إياك والخلط بين الحركة والفعل. #إرنست همنغواي
تحميل كتاب المعقول واللامعقول في الأدب الحديث pdf الكاتب كولن ولسون
إن الخيال لدى كل كاتب يملك خيالاً لا مركزاً يرتبط ارتباطاً وثيقاً بمفهومه للقيم-أي بفكرته عن معنى وغاية الوجود البشري. والكتاب الذي نقلب صفحاته يضم بحثاً يسعى المؤلف من خلاله إلى وضع مقاييس معينة للقيمة في الفن والأدب، مقاييس قد يكون لها مضمون أوسع من مضمون القيم المرتجلة التي يعطينا إياها (النقد الأدبي) الذي يتبع الطراز السائر وذلك من خلال البحث في ماهية الخيال وكيفية عمله.
ينطلق المؤلف في جولة فكرية أدبية في محاولة لانتقاء نماذج روائية شكلت خطاً مميزاً في الحركة الأدبية المعاصرة وذلك بغية قراءتها ضمن رؤية نقدية تنزع إلى وضع علامات جديدة على خطى النقد الأدبي المعاصر. وقد جاء البحث ضمن فصول تناول الفصل الأول منها النزعة الواقعية في الادب المعاصر وذلك من خلال كتّاب أربعة: لافكرافت، يتس، أوسكار وايلد، وسترندبرغ وهؤلاء الكتاب مثلوا مواقف مختلفة نحو (العالم الواقعي) حاول الباحث الكشف عن مدلولاتها من خلال رؤية اجتماعية فلسفية نقدية. وفي الفصل الثاني بحث الكاتب في ذلك النوع من التخيل الذي يحاول أن يتبع طريقة أشد تعقيداً من أجل إبعاد الواقع-نوع يلوح أنه يقبل العالم باعتباره واجهته ولكنه يحاول بهذا أن يتجنب تهمة الانهزامية وقد كان قد وقع اختيار الباحث في هذا الفصل على سبعة أدباء: امبل زولا، ناثافيل وريست، وليم فوكنر، ايفلين ود، غراهام كرين، جان بول سارتر، روب غربيه همنغواي، بالإضافة إلى الأديبة ناتالي ساروث، مختاراً للفصل الذي تناول فيه النزعة التشاؤمية أعمال كل من أندرييف، بيكت، وتطرق الباحث بعد ذلك إلى تلمس النزعة العلمية في الأدب من خلال أعمال كل من ويلز، زامباتين، لافكرافت، لبيل. ملقياً الضوء من ثم على العلاقة بين الشر والخيال في سبيل استبانة طبيعة التخيل وذلك من خلال أعمال كل من: هوفمن، غوغول، بلاكوود، اكواتاكوا، لوفانو، جيمس، تولكين، الرواية القوطية ودوساد، وفي مجال النزعة الجنسية في الأعمال الأدبية وضح الباحث علاقة الجنس بالتخيل وذلك على ضوء أعمال أدبية لكل من: موباسان، فيده كند، أرتسيباشيف، د.هـ. لورنس. والباحث من خلال جولته تلك يحاول التأكيد على أن الخيال لا يعمل في الفراغ، وإنما يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالدوافع السيكولوجية وبمشاكل الكتاب الفردية. وفي بعض الأحيان تكون هذه المشاكل شخصية تماماً، ليس لها مغزى عام. ولكن ماذا عن المشاكل المعبر عنها بكلمات مثل (الحرية) و(النشوء) وما هي علاقتها بالخيال؟ هذا ما حاول المؤلف بحثه لاحقاً في بقية فصول كتابه.
هذا الكتاب من تأليف كولن ولسون و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها
كاتب إنجليزي ولد في ليسستر في إنجلترا.
