إياك والخلط بين الحركة والفعل. #إرنست همنغواي
تحميل كتاب أحلام يقظة جوال مُنفرد pdf الكاتب جان جاك روسو
منذ أكثر من مائة عاماً كتب جان جاك روسو الجولة العاشرة من "احلام يقظة جوال منفرد" ولم يقدر له أن يكملها. كان ذلك فى الثانى عشر من إبريل من عام 1778. فى يوم "عيد الفصح المزهر"... أى قبل وفاته بما يقل عن ثلاثة شهور إذ أنه قضى فى الثانى من شهر يوليو من العام نفسه.
هذه الجولات إذن هى مؤلفه الأخير و آخر ماسجل من خواطر وخلجات سجلها إبتداء من ربيع عام 1776, كتب الأربعة الأولى منها فى عامى 1776 و 1777 و كتب الأربعة التالية فى عام 1777, وكتب الجولتين الأخيرتين فيما بين يناير 1778 حتى الثانى عشر من إبريل من العام نفسه, وترجمة هذه الجولات والتعليق عليها من ناحية الظروف التى أحاطت بكتابتها ومن ناحية موضوعها ومغزاها ومن ناحية أهميتها كعمل أدبى هو ما أعرض له فى هذا البحث.
لما كانت "أحلام يقظة جوال منفرد" أخر ما كتب روسو فى حياته تتصل إتصالاً وثيقاً بهذه الحياة وتبين عن نواحى نفسية الكاتب الكبير بما فيها من قوة و ضعف, من بساطة و تناقض, وهى خلاصة خمسة و ستين عاماً قضاها بين مد وجزر يتأرجح بين السعادة و الشقاء, يتذوق حلاوة الإسقرار حيناً و يتشرد ضارباً فى الأرض أحياناً كثيرة, تسلط عليه أضواء الشهرة و المجد مرة وسياط الإضطهاد و الإذلال مرات, فقد وجدت لزاماً على, إذ أقدم للقارئ العربى هذا المؤلف مترجماً إلى اللغة العربية, أن نستعرض معه مراحل صاحبها المختلفة بحلوها و مرها, بما تخللها من أحداث شكلت ذاته وتركت إنطباعاتها غائرة فى نفسه عميقة الاثر وبما أنتج خلالها من كتابات هى وليدة تلك الإنطباعات وتلك النفس.
هذا الكتاب من تأليف جان جاك روسو و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها
وُلد روسو في مدينة جنيف بسويسرا في 28 يونيو 1712. وكانت أسرته من أصل بروتستانتي فرنسي، توفيت أمه عقب ولادته مباشرة، تاركة الطفل لينشأ في كنف والده، الذي عُرف بميله إلى الخصام والمشاجرة.
وفي عام 1728م، هرب روسو من جنيف، وبدأ حياة من الضياع، ومن التجربة والفشل في أعمال كثيرة. كانت الموسيقى تستهويه دوماً، وظل لسنوات مترددًا بين احتراف الكتابة أو الموسيقى.
وفي عام 1741م أو 1742م، كان روسو في باريس يجري وراء الشهرة والثروة، واتَّصل فيها بـالفلاسفة وهي جماعة من مشاهير كتاب وفلاسفة العصر. وحصل على التشجيع المادي من مشاهير الرأسماليين. ومن خلال رعايتهم، خدم روسو أمينًا للسفير الفرنسي في البندقية خلال عامي 1743، 1744م.
قام روسو بانتقاد المجتمع في رسائل عديدة. ففي رسالته تحت عنوان: "بحث في منشأ وأسس عدم المساواة" (1755م)، هاجم المجتمع والملكية الخاصة باعتبارهما من أسباب الظلم وعدم المساواة. وكتابه "هلويز الجديد" (1761م) مزيج من الرواية الرومانسية والعمل الذي ينتقد بشدة زيف المبادئ الأخلاقية التي رآها روسو في مجتمعه. وفي كتابه "العقد الاجتماعي" (1762م)، وهو علامة بارزة في تاريخ العلوم السياسية، قام روسو بطرح آرائه فيما يتعلق بالحكم وحقوق المواطنين. وفي روايته الطويلة "إميل" (1762م) أعلن روسو أن الأطفال، ينبغي تعليمهم بأناة وتفاهم. وأوصى روسو بأن يتجاوب المعلم مع اهتمامات الطفل. وحذر من العقاب الصارم ومن الدروس المملة، على أنه أحس أيضًا بوجوب الإمساك بزمام الأمور لأفكار وسلوك الأطفال.
