إياك والخلط بين الحركة والفعل. #إرنست همنغواي
تحميل كتاب ديوان الجواهري pdf الكاتب محمد مهدي الجواهري
يقترب القطار حاملاً وفود الشعر من كل قطر عربي... أبواب المقصورات مشرعة ومنها ينتقل شباب الكلمة والصحفيون من واحدة إلى أخرى حيث مجالس سحر الكبار يطارح فيها الشعر والشوق والذكريات...غداً مهرجان المربد. وكنت كعهدك دائماً "سامر الحيّ" الذي يتلفت حوله المحبون... يتباطأ السير، فينهض العديد ليطلوا برؤوسهم من النوافذ، ومن بعيد تلوح حشود آلاف البصريين بلافتاتهم الحاملة كلمات الترحيب الحلوة بالضيوف. يقترب القطار أكثر... كانت هذه التظاهرة تهزج بفرح وحماس ينقطع صخب جرير العجلات فيسمع القادمون الأصوات الهادرة بوضوح... غالبية الوافدين لا تتحرك من أماكنها قرب النوافذ ترقب بانفعال هذا المشهد.. أحد الضيوف يتسمر مشدوهاً على عتبة سلم العربة، ويلتفت إلى جاره بعينين تغرورقان بالدموع منصتاً: "جواهري أهلاً بيك شعب العراق يحييك، جواهري أهلاً بيك كل البصرة تفرح بيك".
وها هو الجواهري بديوانه يطل صادحاً بأحلى المعاني التي صاغها الجواهري في لحظات فرح الوطن وحزنه، وفي لحظات حضوره وغيابه وفي لحظات التنائي، وفي لحظات يهدر شعره معبراً عن خفقات قلب أضناه الاغتراب وعذابات نفس طالت عليها ليالي الألم.
وفي لحظات ينساب شعر انسياب قطر الندى في فجر عطر الحب أنفاسه، معبراً عن الحياة وعبق الحياة، وفي لحظات يتبختر شعره صفحات كأنها تلك المنسوجة في عصر الشعر الذهبي.. قصائد ومعاني، أغراض ومناسبات، موسيقى وإيقاعات يفترّ عنها ثغر ديوان هو للجواهري وهو للجواهر أقرب.
هذا وأن أهم ما يميز هذه الطبعة أنها تزينت بمقتطفات عن رحلة حياة الجواهري كتبها نجل الشاعر الدكتور كفاح محمد مهدي الجواهري، مع خاطر هي بوح نفس نقدت أثيرها، وهو حين قرر طبع هذه المجموعة الكاملة لشعر أبيه، بذل جهداً في جمع كل ما طبع ناقصاً من القصائد في الطبعات السابقة، بعد عثوره على ما يكملها في أوراق الشاعر، هذا فضلاً عن القصائد والمقطوعات التي تنشر في هذه الطبعة لأول مرة وقد اشتملت هذه الطبعة على 432 قصيدة ومقطوعة. ولهذه الطبعة ميزة أخرى هي المعلومات المهمة التي تتحدث عن المناسبات أو الظروف التي قيلت بها بعض القصائد.
هذا الكتاب من تأليف محمد مهدي الجواهري و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها
محمد مهدي الجواهري. هو محمد بن عبد الحسين مهدي الجواهري شاعر عراقي يعتبر من بين أهم شعراء العرب في العصر الحديث.
ولد في (26 يوليو 1899) وتوفي في (27 يوليو 1997) شاعر عراقي شهير، لقب بشاعر العرب الأكبر ولد في مدينة النجف في العراق، وكان أبوه عبد الحسين عالماً من علماء النجف، أراد لابنه أن يكون عالماً دينيا، لذلك ألبسه عباءة العلماء وعمامتهم وهو في سن العاشرة. ترجع اصول الجواهري إلى عائلة نجفية عريقة، نزلت النجف منذ القرن الحادي عشر الهجري، وكان أفرادها يلقبون ب"النجفي" واكتسبت لقبها الحالي "الجواهري" نسبة إلى كتاب فقهي قيم ألفه أحد أجداد الأسرة وهو الشيخ محمد حسن النجفي، وأسماه "جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام " ويضم44 مجلداً، لقب بعده ب"صاحب الجواهر"،ولقبت أسرته ب"آل الجواهري" ومنه جاء لقب الجواهري.
