تحميل كتاب لا وقت لهديل الحمام PDF

إياك والخلط بين الحركة والفعل. #إرنست همنغواي

كتاب لا وقت لهديل الحمام PDF

تحميل كتاب لا وقت لهديل الحمام PDF

تحميل كتاب لا وقت لهديل الحمام pdf الكاتب جودت جالي

لا وقت لهديل الحمام.. بطولة التمسك بالمبادئ في ظل سلطة باطشة

الثلاثاء 31 كانون أول/ديسمبر 2019

موقع كتابات

قراءة- سماح عادل

رواية “لا وقت لهديل الحمام” للكاتب العراقي “جودت جالي”، إصدار دار ضفاف 2019، تحكي عن الهجمة التي تعرض لها الحزب الشيوعي العراقي في 1979، حيث انقلب عليه حزب البعث بعد توافق وانضمام الحزب الشيوعي إلى جبهة مع الحزب الحاكم، وتتناول الرواية هذه الهجمة من خلال أحد الشيوعيين المتمسكين بمبادئهم.

الشخصيات..

ساري: البطل، ينتمي إلى الحزب الشيوعي، يعمل في السكة الحديد، له زوجة وطفلة، وكان يسعى لعمل مقاومة لكن الحزب رفض اقتراحه، كان ساري غير راض عن التوافق بين الحزب الشيوعي وحزب البعث وانضمام الأول الى جبهة معه. أمينة: زوجة البطل، سيدة متفتحة العقل، وجدت نفسها في خطر بسبب التهديد بالقبض على زوجها واختفائه. والشخصيات الأخرى تظهر من خلال تقاطعها مع البطل. الراوي: الراوي عليم يحكي بالأساس عن “ساري” على مدار أيام قليلة، ويحكي مشاعره وأفكاره وانفعالاته إزاء الشعور بالتهديد، وتدمير حياته الأسرية والمهنية.

السرد..

بطولة التمسك بالمبادئ في ظل سلطة باطشة..

الرواية قصيرة تقع في 110 صفحة من القطع المتوسط، والسرد يدور في أيام قليلة تحكي فيها الرواية عن “ساري” الشيوعي الذي وجد نفسه مطاردا، بعد أن قرر حزب البعث الهجوم على الشيوعيين والقضاء عليهم، وقام بعدة إجراءات لمطاردة أعضاء من الحزب الشيوعي، ومحاولة الجميع الهرب من قبضة الأمن، إما بالتخفي في أماكن سرية أو بالهجرة خارج العراق، لكن “ساري” لا ينصاع لنصائح الجميع، والده، وزوجته، وأصدقائه بأن يظل في بغداد في بيت أبيه بعيدا عن قبضة الأمن، ويقرر أن يذهب إلى منزله، الذي كان يسكنه بموجب عمله في هيئة السكة الحديد، ليجمع أثاثه وأشياء تخصه هو وزوجته، ويطمئن على رفاقه رغم إلحاح زوجته بألا يفعل وأن يظل في بغداد حتى تتضح الأمور.

كان يخجل من الهرب كلص ويتعامل بجرأة رغم الظروف الصعبة، فذهب إلى بيته وجمع بعض الأثاث، واستطاع أن يفلت لكنه رغم ذلك لم يقاوم حنينه وذهب إلى مقر الحزب، وحين رأى خيالا من خلال شباك لرجل في المقر دخله، فوجد “ناجي” هناك وهو أحد الرفاق الذي يتواجد بشكل دائم في الحزب، ورغم أن “ناجي” كان قد توارى حتى لا يأتي “ساري” ويدخل المقر، لكن “ساري” أصر ودخل، وعرف أن “ناجي” قد خاف على حياته وعلى أهله وأبدى تعاونا مع الأمن بأن يكون طعما، ويظل في المقر لكي يتم اصطياد أعضاء آخرين من خلاله، وقد حذره “ناجي” ونصحه بالهروب السريع، لكن “ساري” فقد احترامه ﻠــ”ناجي” وعامله باستهانة ونزل من المقر ولم يعرف مصيره بعد ذلك.

النهاية حزينة وهي اختفاء “ساري” ومقتل رفيق آخر داخل المعتقل اسمه “عبد العزيز”، ومقتل آخرين واستسلام البعض خوفا من بطش السلطة.

