إياك والخلط بين الحركة والفعل. #إرنست همنغواي
تحميل كتاب الأيام المبرورة في البقاع المقدسة pdf الكاتب محمد لطفي جمعة
«الأيام المبرورة في البقاع المقدسة» هو كتاب في أدب الرحلات، يستعرض فيه الكاتب الكبير محمد لطفي جمعة رحلته إلى الأراضي الحجازية التي قصدها بغرض تأدية شعائر الحج وزيارة المدينة المنورة، وذلك في أسلوب شائق وممتع. وقد وصف المؤلف رحلته منذ وصوله إلى مكة المكرمة، ودوّن خواطره وانفعالاته النفسية، وتأملاته العقلية عند كل بقعة من البقاع التي مر بها، وعند كل شعيرة من الشعائر التي أداها في هذه الرحلة؛ ولهذه الرحلة ما يميزها عن غيرها من الرحلات التي دوّن أصحابها انطباعاتهم فيها عن هذا المكان وذاك الزمان، وهو لقاء لطفي جمعة بالملك عبد العزيز ونائبه الأمير فيصل الذي أصبح فيما بعد ملكًا للسعودية، وحضوره في ضيافتهما، وتدوينه لما دار في هذا اللقاء.
إن هذا الكتاب -برغم لغته الأدبية الرفيعة- لا يمكن حصره في إطار أدبي مقصور على البعد الوجداني والانطباع الذاتي للمؤلف، ولكنه أيضًا يعد مصدرًا من المصادر التاريخية الهامة التي تتناول فترة من حكم الملك عبد العزيز للسعودية.
منذ فجر التاريخ حاول المؤرخون والمفكرون أن يعللوا مظاهر حياة الشعوب بعلاقتها بالبيئة الطبيعية التى يعيشون فيها، معتقدين وجازمين بأن لطبيعة الأرض تأثيرا في تكوين الشعوب كتأثيرها في تكوين النبات والحيوان. إذا حاولت تطبيق هذه القواعد التى تشبعت بها النفس على بلاد العرب بل على تلك الشقة من الجزيرة العربية التى تسمى بالحجاز تدهش من صحة النظرية. هذا هو سطح أرض الحجاز وما فيه من جبال وأودية وساحل واحد وما فيه من نجود وقفار وبرار وليس فيه نهر واحد، وهذه طبيعة الجو قيظ واعتدال ومطر قليل وبرد شديد في الصحراء ولكنه لا يصل إلى درجة الجليد ولا يقتل السكان إلا إذا كانوا عراة حفاة جائعين، أما موارد الأرض الزراعية فمحدودة ومعروفة في بعض البقاع التى أدركتها عناية لله بشيء من الخصوبة. وأما الموارد المعدنية فلم نسمع بها إلا أخيرا ففيها بعض الزيت وبعض الذهب ولكن لا أثر للحديد أو الفحم أو البرونز أو النحاس، وقد تكون تلك الجبال الشامخة أو الوديان الفسيحة مليئة بها ولكن شيئا من هذا لم يظهر ولم يقل به لفيف كبير من السائحين الإفرنج الذين ساحوا في هذه البلاد.
تحميل كتاب الأيام المبرورة في البقاع المقدسة PDF - محمد لطفي جمعة
هذا الكتاب من تأليف محمد لطفي جمعة و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها
محمد لطفي جمعة: كاتبٌ ومترجِمٌ ورِوائي، كانَ مَوْسوعيَّ المَعْرفة، ويُجِيدُ العديدَ مِنَ اللغات، كما أنه أحدُ كبارِ المحامِينَ والناشِطينَ السياسيِّينَ المِصْريِّينَ في عصْرِه.
وُلِدَ بالإسكندريةِ عامَ ١٨٨٦م، لأسرةٍ تنتمي إلى الطبقةِ الوسطى، وكانتْ مُرْضِعتُه السيدةَ «ملوك عيد» والِدةَ الشيخِ سيِّد درويش، فكانَ أخاه في الرَّضاعة. الْتَحقَ في بدايةِ حياتِه بمدرسةِ الأقباطِ بطنطا، ثم أمْضَى أربعَ سنواتٍ بالمدرسةِ الأميريةِ التي نالَ منها شهادتَه الابتدائية، ثم انتقَلَ إلى القاهرةِ ليَحْصلَ مِنَ المدرسةِ الخديويةِ على شهادتِه الثانوية، وسافَرَ بعدَها إلى بيروتَ ليَلْتحقَ هناكَ بالكليةِ الأمريكيةِ لدراسةِ الفلسفة، كما حصَلَ بعدَ عودتِه للقاهرةِ على إجازةِ مدرسةِ المُعلِّمِين، وعملَ في بدايةِ حياتِه مدرِّسًا لمدةِ ثلاثِ سنوات. نالَ درجةَ الدكتوراه من كليةِ الحقوقِ بليون في فرنسا عامَ ١٩١٢م، وقامَ بعدَها بتدريسِ مادةِ القانونِ الجنائيِّ في الجامعةِ المِصْرية.
نَشأتْ بينَه وبينَ الزعيمَيْن الوطنيَّيْن، مصطفى كامل ومحمد فريد، صَداقةٌ وطيدةٌ واتفاقٌ في الرُّؤَى السياسيَّة؛ الأمرُ الذي دفَعَه دونَ تردُّدٍ للانضمامِ إلى جانبِهما في الحزبِ الوطني، ومشارَكتِهما في الكفاحِ السياسيِّ ضدَّ الاستعمار، ولمْ يَقتصِرْ كِفاحُه على المُستوى الحَركيِّ المتمثِّلِ في العملِ السياسيِّ والنشاطِ الحِزْبي، ولكنَّه امتدَّ أيضًا للعملِ الصحافيِّ الفكريِّ التنويري، فكانَ يكتبُ في معظمِ الدَّوْرياتِ والمَجلَّاتِ والجرائدِ العربيةِ التي كانت تَصدُرُ في عصْرِه.
كانَ داعيةً للحوارِ الحضاري، والتعاوُنِ بينَ الأممِ في مجالِ العملِ والثقافةِ والعِلْم، وكانَ مِنَ المُنادِينَ بمَجانيَّةِ التعليم، وطالَبَ بإنشاءِ المَتاحفِ الاجتماعية، والنُّصبِ التذكاريَّة، كما وضَعَ أولَ قاموسٍ للُّغاتِ السريَّة، وأشارَ في كثيرٍ من أَعْمالِه الأدبيةِ والعِلْميةِ إلى العيوبِ الكامنةِ في البنيةِ القانونيةِ للمُجتمعِ المِصْري، وأرَّخَ للفلسفةِ الإسلاميةِ والتصوُّفِ ورِجالِه. ألَّفَ الكثيرَ مِنَ الكُتبِ في العديدِ مِنَ الحقولِ المَعْرفية؛ كالأدبِ والفلسفةِ والتاريخ، بالإضافةِ إلى ترجمتِه العديدَ مِنَ الكُتبِ الشهيرةِ في الحضارةِ الغربيَّة، ككتابِ «الأمير» لميكيافيلي، و«الواجب» لجون سيمون، و«مائدة أفلاطون» وغيرِها مِنَ الكُتبِ الأخرى.
أصيبَ بجلطةٍ دماغيةٍ مرِضَ على إِثْرِها مَرضًا طويلًا، ثُم فارَقَ الحياةَ متأثِّرًا بمُضاعَفاتِها.
الكتب الأكثر قراءة
الكتب الأكثر قراءة