إياك والخلط بين الحركة والفعل. #إرنست همنغواي
تحميل كتاب مجنون الورد pdf الكاتب محمد شكري
"جالس في رحبة مقهى سنترال، وضعي مسترخ. غير مبال بالعابرين. هادئ. ينبغي لمن يريد أن يكلمك أن يهزك من كتفك. هكذا قال لي صديقي. نصفي الأسفل في الشمس. وضع لي كوب شاي. حذرني منه: إنه يحوم حولك. لا تهتم به. يطلب جرعة شاي حذرني منه: إنه يحوم حولك. لا تهتم به. يطلب جرعة شاي، إن لم يعطه أحد إياها فإنه يطلب النعنع ليمتصه، بعد أن يرى الكوب فارغاً. من تقصده؟ ألا تراه؟ ميمون".
على العكس من معظم الكتاب الآخرين، تعلّم محمد شكري لغة الأشياء العارية القاسية، قبل أن يتعلم الكلمات "المعبرة"، لذلك تظل حياته اليومية هي الأساس، وتغدو الكتابة بالنسبة له إدماناً جزئياً يرفض أن يجعل منه قناعاً للتجميل أو مطية للارتقاء في السلم الاجتماعية. الخيوط التي ينسج منها شكري مجموعته القصصية "مجنون الورد" تنتهي إلى رسم "جغرافيا سرية" للمدنية ولتحت أرضها، تبدأ تناسلها جميعاً، من مناخ الهامشيين أو من عالم الأطفال. يبدأ الحكي بتلقائية توهمنا أنه يحكي واقعة من "الوقائع المختلفة"، شاهدها في الطريق أو قرأها في الصحيفة وأعاد صياغتها. لكن هذا التوهم سرعان ما يبدده سطوع كلمات مفاجئة وعبارات مكثفة محملة بالإيحاءات والدلالات، تنقلنا إلى عالم قصصي تؤطره وتوحده تلك الخيوط المتناثرة في مختلف القصص. قوام هذا العالم عند شكري، الهامشيون أو الليليون (مقابل النهاريين كما يحلو له أن يقسم الناس).. في قصة "بشير حياً وميتاً" يجسد شكري هذه العلاقة الغريبة بين العاديين العقلاء والشواذ المجانين: بشير "الأحمق" يقلق الآخرين لكنه يسليهم لأنه ليس فاهم. يتحلقون حوله وهو ممدد في الشارع متمنين موته.. وعندما يستيقظ من غيبوبته يصابون بخيبة أمل: "سينظرون إليه كشبح وهو يسير بينهم". وتلقائية شكري، التي يحكي بها، تلازمه وهو يسمي الأشياء المكونة للاهتمامات اليومية عند أشخاصه الهامشيين. ويكون الجنس في طليعة تلك الاهتمامات. إن الثنائية الفاصلة بين الأشياء تنعدم في سلوكاتهم، والجسد كلي، به يواجهون العالم، ومنه يستوحون ردود الفعل.. والشهوة تختلط بما هو نباتي وحيواني، وبالوجود والعدم.
هذا الكتاب من تأليف محمد شكري و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها
ولد محمد شكري في سنة 1935 م في آيت شيكر في إقليم الناظور شمال المغرب. عاش طفولة صعبة وقاسية في قريته الواقعة في سلسلة جبال الريف، ثم في مدينة طنجة التي نزح إليها مع أسرته الفقيرة سنة1942 م. وصل شكري إلى مدينة طنجة ولم يكن يتكلم بعد العربية لأن لغته الأم كانت هي الأمازيغية، عملَ كصبي مقهى وهو دون العاشرة، ثم عمِلَ حمّالاً، فبائع جرائد وماسح أحذية ثم اشتغل بعد ذلك بائعًا للسجائر المهربة. انتقلت أسرته إلى مدينة تطوان لكن هذا الشاب الأمازيغي سرعان ما عاد لوحده إلى طنجة.لم يتعلم شكري القراءة والكتابة إلا وهو ابن العشرين. ففي سنة 1955 م قرر الرحيل بعيدًا عن العالم السفلي وواقع التسكع والتهريب والسجون الذي كان غارقًا فيه ودخل المدرسة في مدينة العرائش ثم تخرج بعد ذلك ليشتغل في سلك التعليم. في سنة 1966 م نُشِرَت قصته الأولى العنف على الشاطئ في مجلة الأداب اللبنانية. حصل شكري على التقاعد النسبي وتفرغ تمامًا للكتابة الأدبية. توالت بعد ذالك كتاباته في الظهور. اشتغل محمد شكري في المجال الإذاعي من خلال برامج ثقافية كان يعدها ويقدمها في اذاعة طنجة، و خصوصا في برنامجه الشهير شكري يتحدث . عاش شكري في طنجة لمدة طويلة ولم يفارقها إلا لفترات زمنية قصيرة. توفي في 15 نوفمبر 2003.
ولم يتزوج محمد شكري طوال حياته ومن أقواله ‘لكي أصبح أبا لابن عليّ أن أتزوج. لقد عزفت عن الزواج لأني أخشي أن أمارس على من ألد نفس التسلط والقهر اللذين مورسا عليّ. لهذا أنا أخشى أن يكون لي مولود.. فأنا لا أثق في نفسي‘
أبرز أعماله الأدبية:
السيرة الذاتية(3 أجزاء):
الخبز الحافي (1972 م، ولم تنشر بالعربية حتى سنة 1982 م) - الشطار زمن الأخطاء (1992 م).
وجوه.
مجنون الورد (1979 م)
الخيمة (1985 م)
السوق الداخلي (1985 م)
مسرحية السعادة (1994 م)
غواية الشحرور الأبيض (1998 م)
بالإضافة إلى مذكراته مع جان جنيه، بول بولز، و تينيسي وليامز.
الكتب الأكثر قراءة
الكتب الأكثر قراءة