تحميل كتاب تاريخ العلم العثماني - نسخة أخرى PDF

إياك والخلط بين الحركة والفعل. #إرنست همنغواي

كتاب تاريخ العلم العثماني - نسخة أخرى PDF

تحميل كتاب تاريخ العلم العثماني - نسخة أخرى PDF

تحميل كتاب تاريخ العلم العثماني - نسخة أخرى pdf الكاتب أحمد تيمور باشا

كانَ أَوَّلُ ظُهُورٍ لِلأَعْلامِ والرَّايَاتِ في مَيَادينِ القِتالِ والمَواقِعِ الحَرْبيَّة؛ حَيثُ استُخدِمتْ عَلَامةً مُمَيِّزةً مُرشِدةً لِتُقاتِلَ تَحْتَها الفِرَقُ العَسْكَريَّة، فَيُمَيِّزَ الحُلَفَاءُ أَنفُسَهُم عَنِ الأَعْداء، كَما أَنَّها تُرفَعُ لِبَثِّ الحَمَاسةِ في قُلُوبِ الجُنُود، وبِمُرُورِ الزَّمانِ تَعَدَّى استِخدَامُ العَلَمِ مُجَرَّدَ كَونِهِ رَايةً لِلقِتال، فَأَصبَحَ يُرَفرِفُ في الِاحتِفالاتِ المَدَنيَّةِ والأَعْيادِ والمُناسَباتِ القَوْميَّة، وأَصْبحَ يُنظَرُ إلَيْهِ كَرَمزٍ وَطَنِيٍّ جامِعٍ وشِعارٍ مُلهِمٍ لِلجَمَاعةِ أوِ القَبِيلة، ثُمَّ لِلدَّوْلةِ بأَكمَلِها، يَلْتَفُّ الناسُ حَوْلَه، وغالبًا ما تَعْكِسُ أَلْوانُه ومُكَوِّناتُه رُمُوزًا وَطَنيَّةً أو دِينيَّةً أَثَّرَتْ في وِجْدَانِ أَصْحابِه، وتُعَبِّرُ عَن تَطَلُّعاتِهم وقِيَمِهمُ الأَساسيَّة. وفي هَذا الكِتَابِ نَقْتَرِبُ مِن حِكايةِ العَلَمِ العُثْمانيِّ بوَصْفِه أحَدَ الرُّمُوزِ التَّوَسُّعيةِ القَوِيةِ الَّتي رَفْرَفَتْ في قَلْبِ ثَلاثِ قارَّاتٍ كُبرَى، وعَكَسَتْ طُمُوحاتِ «بَنِي عُثمانَ» في ضَمِّ المَزِيدِ مِنَ الأَرَاضِي، وقدْ تَغَيَّرَ شَكْلُ هَذا العَلَمِ عِدَّةَ مَرَّاتٍ خِلالَ سَنَوات، وكانَ لِكُلِّ صُورةٍ مِنْها قِصَّةٌ تَارِيخيَّةٌ مُختلِفةٌ ومُثِيرةٌ سَنَعْرِفُها باخْتِصارٍ خِلالَ صَفحاتِ الكِتَاب.

تاريخ العلم العثماني - أحمد تيمور pdf

هذا الكتاب من تأليف أحمد تيمور باشا و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها

أحمد تيمور باشا: أحدُ كبارِ رجالِ النَّهْضةِ العَرَبيَّة، وباحِثٌ في حُقولِ اللُّغةِ والأَدبِ والتَّارِيخ، ويُعَدُّ صاحِبَ أكبرِ مَكْتبةٍ خاصَّةٍ في العَصرِ الحَدِيث؛ حيثُ بلَغَ عَددُ الكُتُبِ المَوْجُودةِ بِها ثَمانِيةَ عشرَ ألفَ كِتاب، كَما أنَّهُ والِدُ كلٍّ مِنَ الأَديبَيْنِ العَبْقريَّيْن: محمود تيمور، ومحمد تيمور، وهُوَ الأخُ الأَصْغرُ لعائشةَ التيمورية؛ إِحْدى رائِداتِ الحَرَكةِ النِّسْوِيَّةِ فِي القرْنِ التاسِعَ عشَرَ بالعالَمِ العَرَبي.

وُلِدَ «أحمد إسماعيل محمد تيمور» عامَ ١٨٧١م، وتُوُفِّيَ أبوهُ وهوَ رَضِيع، فكَفلتْهُ أختُهُ الكُبْرى عائشةُ التيموريَّةُ وزَوْجُها محمد توفيق. وقَدْ درَسَ تيمور في مَدْرسةِ مارسيل الفَرنسيَّةِ بضْعَ سَنَوات، ثُمَّ انقطَعَ عَنِ الدِّراسةِ النِّظاميَّةِ وتَلقَّى تَعلِيمَهُ في البَيْت؛ حَيثُ تَعلَّمَ الفارِسيَّةَ والتُّركيَّة، وكانَ الشابُّ قد كوَّنَ وهُو دُونَ العِشْرينَ مَكْتبةً شَخْصيَّةً يَبلغُ قِوامُها ثَمانِيةَ آلافِ مُجَلَّد، نِصْفُها مِنَ المَخْطُوطات.

اتَّصلَ أحمد تيمور بأَعْلامِ عَصرِهِ كالشيخِ حسن الطويل، والشيخِ طاهر الجزائري، والشيخِ المُجدِّدِ محمد عبده الَّذي تَأثَّرَ بهِ تيمور كَثِيرًا، وقَدْ شَهِدَتْ دارُهُ مَجالِسَ أَدَبيَّةً وعِلْميَّةً حافِلة، كانَ يَحضُرُها أَقْطابُ الفِكْرِ والسِّياسةِ والأَدبِ في مِصْرَ آنَذَاك، أَمْثال: سعد زغلول، وإسماعيل صبري، وحافظ إبراهيم، وقاسم أمين، وغيرهم.

انقطَعَ تيمور لدِراسةِ العِلْمِ وفَهْرسةِ مَكْتبتِه الضَّخْمةِ الَّتي استفادَ مِنْها الكَثِير، أوَّلُهم ابْناهُ محمد ومحمود اللَّذانِ كانَ لَهُما أَبْلغُ الأَثرِ في الأَدبِ العَربيِّ الحَدِيث، وقَدْ أَهدَى تيمور فِيما بَعْدُ هذِهِ المَكْتبةَ لدارِ الكُتبِ المِصْريَّةِ ليَنتفِعَ بها عامَّةُ النَّاس.

عاشَ تيمور حَياةً قاسِية؛ حَيثُ تُوفِّيَتْ زَوْجتُه وهُو في سِنِّ التاسِعةِ والعِشْرِين، ولَمْ يَتزوَّجْ بعْدَها خَشْيةَ أنْ تُسِيءَ الثانِيةُ إِلى أَوْلادِه، كما فَقَدَ ابنَهُ محمدًا وهُو شابٌّ فِي الثَّلاثِينَ مِنَ العُمْر، فجَزِعَ لمَوْتِه ولَازَمتْهُ عِدَّةُ نَوْباتٍ قَلْبيَّةٍ أدَّتْ في النِّهايةِ إلَى وَفاتِهِ بَعدَ سِنينَ مَعْدُودة.