الرواية تصور “ساري” ذلك المناضل صاحب المبادئ الذي يخجل من خيانة مبادئه، أو الظهور بمظهر الخائف والمذعور من السلطة، والذي فكر في مقاومة مسلحة اتقاء لغدر السلطة الذي حدث من قبل أكثر من مرة. رجل وفي لأفكاره ومبادئه يسعى إلى جذب مزيد من الناس على أرضية هذه الأفكار، ويكره التخاذل والخيانة والتلاعب، كما يكره سعى البعض إلى تغليب مصالحهم الفردية على المصلحة العامة للكادحين.

كما أشارت إلى تلك الأفكار المعادية للشيوعيين المنتشرة في أي مجتمع عموما، وفي المجتمع العراقي حين حاول “ساري” استقطاب أحد العمال المصريين الذين يعمل معهم، وحين حكى هذا العامل لصديقه الأمر أخبره صديقه أن الشيوعيين يعيشون حياتهم بحرية، ويهدون زوجاتهم للجميع، وهذه الأفكار المعادية للشيوعيين كانت ومازالت تنتشر في المجتمعات كدعاية مضادة، ووسيلة لمحاربة الشيوعية وأفكارها السامية، وسعيها لإيجاد مجتمع عادل يقوم على المساواة بين الجميع

كما تطرقت الرواية إلى أحد الشخصيات ويدعى “يونس” الذي سعى للارتباط بفتاة لعوب، ظنا منه أنه سيغير شخصيتها، لكن كان رأي والد “ساري”، وهو أيضا من المنتمين حزبيا سابقا، ولكن في الحزب الديمقراطي، وكان رأيه أن حالة المجتمع الذي تحكم السلطة قبضتها عليه لن تسمح لأحد بتغيير سلبياته أو تطوير شخصيته، وأن هذا الزواج سينتهي بالفشل.

الرواية على قصرها تتناول موضوع شائك ومهم، وهو الصراع النفسي الذي يدور داخل الأفراد المبدئيين، الذين يسعون إلى تغيير المجتمع إلى الأفضل، وسلوكهم الصارم والحاد والقاطع إزاء بطش السلطة التي تجبر كثير من الناس على الاستسلام لها، أو الهرب، وتختبر بقوتها هذه قوة البشر حتى أنها تجعلهم يتخلون عن مبادئهم ويبيعونها أو يقايضون عليها، في مقابل الشعور بالأمان والتخلص من مصير أسود، إما بالقتل داخل المعتقلات من التعذيب، والتشتت والضياع والفقر والتشرد، أو بالاضطرار إلى الهروب إلى بلد آخر والبدء من جديد في حياة صعبة.

حيث أنه كلما زاد بطش السلطة زاد الفرز،  وأصبح من يتمسك بمبادئه، رغم العواقب الوخيمة، بطلا نادر الوجود يعاني من صعوبات شديدة للاحتفاظ بمواقفه النبيلة وكرامته، وقد أصر “ساري” على أن يكون بطلا، وتحمل ما يمكن أن يحدث له، لا نعرف ما حدث له لكن يمكن استنتاجه حيث أنه قتل في المعتقل أو أعدم ودفن في أية مقبرة.

الكاتب..

“جودت جالي” كاتب وقاص ومترجم عراقي، يكتب منذ السبعينيات، من مواليد 1951 في بغداد بقرية الرستمية، مارس التمثيل في فرقة مركز شباب الزعفرانية وفازت الفرقة بالجائزة الثانية في المهرجان القطري لمراكز الشباب عن مسرحية له. كتب الشعر مبكرا وحصل على جائزة في مهرجان لثانويات الكرادة الشرقية وعلى الجائزة التقديرية عن قصيدة له في مسابقة لإذاعة صوت الجماهير. فازت قصته (ثرثرة قصيرة في ليل طويل) في مسابقة إذاعة لندن لشهر نيسان 2007 وأذيعت مع تعليق من الكاتب الفلسطيني حسن حميد الذي أشاد بها. وصلت قصته (ممشى الكالبتوس) الى القائمة القصيرة وفازت بالتقديرية في مسابقة سافرة جميل حافظ 2017 ونشرت في كتاب مشترك. لقيت قصصه صدى طيبا لدى القراء والنقاد ومن الذين كتبوا عنها من النقاد الأستاذ جاسم عاصي وحللتها الدكتورة هناء غني على ضوء علم النفس. القاص جودت جالي عضو في اتحاد الأدباء والكتاب في العراق.

