إياك والخلط بين الحركة والفعل. #إرنست همنغواي
تحميل كتاب ضياع في سوهو pdf الكاتب كولن ولسون
يقدم لنا الكاتب الإنكليزي رواية بعنوان "ضياع في سوهو" الذي وضع فيها رأية بكل صراحة عن الناس الذين يمثلون أنهم يعيشون حريتهم، والتي هي زائفة لا يطلق عليها اسم حرية، تحكي هذه الرواية قصة هاري "كولن ويلسن" الذي يتساءل في عالمه الضبابي "من أنا؟"، "وماذا سأفعل؟"، و"لم جئت إلى الحياة؟"، ولم يلتقط عقله أجوبة منطقية والحياة العادية، وساعات العمل اليدوي، ووجوه الرفاق من العمال ترافق عينيه كل يوم، ولا جديد... هل ستمضي الحياة دون أن يتفجّر من داخلها شيء؟ وجه الأم ترتسم عليه علامات حيرة: ماذا عن ولدي؟ إنه يعيش منزوياً في غرفته يقرأ الكتب الفلسفية التي لا تفهمها، ويستمع إلى مقطوعات موسيقية كلاسيكية، ويذهب إلى عمله حيث يحفر الأرض ليزرع فيها أسلاك التليفونات الجديدة في بلدته.
واقتنع هاري "كولن ويلسون" بأن الحياة ستمضي دون جديد، وعليه أن يفتح فجوة حتى ولو كانت صغيرة في جدار سجنه الرتيب ويمرق منها كقطعة صغيرة، باحثاً عن شيء جديد بحياه بعمق وبلون وبحركة؛ وذات يوم قذف نفسه نحو بحيرة التكثف البشري، علّه يغوص هناك وينال شيئاً يحتضنه بإعتزاز قرب قلبه، فقد باتت له حياته الماضية كثيبة حالكة كقبر مهجور لن يدفن فيه أحد، وجلس وحيداً بملابسه العمالية في قطار صباحي كتب على مقدمته اسم لندن، المدينة العملاقة المخيفة التي تفترس ونشوّه وتخلق وتصنع بآن واحد.
وكانت تدور في عقله فكرة صغيرة: "أنا أحيا الحياة بلا ألوان الأيام، يوم واحد لا شيء ينصبّ فيها أو ينبع منها، أن تتحرك ولو حركة بسيطة إلى الخلف، أن تدير رأسك نحو مكان بعيد أو قريب، أن تتأمل شجرة منغرسة في شارع، أن تفكر في إضافة أشياء مبهمة لا تعرفها أنت، لأفضل من أن تظل ساكناً كحجر كبير يرتكز على قاعدته تمثال.
هذا الكتاب من تأليف كولن ولسون و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها
كاتب إنجليزي ولد في ليسستر في إنجلترا.
ولد كولن لعائلة فقيرة من الطبقة العاملة. تأخر في دخول المدرسة، وتركها مبكرا في سن السادسة عشر ليساعد والده، عمل في وظائف مختلفة ساعده بعضها على القراءة في وقت الفراغ، بسبب من قراءاته المتنوعة والكثيرة، نشر مؤلفه الأول (اللامنتمي)1956 وهو في سن الخامسة والعشرين. وتناول فيه عزلة المبدعين(من شعراء وفلاسفة) عن مجتمعهم وعن اقرانهم وتساؤلاتهم الدائمة، وعزا ذلك إلى الرغبة العميقة في ايجاد دين موضوعي وواضح يمكن له ان ينتقل إلى الاخرين، دون أن يقضوا حياتهم في البحث عنه. كان الكتاب ناجحا جدا، وحقق اصداء نقدية قوية، وجعل من الشاب الفقير كولن نجما في دوائر لندن الثقافية، وصارت أخباره الخاصة تتصدر اعمدة النميمة الصحفية، اثر ذلك على كولن كثيرا وصار يتخذ موقفا من الصحفيين والنقاد، الذين سرعان ما بادلوه نفس الموقف، وهاجموا كتابه على أساس انه "مزيف " وملئ بالنفاق. رغم ذلك، لا يزال ينظر للكتاب على انه ساهم بشكل أساسي في نشر الفلسفة الوجودية على نطاق واسع في بريطانيا.
نظر إلى كولن ولسون، على انه ينتمي إلى مجموعة "الشباب الغاضبين"، - وهم مجموعة من الشباب المثقف المتمرد قدموا عدة اعمال مسرحية في الخمسينات- رغم أن قليلا جدا كان يربطه بهم من الناحية الفعلية.
كتابه الثاني (الدين والتمرد) 1957 قوبل بهجوم شديد من النقاد الذين كرروا وصفه بالمزيف والكذاب.كذلك ظل النقاد مع معظم كتبه التالية، لكن الرواج التجاري ظل ملازما لمعظم كتبه التي نالت هجوم النقاد أو لا مبالاتهم. واصل ولسن الإنتاج دون اهتمام لهجوم النقاد، وقد تنوعت موضوعات كتبه بين الفلسفة، وعلم النفس الإجرامي، والرواية. في الفلسفة اكمل سلسلة اللامنتمي :عصر الهزيمة 1959، قوة الحلم 1961، اصول الدافع الجنسي 1963 ما بعد اللامنتمي 1965 في الرواية كتب عدة مؤلفات روائية منها : طقوس في الظلام 1960، ضياع في سوهو 1961، رجل بلا ظل 1963، القفص الزجاجي 1966، طفيليات العقل 1967 يربو عدد مؤلفات كولن ولسن الآن على المائة كتاب.و قد الفت عنه عدة مؤلفات نقدية.
"اللامنتمي هو الإنسان الذي يدرك ماتنهض عليه الحياة الإنسانيه من أساس واهٍ، وهو الذي يشعر بان الاضطراب والفوضويه أكثر عمقاً وتجذراً من النظام الذي يؤمن بهِ قومه.. انه ليس مجنوناً ؟، هو فقط أكثر حساسية من الأشخاص المتفائلين صحيحي العقول.. مشكلته في الأساس هي مشكلة الحرية.. هو يريد أن يكون حراً ويرى أن صحيح العقل ليس حراً، ولا نقصد بالطبع الحرية السياسية، وانما الحرية بمعناها الروحي العميق.. ان جوهر الدين هو الحرية ولهذا : فغلبا ما نجد اللامنتمي يلجأ إلى مثل هذا الحل إذا قـُـيَّض لهُ أن يجد حلاً.. ! " كولن ولسن
إنه لمن الغريب أن كولن ولسن قد حقق شهرة كبيرة في العالم العربي لأنه لا يكاد يكون معروفا في بلدان أوربية عديدة ولم يعترف به ككاتب جاد أبدا. إتجه بعد كتاباته الأدبية إلى الكتابة عن التصوف والسحر وعالم ما بعد الموت. يصنف كولن ولسن في الغرب باعتباره كاتبا دجالا.
الكتب الأكثر قراءة
الكتب الأكثر قراءة