قرأ القرآن الكريم ولم يحفظه وهو في سن مبكرة ثم أرسله والده إلى مُدرّسين كبار ليعلموه الكتابة والقراءة والنحو والصرف والبلاغة والفقه. وخطط له والده وآخرون أن يحفظ في كل يوم خطبة من نهج البلاغة وقصيدة من ديوان أبو الطيب المتنبي. نظم الشعر في سن مبكرة وأظهر ميلاً منذ الطفولة إلى الأدب فأخذ يقرأ في كتاب البيان والتبيين ومقدمة ابن خلدون ودواوين الشعر، كان في أول حياته يرتدي لباس رجال الدين، واشترك في ثورة العشرين عام 1920 ضد السلطات البريطانية صدر له ديوان "بين الشعور والعاطفة" عام (1928). وكانت مجموعته الشعرية الأولى قد أعدت منذ عام (1924) لتُنشر تحت عنوان "خواطر الشعر في الحب والوطن والمديح". ثم اشتغل مدة قصيرة في بلاط الملك فيصل الأول عندما تُوج ملكاً على العراق وكان لا يزال يرتدي العمامة، ثم ترك العمامة كما ترك الاشتغال في البلاط الفيصلي وراح يعمل بالصحافة بعد أن غادر النجف إلى بغداد، فأصدر مجموعة من الصحف منها جريدة (الفرات) وجريدة (الانقلاب) ثم جريدة (الرأي العام) وانتخب عدة مرات رئيساً لاتحاد الأدباء العراقيين. استقال من البلاط سنة 1930، ليصدر جريدته (الفرات) ثم ألغت الحكومة امتيازها وحاول أن يعيد إصدارها ولكن بدون جدوى، فبقي بدون عمل إلى أن عُيِّنَ معلماً في أواخر سنة 1931 في مدرسة المأمونية، ثم نقل إلى ديوان الوزارة رئيساً لديوان التحرير، ومن ثم نقل إلى ثانوية البصرة، لينقل بعدها لإحدى مدارس الحلة. في أواخر عام 1936 أصدر جريدة (الانقلاب) إثر الانقلاب العسكري الذي قاده بكر صدقي لكنه سرعان مابدأ برفض التوجهات السياسية للانقلاب فحكم عليه بالسجن ثلاثة أشهر وبإيقاف الجريدة عن الصدور شهراً بعد سقوط حكومة الانقلاب غير اسم الجريدة إلى (الرأي العام)، ولم يتح لها مواصلة الصدور، فعطلت أكثر من مرة بسبب ما كان يكتب فيها من مقالات ناقدة للسياسات المتعاقبة. كان موقفه من حركة مايس 1941 سلبياً لتعاطفها مع ألمانيا النازية، وللتخلص من الضغوط التي واجهها لتغيير موقفه، غادر العراق مع من غادر إلى إيران، ثم عاد إلى العراق في العام نفسه ليستأنف إصدار جريدته (الرأي العام). أنتخب نائباً في مجلس النواب العراقي نهاية عام1947 ولكنه استقال من عضويته فيه في نهاية كانون الثاني 1948 احتجاجاً على معاهدة بورتسموث مع بريطانيا العظمى، واستنكاراً للقمع الدموي للوثبة الشعبية التي اندلعت ضد المعاهدة واستطاعت إسقاطها بعد تقديمه الاستقالة علم بإصابة أخيه الأصغر بطلق ناري في مظاهرة الجسر الشهيرة، الذي توفى بعد عدة أيام متأثراً بجراحه، فرثاه في قصيدتين "أخي جعفر" و"يوم الشهيد"،اللتان تعتبران من قمم الشعر التحريضي شارك في عام 1949 في مؤتمر " أنصار السلام" العالمي، الذي انعقد في بولونيا، وكان الشخصية العربية الوحيدة بين جموع اليهود الممثلة فيه، بعد اعتذار الدكتور طه حسين عن المشاركة.
الكتب الأكثر قراءة
الكتب الأكثر قراءة