تحميل كتاب في رحاب التفسير - الجزء الحادي عشر PDF

إياك والخلط بين الحركة والفعل. #إرنست همنغواي

كتاب في رحاب التفسير - الجزء الحادي عشر PDF

تحميل كتاب في رحاب التفسير - الجزء الحادي عشر PDF

تحميل كتاب في رحاب التفسير - الجزء الحادي عشر pdf الكاتب عبد الحميد كشك

في رحاب التفسير هو عباره عن تفسير كامل للقرآن للشيخ كشك ويقع فى 30 جزء

ظل الداعية الإسلامى الشيخ عبد الحميد كشك لأعوام عديدة يلتقي بأحبائه من المسلمين، من فوق منبره فى مدرسة محمد صلى الله عليه وسلم، فى خطب الجمعة، وفى دروسه وفتاويه التى كانت تشغل كل أيام الأسبوع، فتنشرح الصدور، وتصفو الأفئدة وتتطهر النفوس وتتغذى العقول والأرواح.. وتتنزل السكينة والرحمة..
واشتهر مجلس الشيخ، وذاع صيته حتى بلغ آفاق الأرض إلى عنان السماء.. وقصده المسلمون من القاهرة وما حولها من مدن وقرى.. وأتاه الزائرون من أنحاء العالم الإسلامى كله.. وفى يوم الجمعه يمتلئ المسجد على سعته وكثرة مبانيه فيضيق بمن فيه من المصلين فيؤمون ما يحيط المسجد من شوارع وطرقات.. وما أن ينتهى الشيخ من خطبته وما يليها من دروس وموعظة حتى تتلقف الأيدى الأشرطة كى تسمعها النساء فى البيوت، ولكى تطير إلى قارات الدنيا الست تنتقل للمسلمين فى مشارق الأرض ومغاربها ما قاله الشيخ فلا يحرمون من نفعه.
وفى سبتمبر 1981 حيل بين الشيخ ومنبره.. ومنع من أن يلقى الأحبة.. فى دروس أو فتاوى... فكانت الضارة النافعة.. فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا.. وعجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير.. فعكف الشيخ على القرآن الكريم.. مأدبة الله، الذى لا تنقضى عجائبه ولا تنفد أنواره التى تبدد الظلمات.. يحيى به لياليه يطالع آياته.. ويعانيها ويفسرها.. تفسيرا يضيف إلى كل ما سبقه الكثير، تفسيرا يتجه إلى القلوب فيفك مغاليقها ويفتح أقفالها، فى عبارات جزلة ومعان مضيئة تخاطب مسلم اليوم فتأخذه مما يكتنفه من ظلمات ركام الجاهلية إلى نور الله وشفاء لما فى الصدور.. فتتبدد الظلمة.. وتنقشع الغمة..
وعاش الشيخ أيامه فى هذه الأعوام فى رحاب التفسير معتكفا عليه فى بيته، رافضا كل عرض بسفر أو هجرة، مهما برق لمعانه أو اشتد إغراؤه، أو زاد إلحاحه.. فقد استشعر لذة القرآن وأظلته نعماؤه.. وأحس أن الأقدار قد هيأت له هذه الظروف للاضطلاع بهذه المهمة التى تحتاج لهذا التفرغ الكامل..
وعهد إلينا الشيخ بما انتهى منه.. وهو كان يمضى فى طريقه يشق عباب البحر وشاطئ النهاية يلوح من بعيد.. يزداد منه اقترابا كل يوم.. طالبا منا أن تقدمه إلى المسلمين فى كل مكان كما قدمنا من قبل مكتبته التى انتشرت فى كل مكان .. وسخر الله لنشرها أهل الدنيا من الموارنة والملحدين يزورون طبعاتها ويصلون بها إلى ما لم نصل إليه من بقاع الأرض، قاصدين لعاعات الدنيا التى ما قصدناها... فيكتب لشيخنا ولنا الأجر النافع بفضله وجودة ومنه وكرمه.
نسأل الله العلى القدير أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم مبرأ من كل ما عداه من أغراض، فيكون لشيخنا ولنا قائدا إلى الجنة وشفيعا يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر، ونورا يوم ندخل قبورنا وأن ينفع به من قرأه من المسلمين آمين يارب العالمين.
احمد يحيى

هذا الكتاب من تأليف عبد الحميد كشك و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها

عبد الحميد كشك (1933م - 1996م). عالم وداعية إسلامي مصري، كفيف، يلقب بـفارس المنابر ومحامي الحركة الإسلامية، ويعد من أشهر خطباء القرن العشرين في العالم العربي والإسلامي. له أكثر من 2000 خطبة مسجلة. خطب مدة أربعين سنة دون أن يخطئ مرة واحدة في اللغة العربية.

