إياك والخلط بين الحركة والفعل. #إرنست همنغواي
تحميل كتاب والدة pdf الكاتب فرانسوا مورياك
"إنها نائمة، بل هي تتصنع النوم، هيا بنا. هكذا كان زوج ماتيلد كازيناف وحماتها يتهامسان حيال سريرها، وهي تراقب، من خلال أهدابها، ظليهما الضخمين المختلطين على الحائط. وسارا على أطراف أصابعهما وأطراف أرجلها تفرقع، حتى أدركا الباب. وسمعت صوتين: أحدهما حاد والآخر مبحوح. وملأ هذان الصوتان ممر الدور الأول الطويل. والآن يشكان مشرعين ساحة الدهليز القارصة البرد، التي تفصل جناح ماتيلد من غرفتي الأم وابنها المتلاصقتين. سمعت من بعيد إغلاق الباب، فتنفست الصعداء ارتياحا، وفتحت عينيها. فوق سريرها سهم من الخشب يسند ستارة من نسيج القطن الأبيض تحيط بالسرير المصنوع من خشب المغنة، ومصباح النوم يضيء بعض الباقات الزرقاء المنقوشة على الحائط. وعلى المائدة الصغيرة كوب من الماء، أخضر، مخطط بالذهب، ارتج من حركة مرور القاطرة، إذ كانت المحطة مجاورة وانتهت حركة المرور فأنصتت ماتيلد إلى تهامس تلك الليلة في هذا الربيع الآفل(كما ينصت المسافرون، حين يتوقف سير القطار في الريف، إلى صرير الصراصير من حقل المجهول): وغلبها النعاس ثم تنبهت، فقد كان سريرها يرتجف من جديد، سريرها فحسب لا بقية المنزل، وليس من حركة مرور في المحطة الهامدة" رواية والده من روائع الأدب العالمي، وهي قصة تزدحم بالأحداث التي يكتنفها نوع من التشويق والإثارة، وبالكثير من العواطف المتباينة، حب، كراهية، إخلاص وغيرة، إنها قصة تحكي الحياة وتحاكيها. كتبت بأسلوب أدبي رائع يشد القارئ إلى آخر كلمة عند نهاياتها.
هذا الكتاب من تأليف فرانسوا مورياك و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها
ولد في 11 أكتوبر 1885 من أسرة فرنسية جلّ أفرادها من العلماء والأدباء. اتجه لدراسة الطب أولا، ثم انصرف عنها نهائياً ليتجه إلى الأدب والصحافة مكرساً لهما حياته اللاحقة كلها.
نشر أولى رواياته عام 1922 بعنوان"قبلة للأبرص"، وفيها بدا واضحاً اهتمامه بالتجديد الفني واستخدام الأساليب المستحدثة في الكتابة الروائية عام 1928، نشر روايته المعروفة"المكروهون" مصوراً فيها حياة فرنسا في عشرينيات هذا القرن، من وجهة نظر ناقدة اختلط فيها السخط والتشاؤم أيضاً. أول ترجمة عربية لروايته "عقدة الأفاعي" صدرت في القاهرة عام 1947 بإشراف الدكتور طه حسين.
كان الكاتب عضواً في الأكاديمية الفرنسية منذ عام 1933، وشغل منصب وزير الثقافة الفرنسية أيام رئاسة الجنرال ديغول.
له قرابة 30 مؤلف وعدة مسرحيات، فاز بجائزة نوبل للآداب سنة 1952.
الكتب الأكثر قراءة