ولد كولن لعائلة فقيرة من الطبقة العاملة. تأخر في دخول المدرسة، وتركها مبكرا في سن السادسة عشر ليساعد والده، عمل في وظائف مختلفة ساعده بعضها على القراءة في وقت الفراغ، بسبب من قراءاته المتنوعة والكثيرة، نشر مؤلفه الأول (اللامنتمي)1956 وهو في سن الخامسة والعشرين. وتناول فيه عزلة المبدعين(من شعراء وفلاسفة) عن مجتمعهم وعن اقرانهم وتساؤلاتهم الدائمة، وعزا ذلك إلى الرغبة العميقة في ايجاد دين موضوعي وواضح يمكن له ان ينتقل إلى الاخرين، دون أن يقضوا حياتهم في البحث عنه. كان الكتاب ناجحا جدا، وحقق اصداء نقدية قوية، وجعل من الشاب الفقير كولن نجما في دوائر لندن الثقافية، وصارت أخباره الخاصة تتصدر اعمدة النميمة الصحفية، اثر ذلك على كولن كثيرا وصار يتخذ موقفا من الصحفيين والنقاد، الذين سرعان ما بادلوه نفس الموقف، وهاجموا كتابه على أساس انه "مزيف " وملئ بالنفاق. رغم ذلك، لا يزال ينظر للكتاب على انه ساهم بشكل أساسي في نشر الفلسفة الوجودية على نطاق واسع في بريطانيا.
نظر إلى كولن ولسون، على انه ينتمي إلى مجموعة "الشباب الغاضبين"، - وهم مجموعة من الشباب المثقف المتمرد قدموا عدة اعمال مسرحية في الخمسينات- رغم أن قليلا جدا كان يربطه بهم من الناحية الفعلية.
كتابه الثاني (الدين والتمرد) 1957 قوبل بهجوم شديد من النقاد الذين كرروا وصفه بالمزيف والكذاب.كذلك ظل النقاد مع معظم كتبه التالية، لكن الرواج التجاري ظل ملازما لمعظم كتبه التي نالت هجوم النقاد أو لا مبالاتهم. واصل ولسن الإنتاج دون اهتمام لهجوم النقاد، وقد تنوعت موضوعات كتبه بين الفلسفة، وعلم النفس الإجرامي، والرواية. في الفلسفة اكمل سلسلة اللامنتمي :عصر الهزيمة 1959، قوة الحلم 1961، اصول الدافع الجنسي 1963 ما بعد اللامنتمي 1965 في الرواية كتب عدة مؤلفات روائية منها : طقوس في الظلام 1960، ضياع في سوهو 1961، رجل بلا ظل 1963، القفص الزجاجي 1966، طفيليات العقل 1967 يربو عدد مؤلفات كولن ولسن الآن على المائة كتاب.و قد الفت عنه عدة مؤلفات نقدية.
"اللامنتمي هو الإنسان الذي يدرك ماتنهض عليه الحياة الإنسانيه من أساس واهٍ، وهو الذي يشعر بان الاضطراب والفوضويه أكثر عمقاً وتجذراً من النظام الذي يؤمن بهِ قومه.. انه ليس مجنوناً ؟، هو فقط أكثر حساسية من الأشخاص المتفائلين صحيحي العقول.. مشكلته في الأساس هي مشكلة الحرية.. هو يريد أن يكون حراً ويرى أن صحيح العقل ليس حراً، ولا نقصد بالطبع الحرية السياسية، وانما الحرية بمعناها الروحي العميق.. ان جوهر الدين هو الحرية ولهذا : فغلبا ما نجد اللامنتمي يلجأ إلى مثل هذا الحل إذا قـُـيَّض لهُ أن يجد حلاً.. ! " كولن ولسن
إنه لمن الغريب أن كولن ولسن قد حقق شهرة كبيرة في العالم العربي لأنه لا يكاد يكون معروفا في بلدان أوربية عديدة ولم يعترف به ككاتب جاد أبدا. إتجه بعد كتاباته الأدبية إلى الكتابة عن التصوف والسحر وعالم ما بعد الموت. يصنف كولن ولسن في الغرب باعتباره كاتبا دجالا.
الكتب الأكثر قراءة
الكتب الأكثر قراءة