إياك والخلط بين الحركة والفعل. #إرنست همنغواي
تحميل كتاب كائن لا تحتمل خفته pdf الكاتب ميلان كونديرا
العود الأبدي فكرة يكتنفها الغموض، وبها أربك نيتشه الكثيرين من الفلاسفة: أن نتصور أن كل شيء سيتكرر ذات يوم كما عشناه في السابق، وأن هذا التكرار بالذات سيتكرر بلا نهاية! ماذا تعني هذه الخرافة المجنونة؟
تؤكد خرافة العود الأبدي، سلبًا، أن الحياة التي تختفي نهائيًا، والتي لا ترجع، إنما هي أشبه بظل ودون وزن وميتة سلفًا. ومهما تكن هذه الحياة فظيعة أو جميلة أو رائعة، فان هذه الفظاعة وهذا الجمال وهذه الروعة لا تعن شيئًا، هي غير ذات أهمية مثل حرب وقعت في القرن الرابع عشر بين مملكتين إفريقيتين فما غيرت شيئًا في وجه التاريخ، مع أن ثلاثمائة ألف زنجي لاقوا فيها حتفهم وفي عذابات تفوق الوصف. فهل كان سيتغير شيء لو أن هذه الحرب بين المملكتين الإفريقيتين في القرن الرابع عشر قد تكررت مرات لا حصر لها في سياق العود الأبدي.
لنقل أن فكرة العود الأبدي تحدد أفقًا لا تبدو فيه الأشياء كما نعرفها: تظهر لنا من دون الظروف التخفيفية لعرضيتها، هذه الظروف التخفيفية تمنعنا في الحقيقة من إصدار حكم معين. هل بالإمكان إدانة ما هو زائل؟ إن غيوم المغيب البرتقالية تضفي على كل شيء ألق الحنين، حتى على المقصلة.
في عالم العود الأبدي، كل حركة تحمل ثقل مسؤولية لا تطاق. وهذا ما جعل نيتشه يقول" إن فكرة العود الأبدي هي الحمل الاكثر ثقلًا".
إذا كان العود الأبدي هو الحمل الأثقل، يمكن لحيواتنا عندئذ أن تظهر على هذه القماشة الخلفية بكل خفتها الرائعة.
لكن هل الثقل حقا فظيع؟ وجميلة هي الخفة؟
هذا الكتاب من تأليف ميلان كونديرا و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها
ولد ميلان كونيدرا في الأول من ابريل للعام 1929 لأبٍ وأمٍ تشيكيين. كان والده، لودفيك كونديرا (1891 - 1971) عالم موسيقا ورئيس جامعة برنو. كتب كونديرا بواكير شعرية أثناء المرحلة الثانوية. بعد الحرب العالمية الثانية عمل كتاجر وكعازف على آلة الجاز قبل أن يتابع دراسته في جامعة تشارلز في براغ حيث درس علم الموسيقا والسينما والأدب وعلم الأخلاق. تخرج في العام 1952 وعمل بعدها أستاذاً مساعداً ثم محاضراً لمادة الأدب العالمي في كلية السينما في أكاديمية براغ للفنون التمثيلية. في أثناء هذه الفترة نشر شعراً ومقالاتٍ ومسرحياتٍ والتحق بقسم التحرير في عدد من المجالات الأدبية. انضم كونديرا إلى الحزب الشيوعي العام 1948 تحدوه الحماسة شأنه شأن العديد من المثقفين التشيكيين آنذاك. في العام 1950 تم فصله من الحزب بسبب نزعاته الفردية لكنه عاد للالتحاق بصفوفه ابتداءً من العام 1956 حتى العام 1970. عمل كونديرا خلال خمسينيات القرن الماضي ككاتب ومترجم مقالات ومؤلف مسرحيات ، ونشر في العام 1953 أول دواوينه الشعرية إلا أنه لم يحظ بالاهتمام إلا مع مجموعته القصصية الأولى (غراميات ضاحكة) 1963. بعد الغزو السوفيتي لتشكوسلافاكيا بتاريخ 21 آب أغسطس 1968 فقد كونديرا وظيفته كمدرس بحكم أنه كان من طليعيي الحركة الراديكالية فيما عرف باسم (ربيع براغ) كما منعت كتبه من التداول في المكتبات وفي كل أنحاء البلاد بشكل كامل العام 1970. في لعام 1975 أصبح كونديرا أستاذاً ضيفاً في جامعة رين في بريتاني، فرنسا. وكردة فعل على روايته (كتاب الضحك والنسيان) 1978 تنم إسقاط الجنسية التشيكية عن كونديرا لكنه حصل على الجنسية الفرنسية في العام 1981. منذ العام 1985 أصر كونديرا على إجراء حوارات مكتوبة فقط ذلك بسبب شعوره أنه تم نقله بشكل مغلوط أحياناً إلى اللغات التي ترجمت إليها أعماله، وهو يقول عن هذه النقطة بالتحديد في أحد الحوارات معه (للأسف، فإن من يقومون بترجمة أعمالنا، إنما يخوننا, إنهم لا يجرؤون على ترجمة غير العادي وغير العام في نصوصنا، وهو ما يشكل جوهر تلك النصوص. إنهم يخشون أن يتهمهم النقاد بسوء الترجمة وليحموا أنفسهم يقومون بتسخيفنا). أولى أعماله التي كتبها باللغة الفرنسية كانت (فن الرواية) 1986 ومن بعدها رواية (الخلود) 1988. وبكون كونديرا محاضراً في مادة علوم اللغة المقارنة في جامعة رين لعدة سنوات، تمكن من توقيع عقد مع دار غاليمار الشهيرة ابتداءً من العام 1978.
الكتب الأكثر قراءة
الكتب الأكثر قراءة