صدر له عن دار الشؤون الثقافية كتابان ترجمةً وتحريراً عن الفرنسية.. (نصوص عن بول ريكور) 2012 و (في المنهج الأخلاقي للعمل السينمائي) 2016 . صدر له من مؤلفاته عن دار ضفاف مجموعة قصص (فك الحزن) 2017 و مقالات في السينما (جهات السينما الأربع) 2017، و(الهجاء في الشعر العراقي ومقالات أخرى في الثقافة والأدب) 2017، ومجموعة (ما رواه العجوز حكمان عن الفتى الجميل جوهر) 2018 ومجموعة قصص أجنبية من ترجمته(التودد إلى الزوجة) 2018، ومختارات اجنبية أيضا (حرب المهرجين) 2019 عن دار المأمون، هو يعكف على إعداد كتب أخرى للطبع.

هذا الكتاب من تأليف جودت جالي و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها

عن الكاتب والمترجم جودت جالي، 

 الفيسبوك: جودت جالي، 

الإيميل: jali_jawdat@yahoo.com, 

جودت جالي من مواليد 1951 في بغداد بقرية الرستمية. تخرج في معهد السكك وعمل في محافظات عديدة وأحيل على التقاعد بدرجة مدير فني.

مارس الرسم في بداياته ورُشح وهو في الثامنة عشرة للعمل في مجلة (مجلتي) رساما ولكن البيروقراطية الإدارية حرمته من التعيين. شارك في نشاطات الفرقة المسرحية لمركز شباب الزعفرانية وفازت الفرقة بالجائزة الثانية في المهرجان القطري لمراكز الشباب عن مسرحية كتبها خصيصا للإشتراك في المهرجان. كتب الشعر مبكرا وحصل على الجائزة التقديرية عن قصيدة له في مسابقة لإذاعة صوت الجماهير. حصل على عدة جوائز في الشعر في المهرجانات الثقافية لثانويات الكرادة الشرقية. نشر في السبعينيات أول نتاجاته الشعرية في جريدة الثورة كما نشر في الراصد وطريق الشعب شعرا ومقالات في صفحة أصوات شابة وقصة للأطفال، وفي جريدة الفكر الجديد (مقالا عن الرواية الإنكليزية الكلاسيكية توم جونز للكاتب فيلدنغ بوصفها رواية تأريخية) وفي الثقافة الجديدة (ترجمة لقصة سوفيتية عن اللغة الإنكليزية من مجلة الأدب السوفييتي عنوانها الوادي الملعون).

كان مقلا في الكتابة وميالا الى الإطلاع وتنمية قدراته اللغوية فرغب بعد إتقان اللغة الإنكليزية بتعلم اللغة الألمانية بمجهوده الشخصي وترجم عنها لجريدة الثورة وفيما بعد لجريدة القادسية عددا من القصص، ولكن اللغة الفرنسية إستحوذت على إهتمامه أكثر فأهمل الألمانية وشرع بتعلم اللغة الفرنسية بنفس الطريقة، وداوم على تقوية معرفته باللغتين الإنكليزية والفرنسية، قراءة، خلال خدمة الإحتياط العسكرية في الثمانينيات، التي قضى معظمها في الجبهة أو خلفياتها خلال الحرب العراقية الإيرانية 1980-1988، وكانت القراءة وتعلم اللغات في ظل هذه الظروف ممارسة للحياة وتحديا للموت المتربص الذي يمكن أن ينهي حياته في أية لحظة، ومنذئذ ترجم عنهما لصحف الثورة والقادسية والتآخي ومجلة الثقافة الأجنبية. الى جانب ذلك بدأ يكتب القصص وينشرها في الصحف العراقية، وفي التسعينيات أخذ يقلل من نشاطه الثقافي حتى إنعدم أو كاد.

