إياك والخلط بين الحركة والفعل. #إرنست همنغواي
تحميل كتاب هكذا تكلم ابن عربي pdf الكاتب نصر حامد أبو زيد
تكمن أهمية ابن عربي كهمزة وصل لا تقف عند حدود استيعابه للتراث الإنساني وتوظيفه له في إقامة بنائه الفكري الفلسفي الشاهق، بل تتجاوز ذلك إلى المساهمة في إعادة تشكيل التراث الإنساني بالتأثير فيه تأثيراً خلاقاً بالدرجة نفسها. ويمكن للتدليل على ذلك العودة إلى دراسات المستشرق الياباني توشيكو إيزوتسو عن "ابن عربي والتاوية"، وكذلك دراسات المستعرب الإسباني آسين بلاسيوس عن تأثير كتابات ابن عربي في ريمون لول وتأثيره في دانتي اليجيري مؤلف "الكوميديا الإلهية". أما استيعابه للتراث الإسلامي السابق عليه وتأثيره في التراث التالي له فهو أوضح من أن يحتاج إلى استدلال، وتتبدى أهمية قراءة ابن عربي للتراث السابق عليه في أنها قراءة ساهمت في بلورة كثير من المفاهيم والتصورات التي كانت مضمرة في كتابات السابقين
من هنا يرى الدكتور نصر حامد أبو زيد بأن استدعاء ابن عربي، مع غيره من أعلام الروحانية في كل الثقافات، يمثل مطلباً، حيث في تجربته، وفي تجاربهم ما يمكن أن يمثل مصدراً للإلهام في عالمنا الذي يعاني ما يعانيه من مشكلات حياتية. ويضيف قائلاً بأن التجربة الروحية هي مصدر التجربة الفنية، الموسيقى والأدب وكل الفنون السمعية والبصرية والحركية، فهي الإطار الجامع للدين والفن، هذه أهمية استحضار ابن عربي بالنسبة للكاتب أبو زيد في السياق العام.
لكن، وبالنسبة له أيضاً، استحضار ابن عربي في السياق الإسلامي، واستعادته من أفق التهميش إلى فضاء المتن مرة أخرى، لا يقل أهمية، وذلك بسبب سيطرة بعض الاتجاهات والأفكار والرؤى السلفية على مجمل الخطاب الإسلامي في السنوات الثلاثين الأخيرة من القرن العشرين بالإضافة إلى ذلك فإنه وفي مجال المساهمة في تأكيد قيم الحوار والتفاهم والإقدام المتبادل بين الشرق والغرب، يمثل فكر ابن عربي رصيداً ثرياً يستأهل تأمله والغرض منه لتحرير العقل المسلم المعاصر من آثار المشكلات السياسية والاجتماعية والثقافية التي سببت حالة التوتر والاحتقان في الفكر الإسلامي.
هذا من جهة، ومن جهة أخرى يقدم فكر ابن عربي للقارئ غير المسلم صورة أخرى لروحانية الإسلام، ولمفهوم "الجهاد" الذي أصابه من التشوه الكثير. من هذا المنطلق وضمن هذا الإطار يمضي الدكتور نصر حامد أبو زيد في نصوص ابن عربي وقبلاً في سيرة حياته لتعريف القارئ على فكر ابن عربي.
هذا الكتاب من تأليف نصر حامد أبو زيد و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها
نصر حامد أبو زيد (10 يوليو 1943 - 5 يوليو 2010) أكاديمي مصري، وباحث متخصص في الدراسات الإسلامية ومتخصص في فقه اللغة العربية والعلوم الإنسانية.
ولد نصر أبو زيد في إحدى قرى طنطا في 10 يوليو 1943، ونشأ في أسرة ريفية بسيطة، في البداية لم يحصل على شهادة الثانوية العامة التوجيهية ليستطيع استكمال دراسته الجامعية، لأن أسرته لم تكن لتستطيع أن تنفق عليه في الجامعة، لهذا اكتفى في البداية بالحصول على دبلوم المدارس الثانوية الصناعية قسم اللاسلكي عام 1960م.
حصل نصر علي الليسانس من قسم اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب جامعة القاهرة 1972م بتقدير ممتاز، ثم ماجستير من نفس القسم والكلية في الدراسات الإسلامية عام 1976م وأيضا بتقدير ممتاز، ثم دكتوراه من نفس القسم والكلية في الدراسات الإسلامية عام 1979م بتقدير مرتبة الشرف الأولى.
أثارت كتابات الباحث المصري ضجة إعلامية في منتصف التسعينيات من القرن الماضي. فقد أتُهم بسبب أبحاثه العلمية بالارتداد والإلحاد. ونظراً لعدم توفر وسائل قانونية في مصر للمقاضاة بتهمة الارتداد عمل خصوم نصر حامد أبو زيد على الاستفادة من أوضاع محكمة الأحوال الشخصية، التي يطبق فيها فقه الإمام أبو حنيفة، والذي وجدوا فيه مبدأ يسمى "الحسبة" طالبوا على أساسه من المحكمة التفريق بين أبو زيد وزوجته. واستجابت المحكمة وحكمت بالتفريق بين نصر حامد أبو زيد وزوجته قسراً، على أساس "أنه لا يجوز للمرأة المسلمة الزواج من غير المسلم". فحياة الزوجين باتت بعد ذلك في خطر، وفى نهاية المطاف غادر نصر حامد أبو زيد وزوجته د. ابتهال يونس الأستاذة في الأدب الفرنسي، القاهرة نحو المنفى إلى هولندا، ليقيما هناك حيث عمل نصر حامد أبو زيد أستاذا للدراسات الإسلامية بجامعة لايدن.
الكتب الأكثر قراءة
الكتب الأكثر قراءة