إياك والخلط بين الحركة والفعل. #إرنست همنغواي
تحميل كتاب أرض السودان pdf الكاتب أمير تاج السر
حينما تقرأ لكاتب سوداني رواية، لا يتضاءل وهجها مع الأيام، ترى نفسك قارئاً متلبساً بها، ذلك أن أروع ما يميز هذا الأدب تلك اللغة المتآمرة مع واقع تتشكل فيه روح البيئة بطريقة خلابة تعيد تكييف الأحداث الواقعية والمتخيلة وتوزعها في ثنايا النص الروائي. و"أمير تاج السر" هو سيد الرواية السودانية وأميرها، وخير من يجيد النثر الحي بالصور الصابرة على الألم والتحدي، وبشخصيات لا يمكن نسيانها تصور الواقع الحقيقي، بحس نقدي، يبقي الذكريات التي انطبعت على أجساد الضحايا حيّة ومتحفزة حتى آخر رمق فيها. و"أرض السودان.. الحلو والمر" قصة نثرية خلابة عرف جيداً صاحبها كيف يدير أدواته فتماهى العمل مع قارئه محدثاً دبيباً ما في نفسه، بعبارات عفوية هادئة، يكشف من خلالها الراوي واقعاً أرقه فكتب عنه، كاشفاً عن خباياه وتلاوينه المختبئة. تدور أحداث الرواية حول مغامرة قام بها شاب بريطاني في ثمانينيات القرن التاسع عشر، وتوضح أحداث الرواية أحوال البلاد في ذلك الحين وانطباعات البطل بعد احتكاكه بأهل السودان، وتتعرض لسلوكيات المستعمر وتجارة الرقيق وتغير المجتمعات
هذا الكتاب من تأليف أمير تاج السر و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها
ولد أمير تاج السر بشمال السودان عام 1960، وتلقى تعليمه الأولي هناك، وعاش بمصر بين عامي “1980-1987” حيث تخرج في كلية الطب جامعة طنطا، وهو يعمل حالياً طبيباً باطنياً بالعاصمة القطرية الدوحة. بدأ ممارسة الكتابة في مراحل مبكرة جداً من حياته، ففي المرحلة الابتدائية كان يكتب القصص البوليسية تقليداً لما كان يقرؤه أثناء الطفولة، وفي المرحلة المتوسطة بدأ يكتب الشعر بالعامية، وتغنى مطربون فيما بعد بالكثير من أشعاره. واستمرت كتابة الشعر حتى خلال دراسته للطب، وأصدر دواوين شعر بالعامية السودانية، وفي عام 1985 بدأ يكتب الشعر بالفصحى ووصل لمراحل متقدمة وكانت قصائده تنشر في مجلات كبيرة ومزدهرة في ذلك الوقت مثل “القاهرة” و”إبداع” و”المجلة” و”الشرق الأوسط” وكان يتوقع الكثير من أصدقائه أن يظل مستمراً في كتابة الشعر، لكنه في العام 1997 كتب رواية اسمها “كرمكول”التي كلفت الكاتب رهن ساعته ليتمكن من طباعتها، وكان حينها أنهى دراسته في جمهورية مصر العربية ويستعد للعودة، ورغم كونها رواية صغيرة فوجئ بأنها أحدثت أصداء كبيرة في القاهرة، الأمر الذي شجعه لمواصلة الكتابة، لكن بعد عودته للسودان بدأ ممارسة الطب، وعمل في أماكن بعيدة، ولكثرة التنقل والانشغال بتكوين الذات في مجال العمل، انقطع عن الكتابة لسنوات طويلة، حتى انتقل في عام 1993 للعمل في الدوحة. في عام 1996 كتب روايته الثانية “سماء بلون الياقوت” بعد انقطاع عن الكتابة دام عشر سنوات، وهي مستوحاة من بيئة شمال السودان، ثم تلاها رواية “نار الزغاريد” ثم “مرايا ساحلية” وهي الرواية التي أحدثت نقلة في تجربته الروائية، وكانت عبارة عن سيرة عن منطقة “بورتسودان”، كما كتب “سيرة الوجع” والتي نشرت على حلقات في جريدة “الوطن” القطرية، وكانت عن ذكريات متنوعة من البلدة البعيدة التي كان يعمل بها “طوكر”، ثم كتب “صيد الحضرمية” و”عيون المهاجر”. أما البداية الحقيقية والتي تمثل مرحلة الانطلاق والانتشار الواسع النطاق، كانت في عام 2002 عندما كتب د. تاج السر روايته الأشهر “مهر الصياح” و هي رواية ضخمة ذات طابع تاريخي، وهي التي حققت انتشارا كبيرا وأصداء بعيدة، وترجمت منها عدة فصول بالفعل، ، وتلتها رواية “زحف النمل” التي انتشرت بشكل كبير، وحققت أكبر شهرة، وصادف صدورها مع افتتاح معرض القاهرة للكتاب، وحققت حينها أعلى مبيعات، وانتشرت بشدة، وبعد ذلك تواصلت التجربة مروراً بتوترات القبطي والعطر الفرنسي، وصولا لـ صائد اليرقات وإيبولا 76 وأرض السودان.
الكتب الأكثر قراءة
الكتب الأكثر قراءة