عاد الى نشاطه بعد 2003، ترجمةً وتأليفا، في الصحف والمجلات موليا إهتماما خاصا الى الثقافة الشعبية والتراث وكتب وترجم عددا من المقالات لمجلة التراث الشعبي وصفحات الذاكرة والتراث في عدد من الصحف العراقية وأعد لسنوات متابعات ثقافية لمجلة الثقافة الجديدة. صدر له، بعد إلحاح أصدقائه عليه أن يجمع نتاجاته في كتب، عن دار الشؤون الثقافية كتابان ترجمةً وتحريراً عن الفرنسية.. (نصوص عن بول ريكور) 2012 و(في المنهج الأخلاقي للعمل السينمائي) 2016 . وصدر له من مؤلفاته عن دار ضفاف مجموعة قصص (فك الحزن) 2017 و(جهات السينما الأربع) 2017 تضمن مقالات في السينما، و(الهجاء في الشعر العراقي ومقالات أخرى في الثقافة والأدب) 2017، ومجموعته القصصية (ما رواه العجوز حكمان عن الفتى الجميل جوهر) 2018، ومجموعة (التودد الى الزوجة) 2018 التي تضم قصصا لكُتّاب أجانب اختارها مما ترجمه طوال ثلاثين عاما، وكتاب مشترك (مسابقة القاصة سافرة جميل حافظ للقصة القصيرة، الدورة الأولى 2017) 2018 وقد ضم الكتاب قصته (ممشى اليوكالبتوس)، وهو يعكف على إعداد كتب أخرى للطبع. نُشرت له مقالات كتبها باللغة الفرنسية عن كتاب عراقيين وقصيدة رثاء للفنان مؤيد نعمة في مجلة (بغداد) التي تصدر بالفرنسية عن دار المأمون، كما نُشرت له قصة (الضباع) كتبها باللغة الإنكليزية في مجلة كلكامش التي تصدر عن الدار نفسها وهذه القصة تركيبة من قصتين، من قصة (الضبع) التي كتبها بالعربية وجرت أثناء ترجمتها الى اللغة الإنكليزية إضافة خط آخر في السرد يشكل ثيمة موازية للثيمة الأصلية. حاز على شهادة تقديرية من إتحاد الأدباء والكتاب في العراق، وهو عضو فيه منذ سنة 2007.

**

من المواد التي نشرها في مجلة التراث الشعبي التي سمته علما من أعلام التراث الشعبي في مجال الترجمة في العدد الخاص الذي صدر بمناسبة الذكرى الخمسين لصدور المجلة عن وزارة الثقافة:

1)ثقافة اﻟﭼﻭﻟﺔ والفن القصصي سنة 2009

2)الحكمة الحيوانية من خلال الامثال الأفريقية، سنة 2008.

3)الصياد المندي: دوره ومنزلته في الحياة الشعبية الأفريقية وثقافتها، سنة 2010.

4)كتيب الأمثال النيجيرية سنة 2018.

***
كتبت عن مؤلفاته مقالات:

1)د. هناء خليف غني : جماليات الحزن وفضائله في مجموعة (فك الحزن) للقاص جودت جالي

مقال جماليات الحزن و فضائله في مجموعة (فك الحزن) للقاص جودت جالي، الدكتورة هناء خليف غني، والمقال نفسه يوجد على موقع الجامعة المستنصرية قسم الترجمة.

أثر الأجهزة الأمنية في (ما رواه العجوز حكمان عن الفتى الجميل جوهر) للقاص العراقي جودت جالي
قراءة التوسيرية
د. هناء خليف غني

2) القسم الثقافي Archive - كتاباتمجموعة التودد إلى الزوجة ترصد الحب ورتابة الزواج وتأثيرات الحرب على البعض، بقلم سماح عادل. موقع كتابات.

3) القسم الثقافي Archive - كتاباتموقع كتابات.. جودت جالي: أعبر عن الحزن كعزاء و مرحلة يجب تجاوزها. لقاء أجرته معه سماح عادل

4)سرديات الحزن وتفكيكها، جاسم عاصي. مجلة الثقافة الجديدة العدد 398-399 تموز 2018، وأيضا في طريق الشعب.

