تحميل كتاب في سبيل الاصلاح PDF

إياك والخلط بين الحركة والفعل. #إرنست همنغواي

كتاب في سبيل الاصلاح PDF

تحميل كتاب في سبيل الاصلاح PDF

تحميل كتاب في سبيل الاصلاح pdf الكاتب علي الطنطاوي

في سبيل الإصلاح هو كتاب من تأليف الشيخ علي الطنطاوي ظهرت الطبعة الأولى منه في عام 1959 م، وهو يضم ثلاثاً وثلاثين مقالة يعود أكثرها إلى عشر الأربعينيات، ويقع في 310 صفحات من القطع المتوسط (14×21). لقد كان "الإصلاح" واحداً من المقاصد الكلية العظمى لمسيرة علي الطنطاوي العلمية والأدبية، وكان السعي إليه والعمل في سبيله واحداً من أهم معالم سيرته. لقد كتب وخطب في سبيل الإصلاح، وحاضر وسافر في سبيل الإصلاح، وكافح ونافح في سبيل الإصلاح، وعاش حياته كلها في سبيل الإصلاح. فكيف لا يحمل واحدٌ من كتبه -بعد هذا كله- هذا العنوان؟ لقد اهتم دائماًً بأساس الإصلاح ولبّه، فما كان ليَضيع -كما يصنع كثير من الوعّاظ والمحدّثين- في القشور ولا يُضيع فيها الناس. في مقالة "أخلاقنا" (التي نشرها عام 1938) يقول: "نحن اليوم -في أكثر بلدان الشرق الإسلامي- في دور يقظة ومطلع نهضة، ولكل نهضة جسم وروح؛ أما الجسم فهذه السياسة وما يتصل بها، وهذه الدواوين الحكومية وما يكون فيها، وهذه القوانين والأنظمة وما ينشأ عنها؛ وأما الروح فهو الأخلاق والعقائد والمثل العليا. فروح الحكم الإخلاص والقناعة والعدل بين الناس، وروح الوظيفة الاستقامة ومعرفة الواجب، وروح المدرسة تنشئة جيل المستقبل على المثل العليا، وروح الصحافة نشر الحق والفضيلة والخير... فهل امتدت نهضتنا إلى الروح؟ أم هي قد اقتصرت على الجسم وحده؛ لم نُعنَ إلا به، شأننا في كل أمر من أمورنا حين نهتم بالقشور ونقف عند الظواهر؟". إن مقالات الكتاب حافلة بالدعوة إلى الخير والصلاح ومكارم الأخلاق؛ فنجد الدعوة إلى الفضيلة ومحاربة الفساد العنصرَ الأبرز في عدد منها، كما في: "دفاع عن الفضيلة" و"رجل في ملابس النساء" و"مناظرة هادئة" و"إلى علماء مصر" و"المشكلة الكبرى". ولكن المؤلف -في دعوته إلى الإصلاح- لا يحصر اهتمامه بهذا الأمر وحده، ولا بجانب دون آخر من جوانب حياة الفرد وحياة المجتمع؛ فنجد الانتصار للفقراء والدعوة إلى العدالة الاجتماعية في مقالات: "إنذار" و"تاجر حرب" و"بطون جائعة وأموال ضائعة" و"يا أيها الأغنياء" و"إلى القرية يا شباب". ونجد تشخيصاً وعلاجاً لمشكلاتٍ اجتماعية (كالغش والمماطلة والتطفل والاستهتار والفردية والأنانية والنفاق وضياع الأمانة) في مقالات: "الأمانة" و"من أخلاقنا" و"حق الضيافة" و"في القهوة" و"بين الزوجين". ونجد دعوة إلى إصلاح التعليم وإحياء اللغة في مقالات: "مستقبل الأدب" و"دفاع عن الأدب" و"أسلوب جديد في التعليم" و"لو أقر المجمع" و"الأدباء الرسميون". ويدافع عن الأزهر و يدعو إلى إصلاحه في مقالتي: "إن هذا العلم دين" و"إلى علماء الأزهر". 

هذا الكتاب من تأليف علي الطنطاوي و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها

