إياك والخلط بين الحركة والفعل. #إرنست همنغواي
تحميل كتاب عالم العناكب - البرج pdf الكاتب كولن ولسون
"شعر نيال، حين استيقظ من إغمائه، بالكرب وبألم في حلقه، كأنه قد ابتلع سيفاً محمى، بينما أخذت عيناه تؤلمانه بشدة... رفع يديه إلى عنقه، فالتقت أصابعه بشيء صلب. كانت رقبته ملفوفة بمادة، بدت مثل صلصال جاف مثبته بأربطة. أدرك فجأة أنه عارٍ، وأن مرآة التأمل لم تعد حول رقبته، جلس مذعوراً، ثم رأى ملابسه فوق مقعد بجانب الفراش، ومرآة التأمل موضوعة فوقها، وبجانبها القضيب المتداخل، فتنهد بارتياح...
حاول نيال أن يلقي نظرة على رقبته، لكنه وجد أن ذلك مستحيل، التقط دوجنز مرآة يد، من فوق الطاولة للزينة، وأعطاه إياها. صدم عندما رأى انعكاس وجهه الملطخ فوق الصلب المصقول. كانت عيناه محتقنتين، وتكسو علامات حمراء بنفسجية، بدت كالرضوض وجنتيه، وأحيطت رقبته بعلامات أصابع صفراء وبنفسجية، حاول أن يذكر ما حدث له، فتراءت أمامه تفاصيل المحاكمة التي حضرها، والتي حاول خلالها سيد العناكب خنقه، وذلك لأنه أحس بأن سلطته عليه قد بدأت تفلت من يديه وسيصبح إنساناً حراً...
والآن وبعد استيقاظه من الصدمة وجد نفسه كما ذكرنا ملقياً على فراش لا يستطيع الحراك والعالم في الخارج ما زال تحت قبضة العناكب، ما سيفعل؟؟
هذا ما سيقرأه القارئ في هذا الكتاب الخيالي، والذي استمد الكاتب كولن ولسن مادته من عالم البشر، حيث يأكل القوي الضعيف، ولكن سيأتي اليوم الذي سيثور الضعيف ويسقط القوي في شر أعماله.
هذا الكتاب من تأليف كولن ولسون و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها
كاتب إنجليزي ولد في ليسستر في إنجلترا.
ولد كولن لعائلة فقيرة من الطبقة العاملة. تأخر في دخول المدرسة، وتركها مبكرا في سن السادسة عشر ليساعد والده، عمل في وظائف مختلفة ساعده بعضها على القراءة في وقت الفراغ، بسبب من قراءاته المتنوعة والكثيرة، نشر مؤلفه الأول (اللامنتمي)1956 وهو في سن الخامسة والعشرين. وتناول فيه عزلة المبدعين(من شعراء وفلاسفة) عن مجتمعهم وعن اقرانهم وتساؤلاتهم الدائمة، وعزا ذلك إلى الرغبة العميقة في ايجاد دين موضوعي وواضح يمكن له ان ينتقل إلى الاخرين، دون أن يقضوا حياتهم في البحث عنه. كان الكتاب ناجحا جدا، وحقق اصداء نقدية قوية، وجعل من الشاب الفقير كولن نجما في دوائر لندن الثقافية، وصارت أخباره الخاصة تتصدر اعمدة النميمة الصحفية، اثر ذلك على كولن كثيرا وصار يتخذ موقفا من الصحفيين والنقاد، الذين سرعان ما بادلوه نفس الموقف، وهاجموا كتابه على أساس انه "مزيف " وملئ بالنفاق. رغم ذلك، لا يزال ينظر للكتاب على انه ساهم بشكل أساسي في نشر الفلسفة الوجودية على نطاق واسع في بريطانيا.
نظر إلى كولن ولسون، على انه ينتمي إلى مجموعة "الشباب الغاضبين"، - وهم مجموعة من الشباب المثقف المتمرد قدموا عدة اعمال مسرحية في الخمسينات- رغم أن قليلا جدا كان يربطه بهم من الناحية الفعلية.
كتابه الثاني (الدين والتمرد) 1957 قوبل بهجوم شديد من النقاد الذين كرروا وصفه بالمزيف والكذاب.كذلك ظل النقاد مع معظم كتبه التالية، لكن الرواج التجاري ظل ملازما لمعظم كتبه التي نالت هجوم النقاد أو لا مبالاتهم. واصل ولسن الإنتاج دون اهتمام لهجوم النقاد، وقد تنوعت موضوعات كتبه بين الفلسفة، وعلم النفس الإجرامي، والرواية. في الفلسفة اكمل سلسلة اللامنتمي :عصر الهزيمة 1959، قوة الحلم 1961، اصول الدافع الجنسي 1963 ما بعد اللامنتمي 1965 في الرواية كتب عدة مؤلفات روائية منها : طقوس في الظلام 1960، ضياع في سوهو 1961، رجل بلا ظل 1963، القفص الزجاجي 1966، طفيليات العقل 1967 يربو عدد مؤلفات كولن ولسن الآن على المائة كتاب.و قد الفت عنه عدة مؤلفات نقدية.
"اللامنتمي هو الإنسان الذي يدرك ماتنهض عليه الحياة الإنسانيه من أساس واهٍ، وهو الذي يشعر بان الاضطراب والفوضويه أكثر عمقاً وتجذراً من النظام الذي يؤمن بهِ قومه.. انه ليس مجنوناً ؟، هو فقط أكثر حساسية من الأشخاص المتفائلين صحيحي العقول.. مشكلته في الأساس هي مشكلة الحرية.. هو يريد أن يكون حراً ويرى أن صحيح العقل ليس حراً، ولا نقصد بالطبع الحرية السياسية، وانما الحرية بمعناها الروحي العميق.. ان جوهر الدين هو الحرية ولهذا : فغلبا ما نجد اللامنتمي يلجأ إلى مثل هذا الحل إذا قـُـيَّض لهُ أن يجد حلاً.. ! " كولن ولسن
إنه لمن الغريب أن كولن ولسن قد حقق شهرة كبيرة في العالم العربي لأنه لا يكاد يكون معروفا في بلدان أوربية عديدة ولم يعترف به ككاتب جاد أبدا. إتجه بعد كتاباته الأدبية إلى الكتابة عن التصوف والسحر وعالم ما بعد الموت. يصنف كولن ولسن في الغرب باعتباره كاتبا دجالا.
الكتب الأكثر قراءة
الكتب الأكثر قراءة