حياته وعلمه

وُلد عبد الحميد بن عبد العزيز كشك في شبراخيت بمحافظة البحيرة يووم الجمعة 13 ذو القعدة 1351 هـ الموافق لـ 10 مارس 1933م، وحفظ القرآن وهو دون العاشرة من عمره، ثم التحق بالمعهد الديني بالإسكندرية، وفي السنة الثانية ثانوي حصل على تقدير 100%. وكذلك في الشهادة الثانوية الأزهرية وكان ترتيبه الأول على الجمهورية، ثم التحق بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر. وكان الأول على الكلية طوال سنوات الدراسة، وكان أثناء الدراسة الجامعية يقوم مقام الأساتذة بشرح المواد الدراسية في محاضرات عامة للطلاب بتكليف من أساتذته الذين كان الكثير منهم يعرض مادته العلمية عليه قبل شرحها للطلاب، خاصة علوم النحو والصرف.

عُين عبد الحميد كشك معيداً بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر بالقاهرة عام 1957م، ولكنه لم يقم إلا بإعطاء محاضرة واحدة للطلاب بعدها رغب عن مهنة التدريس في الجامعة، حيث كانت روحه معلقة بالمنابر التي كان يرتقيها منذ الثانية عشرة من عمره، ولا ينسى تلك الخطبة التي ارتقى فيها منبر المسجد في قريته في هذه السن الصغيرة عندما تغيب خطيب المسجد، وكيف كان شجاعاً فوق مستوى عمره الصغير، وكيف طالب بالمساواة والتراحم بين الناس، بل وكيف طالب بالدواء والكساء لأبناء القرية، الأمر الذي أثار انتباه الناس إليه والتفافهم حوله.

بعد تخرجه من كلية أصول الدين، حصل على إجازة التدريس بامتياز، ومثل الأزهر الشريف في عيد العلم عام 1961م، ثم عمل إماماً وخطيباً بمسجد الطحان بمنطقة الشرابية بالقاهرة. ثم انتقل إلى مسجد منوفي بالشرابية أيضاً، وفي عام 1962م تولى الإمامة والخطابة بمسجد عين الحياة، بشارع مصر والسودان بمنطقة حدائق القبة بالقاهرة. ذلك المسجد الذي ظل يخطب فيه قرابة عشرين عاماً

وفاته

قبل وفاته وكان يوم جمعة وقبل أن يتنفل قصَ على زوجته وأولاده رؤيا وهي رؤية النبي محمد صلى الله عليه وسلم وعمر بن الخطاب بالمنام حيث رأى في منامه رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال له: "سلم على عمر"، فسلم عليه، ثم وقع على الأرض ميتا فغسله رسول الله صلى الله عليه وسلم بيديه. فقالت له زوجته: - وهي التي قصت هذه الرؤيا - علمتنا حديث النبي أنه من رأى رؤيا يكرهها فلا يقصصها. فقال الشيخ كشك: ومن قال لك أنني أكره هذه الرؤيا والله إنني لأرجو أن يكون الأمر كما كان. ثم ذهب وتوضأ في بيته لصلاة الجمعة وكعادته، بدأ يتنفل بركعات قبل الذهاب إلى المسجد، فدخل الصلاة وصلى ركعة، وفي الركعة الثانية، سجد السجدة الأولى ورفع منها ثم سجد السجدة الثانية وفيها توفي. وكان ذلك يوم الجمعة 25 رجب 1417 هـ الموافق لـ 6 ديسمبر 1996م. وكان يدعو الله من قبل أن يتوفاه ساجدا فكان له ما أراد.