الشيخ علي الطنطاوي (23 جمادى الأولى 1327 هـ 12 يونيو 1909م - 18 يونيو عام 1999م الموافق 4 ربيع الأول 1420 هـ) هو فقيه وأديب وقاض سوري، ويُعتبر من كبار أعلام الدعوة الإسلامية والأدب العربي في القرن العشرين.
ولد علي الطنطاوي في دمشق في 23 جمادى الأولى 1327 (12 حزيران (يونيو) 1909) لأسرة عُرف أبناؤها بالعلم، فقد كان أبوه، الشيخ مصطفى الطنطاوي، من العلماء المعدودين في الشام وانتهت إليه أمانة الفتوى في دمشق. وأسرة أمه أيضاً (الخطيب) من الأسر العلمية في الشام وكثير من أفرادها من العلماء المعدودين ولهم تراجم في كتب الرجال، وخاله، أخو أمه، هو محب الدين الخطيب الذي استوطن مصر وأنشأ فيها صحيفتَي "الفتح" و"الزهراء" وكان له أثر في الدعوة فيها في مطلع القرن العشرين.
كان علي الطنطاوي من أوائل الذين جمعوا في الدراسة بين طريقي التلقي على المشايخ والدراسة في المدارس النظامية؛ فقد تعلم في هذه المدارس إلى آخر مراحلها، وحين توفي أبوه -وعمره ست عشرة سنة- صار عليه أن ينهض بأعباء أسرة فيها أمٌّ وخمسة من الإخوة والأخوات هو أكبرهم، ومن أجل ذلك فكر في ترك الدراسة واتجه إلى التجارة، ولكن الله صرفه عن هذا الطريق فعاد إلى الدراسة ليكمل طريقه فيها، ودرس الثانوية في "مكتب عنبر" الذي كان الثانوية الكاملة الوحيدة في دمشق حينذاك، ومنه نال البكالوريا (الثانوية العامة) سنة 1928.
بعد ذلك ذهب إلى مصر ودخل دار العلوم العليا، وكان أولَ طالب من الشام يؤم مصر للدراسة العالية، ولكنه لم يتم السنة الأولى وعاد إلى دمشق في السنة التالية (1929) فدرس الحقوق في جامعتها حتى نال الليسانس (البكالوريوس) سنة 1933. وقد رأى -لمّا كان في مصر في زيارته تلك لها- لجاناً للطلبة لها مشاركة في العمل الشعبي والنضالي، فلما عاد إلى الشام دعا إلى تأليف لجان على تلك الصورة، فأُلفت لجنةٌ للطلبة سُميت "اللجنة العليا لطلاب سوريا" وانتُخب رئيساً لها وقادها نحواً من ثلاث سنين. وكانت لجنة الطلبة هذه بمثابة اللجنة التنفيذية للكتلة الوطنية التي كانت تقود النضال ضد الاستعمار الفرنسي للشام، وهي (أي اللجنة العليا للطلبة) التي كانت تنظم المظاهرات والإضرابات، وهي التي تولت إبطال الانتخابات المزورة سنة 1931.
في عام 1963 سافر علي الطنطاوي إلى الرياض مدرّساً في "الكليات والمعاهد" (وكان هذا هو الاسم الذي يُطلَق على كلّيتَي الشريعة واللغة العربية، وقد صارت من بعد جامعة الإمام محمد بن سعود). وفي نهاية السنة عاد إلى دمشق لإجراء عملية جراحية بسبب حصاة في الكلية عازماً على أن لا يعود إلى المملكة في السنة التالية، إلا أن عرضاً بالانتقال إلى مكة للتدريس فيها حمله على التراجع عن ذلك القرار.
وهكذا انتقل علي الطنطاوي إلى مكة ليمضي فيها (وفي جدّة) خمساً وثلاثين سنة، فأقام في أجياد مجاوراً للحرم إحدى وعشرين سنة (من عام 1964 إلى عام 1985)، ثم انتقل إلى العزيزية (في طرف مكة من جهة منى) فسكنها سبع سنوات، ثم إلى جدة فأقام فيها حتى وفاته في عام 1999م.
آثر علي الطنطاوي ترك الإذاعة والتلفزيون حينما بلغ الثمانين. وكان قبل ذلك قد لبث نحو خمس سنين ينشر ذكرياته في الصحف، حلقةً كل يوم خميس، فلما صار كذلك وقَفَ نشرَها (وكانت قد قاربت مئتين وخمسين حلقة) وودّع القرّاء فقال: "لقد عزمتُ على أن أطوي أوراقي، وأمسح قلمي، وآوي إلى عزلة فكرية كالعزلة المادية التي أعيشها من سنين، فلا أكاد أخرج من بيتي، ولا أكاد ألقى أحداً من رفاقي وصحبي".
ثم أغلق عليه باب بيته واعتزل الناس إلا قليلاً من المقربين يأتونه في معظم الليالي زائرين، فصار ذلك له مجلساً يطل من خلاله على الدنيا، وصار منتدى أدبياً وعلمياً تُبحث فيه مسائل العلم والفقه واللغة والأدب والتاريخ، وأكرمه الله فحفظ عليه توقّد ذهنه ووعاء ذاكرته حتى آخر يوم في حياته، حتى إنه كان قادراً على استرجاع المسائل والأحكام بأحسن مما يستطيعه كثير من الشبان، وكانت - حتى في الشهر الذي توفي في ه- تُفتتح بين يديه القصيدة لم يرَها من عشر سنين أو عشرين فيُتمّ أبياتَها ويبين غامضها، ويُذكَر العَلَم فيُترجم له، وربما اختُلف في ضبط مفردة من مفردات اللغة أو في معناها فيقول: هي كذلك، فيُفتَح القاموس المحيط (وكان إلى جواره حتى آخر يوم في حياته) فإذا هي كما قال!
ثم ضعف قلبه في آخر عمره فأُدخل المستشفى مرات، وكانت الأزمات متباعدة في أول الأمر ثم تقاربت، حتى إذا جاءت السنة الأخيرة تكاثرت حتى بات كثيرَ التنقل بين البيت والمستشفى. ثم توفي بعد عشاء يوم الجمعة، 18 حزيران عام 1999م الموافق 4 ربيع الأول 1420 هـ، في قسم العناية المركزة في مستشفى الملك فهد بجدة، ودُفن في مكة المكرمة في اليوم التالي بعدما صُلّي عليه في الحرم المكي الشريف.