إياك والخلط بين الحركة والفعل. #إرنست همنغواي
تحميل كتاب نظرية الانفعال pdf الكاتب جان بول سارتر
تتناول سارتر في "نظرية الانفعال" موضوع التحليل النفسي من جهة تفسيره للانفعال. وهو يقول بأن هذه النظرية التي خطط لها كانت بمثابة تجربة في سبيل إنشاء علم النفس الظاهراني. من خلال هذه النظرية يحاول سارتر التوصل إلى بيان أن فعلاً سيكولوجياً كالانفعال، الذي يعتبر عادة كتشويش بلا قانون، أن فعلاً كهذا يملك دلالة خاصة، ولا يمكن أن يفهم بذاته، بدون تفهم تلك الدلالة. وأما حدود هذا البحث النفسي والتي طالتها تلك النظرية فكانت كالتالي: وضح سارتر في المقدمة أن دلالة الفعل الواعي إلى هذا الذي يدل دائماً على الواقع الإنساني الكامل الذي يجعل نفسه منفعلاً ومنتبهاً ومدركاً ومريداً، الخ وقد برهنت دراسة الانفعال عن هذا المبدأ، فالانفعال يشير إلى دلالته. ودلالتيه هي تماماً في الواقع، مجمل الواقع الإنساني في العالم. والانتقال للانفعال هو تعديل كامل "للكائن في العالم" تبعاً لقوانين السحر خاصة.
ويناقش سارتر حدود وصف كهذا فيقول: "إن نظرية الانفعال النفسية تفترض وصفاً مسبقاً للجانب العاطفي من حيث أنه مكون لواقعنا الإنساني ليكون واقعاً إنسانياً عاطفياً في مثل هذه الحال، وبدلاً من أن ننطلق من دراسة الانفعال أو الميول، دراسة تدل على مواقع إنساني لم يوضح بعد كنهاية كل بحث، نهاية مثالية لا غبار عليها لمن يبدأ انطلاقاً من الواقع الإنساني الذي وصف وأثبت بواسطة حدس مسبق. وإن مختلف المدارس الظاهراتية إنما هي تقهقرية، كما وأن موضوع رجوعها للوراء هو بالنسبة إليها الهدف الأسمى. أما مدارس الفينومينولوجيا الصرفة فإنها اطرادية. سنتساءل بلا ريب لماذا يناسبنا في مثل هذه الحالات أن ترجع إلى كل من المدرستين. والفينومينولوجيا الصرفة كافية على ما يبدو. ولكن إذا كان بإمكان الفينومينولوجيا أن تبرهن على أن الانفعال هو تحقيق جوهري للواقع الإنساني حيث هو عاطفة Affection فإنه يستحيل عليها أن تبين أن الواقع الإنساني يجب أن يتمثل بالضرورة في مثل هذه الانفعالات. وأن انفعالات من هذه وتلك إذا ما وجدت وحدها، فإنها إنما تدل على كون الواقع الإنساني في مصطنعاً. وهذا الاصطناع هو ما يجعل اللجوء إلى التجربة المنظمة أمراً ضرورياً، وهو الذي سيحول، على ما يظهر، دون التقاء التقهقرية السيكولوجية، مع التقدمية الفينومينولوجية.
هذا الكتاب من تأليف جان بول سارتر و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها
جان-بول شارل ايمارد سارتر (21 يونيو 1905 باريس - 15 أبريل 1980 باريس) هو فيلسوف وروائي وكاتب مسرحي كاتب سيناريو وناقد أدبي وناشط سياسي فرنسي. بدأ حياته العملية استاذاً. درس الفلسفة في ألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية. حين احتلت ألمانيا النازية فرنسا، انخرط سارتر في صفوف المقاومة الفرنسية السرية. عرف سارتر واشتهر لكونه كاتب غزير الإنتاج ولأعماله الأدبية وفلسفته المسماه بالوجودية ويأتي في المقام الثاني التحاقه السياسى باليسار المتطرف. كان سارتر رفيق دائم للفيلسوفة والأديبة سيمون دي بوفوار التي أطلق عليها اعدائها السياسيون "السارترية الكبيرة". برغم أن فلسفتهم قريبة إلا أنه لا يحب الخلط بينهما. لقد تأثر الكاتبان ببعضهما البعض.
أعمال سارتر الأدبية هي أعمال غنية بالموضوعات والنصوص الفلسفية باحجام غير متساوية مثل الوجود والعدم (1943) والكتاب المختصر الوجودية مذهب إنسانى (1945) أو نقد العقل الجدلي (1960) وأيضا النصوص الأدبية في مجموعة القصص القصيرة مثل الحائط أو رواياته مثل الغثيان (1938) والثلاثية طرق الحرية (1945). كتب سارتر أيضا في المسرح مثل الذباب (1943) والغرفة المغلقة (1944) والعاهرة الفاضلة (1946) والشيطان والله الصالح (1951) ومساجين ألتونا (1959) وكانت هذه الأعمال جزءا كبيرا من إنتاجه الأدبى. في فترة متأخرة من عمره في عام 1964 تحديدا, أصدر سارتر كتابا يتناول السنوات الاحدى عشر الأولى من عمره بعنوان الكلمات بالإضافة إلى دراسة كبيرة على جوستاف فلوبير في كتاب بعنوان أحمق العائلة (1971-1972). لقد أصدر أيضا دراسات عن سير العديد من الكتاب مثل تينتوريتو ومالارميه وشارل بودلير وجان جينيه.
كان سارتر يرفض دائما التكريم بسبب عنده وإخلاصه لنفسه ولأفكاره ومن الجدير بالذكر انه رفض استلام جائزة نوبل في الأدب ولكنه قبل فقط لقب دكتور honoris causa من جامعة أورشليم عام 1976.
الكتب الأكثر قراءة
الكتب الأكثر قراءة