إياك والخلط بين الحركة والفعل. #إرنست همنغواي
تحميل كتاب سيف باردليان pdf الكاتب ميشال زيفاكو
“وقف بارداليان يتأمل الرسوم في قاعة الاستقبال، فشاهد فيما شاهد صورة (لويزا) فلما أمعن النظر فيها أدرك أن هذه لا بد أن تكون أمها (جان)… حين كانت لا تزال شابة فتية. ودخل المارشال عليه في هذه اللحظة فلما شاهده يتأمل صورة جان قال له: أكنت تنظر إلى هذه الصورة؟ نعم يا سيدي فإنها أجمل صورة لامرأة شاهدتها في حياتي. وهل تحسب نفسك سعيداً إذا التقيت بمثلها؟ بل إني أحسب نفسي من أسعد الناس إذا لقيت مثلها وجعلتها معبودتي. فقال المارشال: إني أحس بعطف نحوك أيها الشاب فتعال إلى جانبي لأقص عليك قصة هذه المرأة وأخذ المارشال يقص على بارداليان قصة اممرأته جان على أنها قصة امرأة أحد أصحابه، وكيف خانت زوجها لما سافر للحرب بعيداً عنها. فقال له بارداليان بعد أن أنهى قصته: إن صديقك مخطئ يا سيدي. فظن المارشال أن بارداليان يحاول الدفاع عن النساء كما هي عادة شباب العصر. فقال له: دع دفاعك الآن وابحث فيما جئت لأجله. أمرك يا سيدي… إني أقيم في فندق دفينير، في شارع “سانت دنيس”، وهناك منزل تجاه الفندق، يعيش فيه كثير من الفقراء، بينهم امرأتان، أريد التحدث إليك بشأنها… أم وابنتها. ولعلم يا سيدي أن هاتين المرأتين على فقرهما وجمالهما، يحترمهما الناس من سكان الشارع كل الاحترام… وقد ربت الأم ابنتها وأنشأتها كما لو كانت أميرة من الأميرات… فقال المارشال: لقد أحببت هاتين السيدتين إلى قلبي، فما الذي يجب أن أفعله لهما؟ مهلاً يا سيدي… هذه الأم التي لا يعرف اسمها أحد، تلقب بذات (النقاب الأسود). فهي لم تخلع الرداء الأسود منذ عرفها سكان الحي مما يدل على أنها أصيبت بنكبة عظيمة، ولتعلم يا سيدي أن السبب في نكبة هذه السيدة كان والدي، وسوف تعرف تفاصيل هذه القصة حين تقرأ هذه الرسالة التي وصلتني بعد اختطاف السيدة وابنتها منذ يومين. وقدم بارداليان الرسالة إلى المارشال… الذي ملكته الدهشة لما سمع، فقد أحس من أعماق قلبه أن القصة تهمه، وأنه لا بد أن تكون له علاقة بها. وفضى الرسالة وأخذ يقرأها… ولكن المفاجأة التي ملكت الشاب كانت أعظم، وأفجع لما شاهد المارشال ليسقط مغمى عليه، حين انتهى من قراءتها”.
هذا الكتاب من تأليف ميشال زيفاكو و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها
ولد ميشال في 1 فبراير 1860 في جزيرة كورسيكا الفرنسية وامضى سنوات مراهقته في مدرسه داخلية، لم يتوقف عند هذا الحد بل اكمل دراسته الجامعية فحصل على درجة البكاليريوس في عام 1878، وعمل مدرسا لفترة قصيره وهو في سن العشرين والتحق بالجيش لمده اربع سنوات وقدم استقالته في عام 1886.
اسس مجله Gueux الاسبوعية، وأصبح صحافي متشددا، فكان يكتب في الصحف اللثورية المختلفة فدعى الي النضال والثوره ضد الدين في نهايه القرن التاسع عشر. في 6 أكتوبر 1892 تم حبسه لمده 6 شهور وتغريمه بسبب قوله في جلسه علنيه:"إن المواطنين يقتلوننا من الجوع، ويسرقون ويقتلون، جميع الوسائل جيدة للتخلص من هذا العفن " فتم الحكم عليه من قبل محكمة الجنايات العليا لنهر السين في باريس.
بعد خروجه من السجن اعتزل السياسة فتفرغ إلى كتاباته الأدبية فكانت له العديد من الروايات والمسسلسلات الشعبية الراسخة التي ترجمت إلى عدت لغات منها العربية.
توفى في 1918 بسبب السرطان، فخلف وراءه ثروه ادبيه خالده إلى يومنا هذا.
الكتب الأكثر قراءة
الكتب الأكثر قراءة