إياك والخلط بين الحركة والفعل. #إرنست همنغواي
تحميل كتاب الجمهرة pdf الكاتب محمد مهدي الجواهري
يضع محمد مهدي الجواهري هذه المختارات من الشعر العربي وهو في بدايات العقد التاسع من عمره، وقد أحسن الاختيار مع تذوقه للأدب قرابة سبعين عاماً، فقد عمد إلى ما اختاره السالفون والمعاصرون، وكلهم من شيوخ الشعر والأدب، والذوق، وهم بدورهم لم يقصروا في حسن الاختيار، فكيف إذاّ كان ما عند الجواهري هو خيرة المختارات هذه، وقبل ذلك ما عمد إليه المعنيون من أصحاب المؤلفات والموسوعات الأدبية من لقطات معينة لكل الشعراء في كل العصور، فقد التقطت منها الصفوة مما صنعوه. بالإضافة إلى ذلك عمد الجواهري في مختاراته هذه إلى إعطاء صورة أوضح ما تككون لكل شاعر من شعراء هذه “الجمهرة”، وعبر كل العصور، ملزماً نفسه في اختيار كل واحد من هؤلاء وممن تيسر له شعره فيما بين يديه من مصادر ومراجع، ما يشبه أن يكون ملفاً خلاف ما درج عليه أصحاب المختارات من القدماء والمحدثين، ويحدوه إلى ذلك أن هذه “الملفات” التي اختارها فضلاً عن أن من شأنها أن تزيد من صورة الشاعر وضوحاً أكثر مما يدل البيت والأبيات القليلة على هذه الصورة، هي من كونها المختارات التي يطلبها القارئ لنفسه جمالاً، وقوة، ورونقاً. من ناحية ثانية فقد عمد الجواهري في هذه المختارات إلى تنحيته جانباً ما يدل على ضعفه على دخالته أولاً، وما اتفق عليه النقدة والرواة من أمره ثانياً، مبقياً على ما أعجبه منه بعذوبته وانسجامه ومقاربته نهج القصيدة وأسلوبها بل ونفسها أيضاً، مسوغاً ذلك بأنه أثبت شعراً جميلاً زاحم به (النابغة) أو (طرفة) أو (ذا الرمة) أو (الشماخ) من هو مثلهم أو مقارب لهم، فهو شعر جميل سائغ أياً كان أمر قائله.
هذا الكتاب من تأليف محمد مهدي الجواهري و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها
محمد مهدي الجواهري. هو محمد بن عبد الحسين مهدي الجواهري شاعر عراقي يعتبر من بين أهم شعراء العرب في العصر الحديث.
ولد في (26 يوليو 1899) وتوفي في (27 يوليو 1997) شاعر عراقي شهير، لقب بشاعر العرب الأكبر ولد في مدينة النجف في العراق، وكان أبوه عبد الحسين عالماً من علماء النجف، أراد لابنه أن يكون عالماً دينيا، لذلك ألبسه عباءة العلماء وعمامتهم وهو في سن العاشرة. ترجع اصول الجواهري إلى عائلة نجفية عريقة، نزلت النجف منذ القرن الحادي عشر الهجري، وكان أفرادها يلقبون ب"النجفي" واكتسبت لقبها الحالي "الجواهري" نسبة إلى كتاب فقهي قيم ألفه أحد أجداد الأسرة وهو الشيخ محمد حسن النجفي، وأسماه "جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام " ويضم44 مجلداً، لقب بعده ب"صاحب الجواهر"،ولقبت أسرته ب"آل الجواهري" ومنه جاء لقب الجواهري.
قرأ القرآن الكريم ولم يحفظه وهو في سن مبكرة ثم أرسله والده إلى مُدرّسين كبار ليعلموه الكتابة والقراءة والنحو والصرف والبلاغة والفقه. وخطط له والده وآخرون أن يحفظ في كل يوم خطبة من نهج البلاغة وقصيدة من ديوان أبو الطيب المتنبي. نظم الشعر في سن مبكرة وأظهر ميلاً منذ الطفولة إلى الأدب فأخذ يقرأ في كتاب البيان والتبيين ومقدمة ابن خلدون ودواوين الشعر، كان في أول حياته يرتدي لباس رجال الدين، واشترك في ثورة العشرين عام 1920 ضد السلطات البريطانية صدر له ديوان "بين الشعور والعاطفة" عام (1928). وكانت مجموعته الشعرية الأولى قد أعدت منذ عام (1924) لتُنشر تحت عنوان "خواطر الشعر في الحب والوطن والمديح". ثم اشتغل مدة قصيرة في بلاط الملك فيصل الأول عندما تُوج ملكاً على العراق وكان لا يزال يرتدي العمامة، ثم ترك العمامة كما ترك الاشتغال في البلاط الفيصلي وراح يعمل بالصحافة بعد أن غادر النجف إلى بغداد، فأصدر مجموعة من الصحف منها جريدة (الفرات) وجريدة (الانقلاب) ثم جريدة (الرأي العام) وانتخب عدة مرات رئيساً لاتحاد الأدباء العراقيين. استقال من البلاط سنة 1930، ليصدر جريدته (الفرات) ثم ألغت الحكومة امتيازها وحاول أن يعيد إصدارها ولكن بدون جدوى، فبقي بدون عمل إلى أن عُيِّنَ معلماً في أواخر سنة 1931 في مدرسة المأمونية، ثم نقل إلى ديوان الوزارة رئيساً لديوان التحرير، ومن ثم نقل إلى ثانوية البصرة، لينقل بعدها لإحدى مدارس الحلة. في أواخر عام 1936 أصدر جريدة (الانقلاب) إثر الانقلاب العسكري الذي قاده بكر صدقي لكنه سرعان مابدأ برفض التوجهات السياسية للانقلاب فحكم عليه بالسجن ثلاثة أشهر وبإيقاف الجريدة عن الصدور شهراً بعد سقوط حكومة الانقلاب غير اسم الجريدة إلى (الرأي العام)، ولم يتح لها مواصلة الصدور، فعطلت أكثر من مرة بسبب ما كان يكتب فيها من مقالات ناقدة للسياسات المتعاقبة. كان موقفه من حركة مايس 1941 سلبياً لتعاطفها مع ألمانيا النازية، وللتخلص من الضغوط التي واجهها لتغيير موقفه، غادر العراق مع من غادر إلى إيران، ثم عاد إلى العراق في العام نفسه ليستأنف إصدار جريدته (الرأي العام). أنتخب نائباً في مجلس النواب العراقي نهاية عام1947 ولكنه استقال من عضويته فيه في نهاية كانون الثاني 1948 احتجاجاً على معاهدة بورتسموث مع بريطانيا العظمى، واستنكاراً للقمع الدموي للوثبة الشعبية التي اندلعت ضد المعاهدة واستطاعت إسقاطها بعد تقديمه الاستقالة علم بإصابة أخيه الأصغر بطلق ناري في مظاهرة الجسر الشهيرة، الذي توفى بعد عدة أيام متأثراً بجراحه، فرثاه في قصيدتين "أخي جعفر" و"يوم الشهيد"،اللتان تعتبران من قمم الشعر التحريضي شارك في عام 1949 في مؤتمر " أنصار السلام" العالمي، الذي انعقد في بولونيا، وكان الشخصية العربية الوحيدة بين جموع اليهود الممثلة فيه، بعد اعتذار الدكتور طه حسين عن المشاركة.
الكتب الأكثر قراءة
الكتب الأكثر قراءة