إياك والخلط بين الحركة والفعل. #إرنست همنغواي
سيتم توفير الكتاب لاحقاً
تحميل كتاب تاريخ الحضارة - الآثار الكاملة pdf الكاتب علي شريعتي
إن لكل حضارة أساس في التاريخ الماضي ولها تشعبات ظاهرية أيضاً وهذه الفروع والتشعبات هي العنصر الأساسي في هيكل البناء الحضاري، لذا فإن مطالعة ودراسة هذه العوامل وهذه الأشكال لحضارة واحدة تكون مسألة بسيطة وسهلة، حيث أن الطالب يمكنه الحصول على معلومات حول هكذا حضارة وهكذا موضوع من خلال مطالعته المصادر المختلفة.
أما المسألة التي تعتبر أمراً صعباً وتحتاج إلى وقت طويل من أجل معرفتها وفهمها فهي؛ البحث في روح وأفكار وعقائد وتضادات الأمور غير الظاهرة والتحقيق في الخفايا المتعددة والزوايا الكثيرة للحضارة لأن كل حضارة تشبه إنساناً واحداً متكاملاً. إن دراسة خطوط سير الحوادث الحياتية والمحيط العائلي والاجتماعي والوضع الاقتصادي وطريقة العيش في هذه الحياة ليس أمراً صعباً، ولكن هل يمكن أن نطمئن أننا بمطالعتنا هذه المسائل أننا قد حصلنا على الشيء المطلوب، حول ذلك الإنسان، طبعاً كلا؛ لأن عقائد الإنسان وخصوصياته واطلاعاته وخصائصه الروحية والعاطفية والأخلاقية وتمنياته وإحساساته وذوقه الذي يبني عليه واقعه الفردي وشخصيته المستقلة؛ فإن هذه الأمور جميعها شيء آخر. لذلك فمن أجل الحصول على معلومات كلية وجامعة عن حياته وماضيه ومحيطه والأمور الوراثية عنده علينا أن نبحث ونحلل الأمور النفسية والخصوصيات الموجودة عنده وأن نوضح ونكشف الزوايا الروحية والنفسية لروحه وثقافته.
ضمن هذه الرؤية الفلسفية تأتي معالجة الدكتور المفكر علي شريعتي لتاريخ الحضارة في هذا الكتاب وقد استعرض فيه جميع النظريات والأفكار الغربية والشرقية التي لها علاقة ولها ارتباط بموضوع الحضارة، حيث قام باستعراض وافٍ لمعنى الحضارة والثقافة مسهباً من ثم في شرح الحضارات الشرقية والغربية على السواء القديمة والحديثة. ثم راح يقارن بينها على أسس وقوانين علمية دقيقة معتمداً على الشواهد التاريخية والاجتماعية والاقتصادية والفلسفية وعلى تحاليله الخاصة أيضاً، فخرج هذا الكتاب بصورة لائقة كبيرة ومتناسبة مع ما يحمله الكتاب من اسم ومضمون ومتناسباً مع شخصية الكاتب الكبير.
هذا الكتاب من تأليف علي شريعتي و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها
ولد علي شريعتي قرب مدينة سبزوار في خراسان عام 1933 . مفكر إيراني شيعي مشهور ويعتبر ملهم الثورة الإسلامية. تخرج من كلية الآداب، ليُرشح لبعثة لفرنسا عام 1959 لدراسة علم الأديان وعلم الاجتماع ليحصل على شهادتي دكتوراه في تاريخ الإسلام وعلم الاجتماع.
انضوى في شبابه في حركة مصدِّق وعمل بالتدريس واعتقل مرتين أثناء دراسته بالكلية، اعتقل في باريس بعد مشاركته في تظاهرة تضأمنية مع باتريس لومومبا أول رئيس وزراء منتخب للكونغو والذي اغتالته الاستخبارات البلجيكية. ثم بعد عودته من فرنسا، حيث أسس عام 1969م حسينية الإرشاد لتربية الشباب، وعند إغلاقها عام 1973 اعتقل هو ووالده لمدة عام ونصف. وأدى الضغط الداخلي والشجب العالمي إلى الإفراج عنه عام 1977، ثم سافر إلى لندن.
يعتبر الدكتور علي شريعتي نموذج فريد من مفكري إيران. حيث أنه بالرغم من أنه فارسي العرق، لم يكن يتوقف عن نقد النزعة الشعوبية لدى رجال التشيع الصفوي، بطريقة أكثر جذرية من غالب من تصدَّى لهذا الموضوع من الأدباء العرب. وقد بَيَّن آلية المزج في الموروث الشيعي الروائي ما بين السلطة الإيرانية والنبوة الإسلامية.
ويعتبر واحداً من القلائل الذين استطاعوا التجرد بعيداً عن هوى المذاهب والتمذهب. وسعى بكل ما أوتي من قوة إلى لملمة الصفوف تجاه الوحدة فانتقد ما سماه "التشيع الصفوي" و"التسنن الاموي" ودعا الي التقارب بين "التشيع العلوي" و"التسنن المحمدي".
قدم علي شريعتي ارثا مهما من الأفكار التي اسهمت في التمهيد لإسقاط نظام الشاه، حيث ان هناك اكثر من 150 دراسة عنه حتى عام 1997 ومجموع ما طبع لشريعتي في السبعينيات وصل إلى 15 مليون نسخة كما يؤكد الباحث محمد اسفندياري، وقد ذكر شريعتي نفسه أن عدد الطلاب الجامعيين الذين تسجلوا في دروسه تجاوز الخمسين ألف طالب ووزع من كتاب «الولاية» أكثر من مليون نسخة.
وقد اعتبره هاشمي رفسنجاني مَعْلماً أساسياً في إرساء النهضة الإيرانية، كما ان مصطفى جمران يقول إن رفيقه الأساسي في متاريس الجنوب اللبناني المواجهة للعدو الصهيوني، كان كتاب شريعتي "الصحراء"
وجد شريعتي مقتولا في شقته بعد ثلاثه اسابيع من وصوله إلى لندن عام 1977 قبل الثورة الإيرانية بعامين عن 43 سنة. الرأي السائد أن ذلك تم على يد مخابرات الشاه.
الكتب الأكثر قراءة
الكتب الأكثر قراءة