5) غازي سلمان : للحياة بقية من “بلابل برية” *للحياة بقية في بلابل برية، غازي سلمان في موقع الناقد العراقي والمقال نفسه يمكن قراءته في موقع مجلة معارج وفي جريدة طريق الشعب.
6)حسين سرمك حسن : شكرا “جودت جالي” على كتاب : جهات السينما ...
https://www.alnaked-aliraqi.net › نقد › سينم
* يمكن قراءة نماذج من قصص جودت جالي على الانترنيت وموقع الانطولوجيا وهذه مقتطفات مما قالوا في قصصه وترجماته

- الأستاذ القاص محمد خضير- فيسبوك

جودت جالي مترجم موثوق وقد تعرفنا من خلال ترجماته على أدباء لم نكن نعرفهم، وأنا شخصيا اعتمدت على ترجماته في بعض مقالاتي.
***************
الأستاذ حسين سرمك حسن: (بخصوص كتاب جهات السينما الاربع(
وتهمني هنا الإشارة إلى جرأة جودت جالي في تشخيص مواطن الخلل في الواقع السينمائي العربي والعالمي عبر الأفلام التي تناولها . فحين تناول – على سبيل المثال- فيلم “عمارة يعقوبيان” المُعد عن رواية بنفس الإسم حصلت على أكثر مما تستحق من التضخيم والاحتفاء تحدّث بصورة صريحة عن الإفساد السينمائي النفطي إذا جاز الوصف الذي تقوم به رؤوس الأموال الخليجية التي أوصلت الواقع السينمائي المصري الذي كان باهرا إلى الحضيض. وهذه الحالة هي امتداد لما سمّاه الراحل الكبير “عبد الرحمن منيف” “الإفساد الثقافي النفطي” الذي خرّب الواقع الثقافي العربي بشكل عام وعلى كل المستويات الصحفية والأدبية والفنية وحتى السلوكية. يقول جودت بحق :
(السينما المصرية… من الصعود القومي الطامح لأن يكون عالميا في عهد جمال عبد الناصر الي الإنكماش الفني تحت سيطرة الممولين الخليجيين ونفوذ السلفيين ، من عصر ليلي مراد وفاتن حمامة وتحية كاريوكا وشويكار ونجوي فؤاد الى عصر كتاكيت الإغراء اللواتي تحولن بقدرة قادر الى محجبات بأجر عال يدفعه الممولون المذكورون أعلاه وكلما كان الوجه الذي يحيطه الحجاب أجمل كان الأجر أجزل. من عصر الانفتاح والجدل الحي الي عصر الانغلاق والعدمية الفكرية. من استلهام القيم الزاهرة في الدين والتراث الي قيم المافيات الملتحية والموت المحجب) (ص 14).
**************
- الدكتورة هناء خليف غني:

على الرغم من تمثيل الحزن ومسبباته وتداعياته الثيمة المحورية في مجموعة (فك الحزن)، إلا أنه لا يؤلف سوى جانبٍ واحدٍ من جوانب الحياة الثرية والمتنوعة. الحزن في المجموعة أبعد ما يكون عن الحزن المرضي المعطل للحياة الذي تتحدث عنه بعض من النظريات النفسية، بل أنه يساعد، بطرائق متنوعة كثيرة على المضي في الحياة والاحتفاء بها. والسبب في ذلك يعود إلى إدراك أكثرية الشخصيات أنهم ليسوا وحدهم في هذه الحياة، وأن هناك أشخاصاً ينتظرونهم ويعتمدون عليهم، وان تشبثهم بها هو نوع من التواصل مع من غاب عنهم والوفاء لهم: إنهم، بطريقة ما، يكملون مسيرتهم. ثمة عوامل ساعدت في ايصال هذه الرسالة إلى القارئ بنجاح منها، في سبيل المثال لا الحصر، تماسك البناء السردي الذي جاء بلا حشو في الاحداث ولا في توصيف الشخصيات، وتركيز القاص على الهامشي واليومي والمألوف الذي لا يلفت الانتباه في المعتاد، وتناوله غير المباشر لمسببات القهر والاستلاب والتغريب الذي تشعر به بعض من الشخصيات التي ظهرت منفعلة ومستقبلة لما يدور حولها من الأحداث الكبيرة المفجعة أكثر منها فاعلة ومؤثرة. إنها شخصيات تتصف بفرط الحساسية والقلق حيال هموم الحياة وهواجسها، انها تريد أن تعيش بسلام فحسب ولو على هامش الحياة، لا شأن لها بالاحتراب السياسي ولا بالاقتتال الطائفي. لكن الحياة والقدر والوضع السياسي ينكر عليها ذلك ويرغمها على قبول املاءاته المحزنة. وختاماً، ان قراءة قصص مجموعة (فك الحزن) في ضوء المنظور النفسي إنما هي قراءة واحدة فحسب، وثمة أكثر من مستوى ومقاربة يمكن على وفقها فهم القصص والتعامل معها.
****************
- الأستاذ الناقد جاسم عاصي:

القاص ( جودت جالي) معني بظاهرة الحزن ، الذي يبدو على غير صورته المبتلاة بجلد الذات وعقابها وإقامة طقوس التعزية إثرها . إنه كشف خلل الظاهرة من بين الظواهر الاجتماعية بشكل غير مباشر. إذ يطرح ظاهرة يمارسها الفرد أو تقع مؤثراتها على حياته ، ما يُسبب له ارباكاً واضطراباً ، بطرح مجموع صوّر للظاهرة التي تتخذ من صفة الحزن كرديف للفرح والمسرّة فقط دون أن يراكم ما يرافق الظاهرة من تأثيرات . بمعنى لا يستنفد طبيعة ما يراه ويفحصه وهو يراقب ما اختزنته ذاكرته ، بقدر ما يُعيد النسغ لمثل هذه الحياة البائسة ، كي يضعها موّضع الامتحان الاجتماعي .
وهو شديد الحساسية التي تتجسد بملفوظات تراجيدية إزاء مشاهداته ، مستنداً إلى رؤية قارّة تعبر عن موّقفه الخاص والعام .القاص معني بكثافة الظاهرة ومردوداتها النفسية ، وليس لصوت يعلو على فضاء الظواهر ، فقد بدا في نصوصه جزءا من الظواهر العامة ، غير أنها وكما أكد خلال السرد؛ أنها ظاهرة مهمة ومؤثرة، لأنها بمجرياتها تُعطل فرح الإنسان واستقرار وجوده.
****************
- الشاعر مبين خشاني: فيسبوك 3 فبراير‏ 2019

من ميزات قص جودت جالي هو اللغة الشعرية المنسابة بهدوء وجمله المقتضبة التي تصل بالمعنى المطلوب باقل جهد يبذله القارئ، فالاختزال لا يقتصر عنده على الجمل القصيرة فقط يتعدى ذلك الى اختزال المشهد ليجنب القارئ عناء تشذيب الزوائد، فتصله الصورة كاملة من دون اغراق غير مبرر في تفاصيل غير مهمة، هذا الامر ناتج عن انه يعرف اي قارئ يستهدف.
شخصياته قادمة من هامش الهامش، حقيقة، ان شخصياته لم تصادفني من قبل في قصص قرأتها لكن بالتأكيد اراها يوميا من حولي، شخصيات لفرط عاديتها تجعلك تتسائل ما الذي فعلته كي تجذب انتباه الكاتب؟ مثل الارمل وابنه التنبل في قصة( ثرثرة قصيرة) كلاهما شخصيتان عاديتان لدرجة من الصعب معها استخراج دراما قابلة للكتابة لكن هنا يتضح جهد الكاتب وانشغاله بالآخر المهمش المنسي ومحاولته الدائمة لتسليط التركيز عليه والاستماع له، كأنه يقول بلسان حاله "انا هنا"، هذا الامر ينسحب الى قصص اخرى مثل "قطرات الغبش" و"ضمور" و"الضبع". هذا الانتباه الذي يتميز به جودت يعزى لاستيعابه هم المكان والزمان، فهو يكتب عن مكانه الذي يعرفه وينتمي اليه ويكشف خباياه للعامة قائلا هذا السر العلني كلكم تعرفوه وتسكتون عنه، فالحقيقة عنده دائما محرجة، وهو الحرج نفسه الذي سببه عبود للمدينة. وهذا الشيء يمنحه الامتياز المحلي، لأنه قد يخادعك عند بداية الحكي لكنه حتما سيصدمك في مكان ما من القصة، فتعرف انه يفكر بعالمية ويتصرف بمحلية، مستفيدا من لغته الثانية التي يقرأ بها قصص العالم ويتابع القصة القصيرة بحرص.
أما هم الزمان فيتضح لنا من خلال قصة"حلم عشوائي" التي تبدو وكأنها تدور في زمن ديستوبي قلق وغير مريح، في هذه القصة سمح جودت لشخصياته بان تتحدث بحرية اكبر وهذا الحوار هو ميزة هذه القصة كونه حوارا مضحكا مبكيا، كوميديا سوداء تؤكد ان النكتة هي مأساة تكررت فألفناها.
درجة الصعوبة التي كتب بها قصة "فك الحزن" تتمثل بأنه لم يسلك الطريق السهل المعتاد نحو دغدغة العاطفة بل جعل الكارثة حدث ثانوي وسلط تركيزه على ان ثوب الامل يحتاج حركة واحدة فقط لارتدائه وهو يتكفل بالبقية.
***************
- الناقد غازي سلمان