كان روسو يعتقد أن الناس ليسوا مخلوقات اجتماعية بطبيعتهم، معلنًا أن من يعيشون منهم على الفطرة معزولين عن المجتمع، يكونون رقيقي القلب، خالين من أية بواعث أو قوى تدفعهم إلى إيذاء بعضهم بعضًا. ولكنهم ما إن يعيشوا معًا في مجتمع واحد حتى يصيروا أشرارًا. فالمجتمع يُفسد الأفراد من خلال إبراز ما لديهم من ميل إلى العدوان والأنانية.
لم يكن روسو ينصح الناس بالعودة إلى حالة من الفطرة. بل كان يعتقد أن الناس بوسعهم أن يكونوا أقرب ما يكونون إلى مزايا هذه الحالة، إذا عاشوا في مجتمع زراعي بسيط، حيث يمكن أن تكون الرغبات محدودة، والدوافع الجنسية والأنانية محكومة، والطاقات كلها موجهة نحو الانهماك في الحياة الجماعية. وفي كتاباته السياسية، رسم روسو الخطوط العريضة للنظم التي كان يعتقد، أنها لازمة لإقامة ديمقراطية يشارك فيها كافة المواطنين. يعتقد روسو أن القوانين يتعيّن عليها أن تعبر عن الإرادة العامة للشعب. وأي نوع من الحكم يمكن أن يكتسب الصفة الشرعية مادام النظام الاجتماعي القائم إجماعيًا. واستنادًا إلى ما يراه روسو، فإن أشكال كافة الحكم تتجه في آخر الأمر إلى الضعف والذبول. ولا يمكن كبح التدهور إلا من خلال الإمساك بزمام المعايير الأخلاقية، ومن خلال إسقاط جماعات المصالح الخاصة. وقد تأثر روبسْبيير وغيره من زعماء الثورة الفرنسية بأفكار روسو بشأن الدولة، كما أن هذه الأفكار كانت مبعث إلهام لكثير من الاشتراكيين وبعض الشيوعيين.
تتسم آخر أعمال روسو بالإحساس بالذنب وبلغة العواطف. وهي تعكس محاولته للتغلب على إحساس عميق بالنقص، ولاكتشاف هويته في عالم كان يبدو رافضًا له. حاول روسو في ثلاث محاورات صدرت أيضًا تحت عنوان قاضي جان جاك روسو كُتبت في المدة بين عامي 1772 - 1776م، ونُشرت عام 1782م، حاول الرد على اتهامات نقاده، ومن يعتقد أنهم كانوا يضطهدونه. أما عملُه الأخير، الذي اتسم بالجمال والهدوء، فكان بعنوان أحلام اليقظة للمتجول الوحيد (كُتبت بين عامي 1776 و1778م، ونُشرت عام 1782م). كذلك، كتب روسو شعرًا ومسرحيات نظمًا ونثرًا. كما أن له أعمالاً موسيقية من بينها مقالات كثيرة في الموسيقى والمسرحية الغنائية (أوبرا) ذات شأن تسمى عرّاف القرية، ومعجم الموسيقى (1767م)، ومجموعة من الأغنيات الشعبية بعنوان العزاء لتعاسات حياتي (1781م). وفضلاً عن ذلك، كتب روسو في علم النبات، وهو علم ظل لسنوات كثيرة تتوق نفسه إليه.
توفي روسو في الثاني من يوليو 1778
(1712- 1778): من أعظم كتّاب اللغة الفرنسية ومن أعلام الفلسفة السياسية الحقوقية، ساعدت فلسفته في تشكيل الأحداث، التي أدّت إلى قيام الثورة الفرنسية. من مؤلفاته: خطاب في أصل التفاوت وفي أسسه بين البشر (1755) صادر عن المنظمة العربية للترجمة (2009)، الاعترافات (1782).
الكتب الأكثر قراءة
الكتب الأكثر قراءة