إياك والخلط بين الحركة والفعل. #إرنست همنغواي
تحميل كتاب عدو الشعب - نسخة أخرى pdf الكاتب هنريك إبسن
بيرنيك أحد أعمدة المجتمع في بلدة صغيرة في النرويج: حيث البحر والـ فيوردات والتطور الاقتصادي، هذا إذا لم نقل قفزات المشاريع الاقتصادية التي يديرها بيرنيك هذا. إنه مثال الرجل الكبير في أعماله ومشاريعه. لكن، وكما هي العادة في مسرحيات إبسن، هناك نقاط سود في ماضيه، تظهر انتهازيته وجبنه وعدم تحمله مسؤولية أخطائه، ولا بد أن تظهر هذه النقاط إلى العلن حتى تتطهر نفسه وتزول الغشاوة عن صفحة أخلاقه التي يضرب بها المثل بالطهارة والاستقامة. من الذي يحثه على إظهار الحقيقة؟ من الذي سيرفض هذا؟ وحين يأزف الوقت لكشف المستور بعد طول تردد، وبعدما يكون قد تورط في جريمة جديدة، وفي موقف يكون فيه أحوج ما يكون للحفاظ على سمعته، يعلن الحقيقة، لكن الناس الذين كان يخاف أن يدينوه يحملونه على الأعناق بدل أن ينفضوا من حوله!
هذا الكتاب من تأليف هنريك إبسن و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها
ولد هنريك إبسن في مدينة سكيين بالنرويج في العشرين من مارس عام 1828. في عام 1844 أصبح صيدلياً مساعداً في مدينة غريمستاد. بدأت شهرته مع ثاني مسرحية له وهي "عربة المحارب" (1850). عمل في السنوات السبع التالية كمدير تحريري في مدينة برجن لصالح المسرح النرويجي. وهو كاتب مسرحي نرويجي من كتّاب المسرح العظام في العالم. تتسم نظرته للحياة بالعمق والشـمول ويتسـم مسرحه بدقة المعمار والإقتصاد مع تعبير شاعري دقيق. وإذا كانت مسرحياته نادراً ما تأخذ الشكل التراجيدي إلا إنها عموماً تتخذ المزاج التراجيدي أو المأساوي الجاد.
ولقـد كتب أولى مسرحياته (كاتالينا)عام 1850 وجاءت ميلودراما مليئة بالإمكانات التي لم يرها معاصروه. وفي عام 1851 عمل إبسن كمساعد في مسرح بيرجين ثم سافر إلى الدنمارك وألمانيا لدراسة التكنيك المسـرحي. وفي عام 1854 كتب مسرحية السيدة إنجر من ستوارت وهي مسـرحية تجري أحداثها في العصور الوسطى في النرويج المعاصرة لإبسن. وفي عام 1855 كتب مسرحية تتناول موضوعاً من العصور الوسطى بطريقة رومانسية شاعرية مليـئة بالحـديث عن أمجاد النرويج السابقة وقد حققت قدراً من النجاح.
وصف النقّاد كل مسرحية من مسرحيات إبسن بالقنبلة الموقوتة، فكل منها تفجّر قضية ما وتثير ردود فعل عنيفة، فقد اختار إبسن "تمزيق الأقنعة" كلها وكشف الزيف الاجتماعي داعياً إلى الاعتدال والوسطية بعيدا عن التطرف.
ففي عام 1879 عرضت مسرحية "بيت الدمية" والتي أثارت غضب المشاهدين فرموا الممثلين بالطماطم معتبرين المسرحية إهانة تمس بمكانة المرأة، وتهدد الطمأنينة العائلية إذ ترفض "نورا" الزوجة القليلة الخبرة أن تحيا حياة زائفة مع زوجها المثقف وتكتشف أنه لا يكن لها احتراماً حقيقياً ولا يؤمن بحقها في أن تفكر أو تتخذ أي قرار.
فنجد إبسن وقد مزق القناع عن حياة زوجية عاشت فيها الزوجة كاللعبة في البيت أكثر منها شريكة لزوجها الذي لم تدخر أي جهد لتسعده في حين يتعامل معها هو كالدمية التي لا تفهم شيئا، لتكتشف "نورا" خديعتها في زوجها وتجد أن ما كانت تعتبره سعادة كان وهم.
ونظرا للجدل الذي أثارته هذه المسرحية فقد استغلتها الحركات النسائية المتطرفة في العصر الحديث أسوأ استغلال في تفسير المسرحية بعيداً عن مقاصد ابسن الحقيقية، ولما قوبلت هذه المسرحية، لاسيما في ألمانيا، بعاصفة من الإحتجاجات، اضطر "إبسن" معها إلى أن يضع لها خاتمة إرضاء للجمهور، ولا تزال المسرحية حتى اليوم تثير جدلاً بين النقاد المحدثين.
توفي إبسن في الثالث والعشرين من مايو عام 1906 بعد صراع طويل مع المرض وبعد أن وضع اسمه في مصاف أشهر المسرحيين في العالم.
الكتب الأكثر قراءة
الكتب الأكثر قراءة