إن تلك اللحظات القصار المثقلة بطاقات حياتية معقدة ، هي فضاء القصة القصيرة الذي يُشغَف الكاتبُ بالتعبير عنها ورصد تحولاتها وفق حبكة تتجلى الأحداث فيها وعبر لغة تنطوي على أفكار الكاتب أو مضمون كتابته، لغة تتماهى مع معالم شخصيات القصة من حيث المستوى الفكري والثقافي والانتماء الطبقي أيضا، وكذلك مع الأمكنة وتفصيلات مجوداتها في زمن بعينه يفرض على كل عناصر القص الأخرى سطوته في التغيير، فيما يمنح امتلاك الكاتب لناصية لغته النصَّ قيمته الإبداعية من خلال العلاقة المتخلقة بين تلك اللغة نفسها والتجربة الشعورية ، ولهذا لابد وان يمتاز كاتب القصة القصيرة بالفطنة في دقة الرصد وبمخيلة نشطة قادرة على الابتكار ، تمكنانه من إعادة صياغة الأحداث الواقعية في واقع إبداعي مواز .
***************
الأديب أمل الكردفاني في تعليق على قصة (القبر الجماعي( في موقع الانطولوجيا
الاستاذ جودت
انت قاص محترف.. وهذه الرواية القصيرة تجاوزت حد الاعجاز حتى لتتقلص أمام سطورها أقاصيص كونديرا وتشيخوف...
القص المدهش.. اللغة المحترفة.. الحبكة.. التفكيك السيكولوجي ... حرب الحب الباردة... التاريخ والحاضر .. ولحظة تكشف جثة ابنة العم .. ووصف وجهها قبل الموت.. تدور القصة لتكشف لنا أن البطل هو من اطلق النار عليها... ليس لقتلها ولكن لقتل أمل مهزوم في معركة خسرها القلب مسبقا.. مسعود الصديق العدو ... الذي ظل وسما للهزيمة يرفض الموت حتى لا يقضي على الذاكرة المسمومة.
قصة رائعة من كاتب عملاق...
امتعتني جدا وسهرت حتى الآن في اجتراع جملها واستعاراتها بشراهة الجوعى لابداع مضى وقت طويل لم تنصب له مائدة حقيقية كما حدث اليوم.
*********************
القاص صبري الحيدري:
بغداد...مدوّنات زمن آفل. ملحق تاتو جريدة المدى السبت 16-02-2013.
(جودت جالي) الشاعر والقاص والمترجم حاليا ،الذي تعلمت منه قراءة الكتب ، لم يعلمني أي معلم قبله هو كان معلمي الاول في المدرسة الابتدائية ثم المتوسطة ، تخاصمنا كثيرا وتصالحا كثيرا، لم تكن تروق لي جديته في التعامل مع الحياة! لا يجيد فن المزاح والنكتة ، حديثه حديث كبار تقدموا في التجربة والسن ، جودت ذلك الصبي الذي تعود على المرارة وشظف العيش والحاجة القاسية ، في ذلك الزمن الستيني قدم لي رواية (الطريق) لنجيب محفوظ والتي لم اسعد بقراءتها لكونها سرقت مني ، ثم قدم لي رواية (شباب امرأة) لأمين يوسف غراب وكم كانت جميلة ، كنت مع جودت نتبادل ايضا مجلات سوبرمان والرجل الوطواط وبساط الريح ، كانت امي تقدم لنا طعام العشاء (لبلبي) وكم كان جودت يحب هذا الطعام.....