمل من الفطائر، ولكنك لا تجد فيها الهاما، ولن تجده فيها هى الآخرى، حضورها عندما لا تصبح بالنسبة لك هى حلم الشاعر، بل تمثال حجرى للزوجة. عندئذ تضطر الى الحلم بأى امرأة أخرى، وستجد منهم طابورا طويلا.
اوكتافيوس: هذا كلام لايفيد يا "جاك" انت لا تفهم لانك لا تحب.
هذا الكتاب من تأليف جورج برنارد شو و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها
ولد شو في 26 يوليو عام 1856 في دبلن بإيرلندا من طبقة متوسطة واضطر لترك المدرسة وهو في الخامسة عشرة من عمره ليعمل موظفاً. كان والده سكيراً مدمناً للكحول مما شكل لديه ردة فعل بعدم قرب الخمر طوال حياته، كما كان نباتياً لا يقرب اللحم الأمر الذي كان له أثراً في طول عمره وصحته الدائمة. تركت أمه المنزل مغادرة إلى لندن مع ابنتيها ولحق بهم شو سنة 1876. ولم يعد لإيرلندا لما يقرب الثلاثين عاماً.
فقد عاش برناردشو حياة فقيرة وبائسة أيام شبابه وعندما أصبح غنياً لم يكن بحاجة لتلك الجائزة التي تُمنح أحياناً لمن لا يستحقها.. ولأن حياته كانت في بدايتها نضالاً ضد الفقر، فقد جعل من مكافحة الفقر هدفاً رئيسياً لكل ما يكتب وكان يرى أن الفقر مصدر لكل الآثام والشرور كالسرقة والإدمان والانحراف، وأن الفقر معناه الضّعف والجهل والمرض والقمع والنفاق. ويظهر ذلك جلياً في مسرحيته "الرائد باربرا" التي يتناول فيها موضوع الفقر والرأسمالية ونفاق الجمعيات الخيرية. عندما غادر إلى لندن بدأ يتردد على المتحف البريطاني لتثقيف نفسه الأمر الذي كان له الفضل الكبير في أصالة فكره واستقلاليته. بدأت مسيرته الأدبية في لندن حيث كتب خمس روايات لم تلق نجاحاً كبيراً وهي: " عدم النضج " و " العقدة اللاعقلانية" و "الحب بين الفنانين" و " مهنة كاشل بايرون " و" الاشتراكي و اللااشتراكي " لكنه اشتُهِر فيما بعد كناقد موسيقي في أحد الصحف. ثم انخرط في العمل السياسي وبدأ نشاطه في مجال الحركة الاشتراكية socialism وانضم للجمعية الفابيّة (وهي جمعية إنكليزية سعى أعضاؤها إلى نشر المبادئ الاشتراكية بالوسائل السلمية.) كان شو معجباً بالشاعر والكاتب المسرحي النروجي هنريك إبسن (الذي يعتبر أعظم الكتاب المسرحيين في كل العصور. وكان السبّاق في استخدام المسرح لمعالجة القضايا الاجتماعية). فكان تأثير إبسن واضحاً على شو في بداياته.
رغم تركه للمدرسة مبكراً إلا أنه استمر بالقراءة وتعلّم اللاتينية والاغريقية والفرنسية وكان بذلك كشكسبير الذي غادر المدرسة وهو طفل ليساعد والده ومع ذلك لم يثنه عدم التعلم في المدارس عن اكتساب المعرفة والتعلّم الذاتي. فالمدارس برأي برناردشو " ليست سوى سجون ومعتقلات". كان مناهضاً لحقوق المرأة ومنادياً بالمساواة في الدخل. على الرغم من إلحاد جورج برناد شو كان مثله الأعلى النبى محمد صلى الله عليه و سلم، فقد كان يرى في حياة الجهاد التي عاشها النبي شبهاً بالحياة المثالية التي أراد هو نفسه أن يعيشها، وبلغ به الإعجاب أن حاول قبل سنة 1910م أن يكتب مسرحية عن عنه.
وقد أراد أن يدعو إلي ذلك الفكر الذي آمن به من خلال عرض مسرحي، فما كان له إلا أن يصور بطله الديني في مسرحية عامة، لنشر آراءه الدينية من حيث الكفاح في سبيل حرية الرأي، ومن حيث الخلاص من التعصب الأعمى، ومن حيث التحرر من استبعاد السلطة، لقد أراد أن يكتب مسرحية "محمد" ليلقي بآرائه هذه في صعيد واحد.
كان برنارد شو من أشهر من رفض جائزة نوبل حين قدمت له وقال: " إن هذا طوق نجاة يلقى به إلى رجل وصل فعلا إلى بر الأمان، ولم يعد عليه من خطر"
توفي في 2 نوفمبر عام 1950
الكتب الأكثر قراءة
الكتب الأكثر قراءة