إياك والخلط بين الحركة والفعل. #إرنست همنغواي
تحميل كتاب خورخي لويس بورخيس: مختارات من شعره pdf الكاتب خورخي لويس بورخيس
أعتبر نفسي أولًا قارئًا، ثم شاعرًا، ثم كاتب نثر. الجزء الأول من هذه العبارة لا يتطلب شرحًا؛ أما الجزءان الأخيران فيقتضيان بعض التحديد. فهما لا يعنيان- وأؤكد ذلك- أنني أكثر شغفًا بشعري مني بنثري، أو أنني أعتبر شعري أفضل في جانبه التقني. فأنا أعلم أن العكس قد يكون صحيحًا. أظن أن الشعر يختلف عن النثر لا ببنية الكلمات فيه- كما يدعي البعض- بل بكون كل منهما يقرأ قراءة مختلفة. فإذا قرئ النص كأنه يخاطب العقل فهو نثر، وقد يكون شعرًا إن قرئ كأنه يخاطب الخيال. لا أستطيع أن أحدد هل عملي شعر أو نثر؛ كل ما أستطيع قوله هو أنني أخاطب الخيال. لست مفكرًا. ما أنا إلا رجل حاول أن يسكتشف الإمكانات الأدبية للميتافيزيقا والدين.
قصصي خارجة عني بمعنى من المعاني. أحلم بها، أشكلها، ثم أكتبها، وتصبح بعد ذلك حين تنشر ملكًا للآخرين. كل ما هو شخصي، كل شيء في يتقبله أصدقائي بكرم- ما أحبه وما أكرهه، هواياتي، عاداتي- موجود في شعري. لعل قصائدي هي التي ستحدد في النهاية نجاحي أو إخفاقي.
لست متأكدًا من أنني موجود، الواقع أنني أنا كل الكتاب الذين قرأت لهم، كل الناس الذين قابلتهم، كل النساء اللواتي أحببتهن؛ كل المدن التي زرتها، كل أسلافي... لعلني أرغب في أن أكون أبي الذي كان يكتب وكان لديه من اللياقة ما جعله يمتنع عن النشر. لا شيء يا صديقي؛ أكرر ما قلته لك: لست متأكدًا من أي شيء، لا أعلم أي شيء... هل تستطيع أن تتصور أنني لا أعلم حتى تاريخ موتي؟
هذا الكتاب من تأليف خورخي لويس بورخيس و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها
كاتب أرجنتيني يعتبر من أبرز كتاب القرن العشرين بالإضافة إلى قصصه القصيرة والتي نال شهرته منها، كتب بورخيس الشعر والمقالات والعديد المسرحيات وكم كبير من النقد الأدبي والافتتاحيات وتعقيبات على كتب وعدد ضخم من المختارات الأدبية. كما كان مترجما بارعا للأدب من الإنجليزية والفرنسية والألمانية إلى الإسبانية (بالإضافة إلى الإنجليزية القديمة والإسكندنافية).
ولد بورخيس في بوينس آيرس وكان والده خورخي غويلرمو بورخيس محاميا وأستاذا لعلم النفس، وكان مصدرا للإلهام الأدبي حيث قال عنه بورخيس: «حاول أن يصبح كاتبا ولكن محاولته فشلت»، وقال أيضا: «كتب مقاطعا شعرية جيدة جدا». أما والدته ليونور أسيفيدو سواريز فقد تعلمت الإنجليزية من زوجها وعملت كمترجمة. عائلة والده كانت ذات أصول إسبانية وبرتغالية وبريطانية وعائلة والدته كانت إسبانية وربما لها أصول برتغالية. كان عائلته في المنزل تتحدث الإسبانية والإنجليزية ولذا فقد نشأ بورخيس قادرا على أن يتحدث لغتين. كانت نشأته في ضاحية بالرمو في بيت كبير به مكتبة ضخمة.
بفقده عمله وضعف بصره بالتدريج أصبح بورخيس غير قادر على إعالة نفسه ككاتب فبدأ عملا جديدا كمحاضر عام. وبالرغم من وجود بعض الاضطهاد السياسي فقد كان بورخيس ناجحا إلى حد معقول وأخذت شهرته تزداد بين الناس حتى عين في منصب رئيس جمعية الكتاب الأرجنتينيين (1950 - 1953 م) وكأستاذ للإنجليزية والأدب الأمريكي (1950 - 1955 م) في الجمعية الأرجنتينية للثقافة الإنجليزية.
بدأت شهرة بورخيس الدولية في مطلع عقد 1960. ففي عام 1961 م حصل على جائزة فورمنتر مشاركة مع صاموئيل بكيت. ولما كان هذا الأخير معروفا وذا اسم عند متكلمين الإنجليزية في حين كان بورخيس غير معروف عندهم وأعماله غير مترجمة، أخذ الفضول يدور حول هذا الكاتب المغمور الذي شارك الجائزة مع بكيت. قامت الحكومة الإيطالية بمنحه لقب قائد تكريما له، كما عينته جامعة تكساس في أوستن لسنة واحدة. قاد هذا الأمر إلى قيام بورخيس بجولة لإعطاء المحاضرات في الولايات المتحدة، ثم ظهر أول ترجمة لأعماله بالإنجليزية في 1962 م، وتبع ذلك جولات في أوروبا ومنطقة الأنديز في أمريكا الجنوبية في سنوات لاحقة. منحته إليزابيث الثانية ملكة المملكة المتحدة وسام الإمبراطورية البريطانية في عام 1965 م. وقد حصل بورخيس بعد ذلك على عشرات الأوسمة والتكريمات في ما تلى من سنوات، ومثال ذلك حصوله على وسام جوقة الشرف الفرنسية وجائزة كيرفانتس.
الكتب الأكثر قراءة
الكتب الأكثر قراءة