إياك والخلط بين الحركة والفعل. #إرنست همنغواي
تحميل كتاب الوجه الآخر pdf الكاتب فؤاد التكرلي
وكان يسير بخطوات بطيئة ثقيلة دون أن ينظر إلى وجوه المارين رغم شعوره بوطء وجودهم. لا شيء يريح في هذه الوجوه. آلمه، في المستشفى، ذلك الانطباع الذي كان يصدمه في وجوه معارفه وبعض موظفي المستشفى. انطباع يائس بانعزالهم عنه وعن محنته. كان يرى بفزع في عيونهم صمتاً موحشاً لنداءاته، وكان يشعر بفزع أشد حين يخطر له أن زوجته، في نوبات صحوتها، قد ترى مثل هذا الصمت في عينيه. هذه الـ"قد"، كم أرقته ليالي ولم تزل. إنها الشكل المستديم في الا نكون بشراً. ومن يدري، فقد لا نستطيع كلنا، أن نثبت حقيقة أخرى تنقض هذا الشك. إنه الوجه الآخر، الهارب منا على الدوام.
تحميل كتاب الوجه الآخر PDF - فؤاد التكرلي
هذا الكتاب من تأليف فؤاد التكرلي و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها
فؤاد التكرلي (22 أغسطس 1927م - 11 فبراير 2008م)، روائي عراقي استطاع أن يحصد أوقات نجاحه بحرية وبلا صخب روايات قليلة، إلا أن مساحة تأثيرها كانت أكبر انها نموذج للروايات الكلاسيكية الحديثة ببنائها. روائي عراقي أسهم في تطور الثقافة العربية وأثرى المكتبة العربية بالكثير من قصصه الأدبية،
ولد التكرلي في بغداد عام 1927 ودرس في مدارسها، تخرج من كلية الحقوق عام 1949 ثم عمل ككاتب تحقيق وبعدها محاميا، ثم قاضيا، وتولى عدة مناصب في الدولة ومنها في القضاء العراقي حيث تم تعيينه قاضيا في محكمة بداءة بغداد عام 1964، وبعدها سافر إلى فرنسا ثم عاد ليعين خبيرا قانونيا في وزارة العدل العراقية. وعاش في تونس لسنوات بعد تقاعده، وعمل في سفارة العراق بعد حرب الخليج عام 1991، وألف القصص بأسلوب أبداعي متميز.
ينتمي التكرلي إلى عائلة ذات حظوة دينية ومكانة اجتماعيّة متميزة، وإذا كانت هذه العائلة بتفرّعاتها المختلفة قد تمتّعت بمباهج السلطة في بداية الحكم الملكي في العراق، فإنّها سرعان ما تخلّت عن الدور الذي أنيط بها موقتاً لجيل جديد من السياسيّين نشؤوا تحت الراية العثمانية وتعلّموا صرامة عسكرها، لكنّهم تعلموا أيضاً من الاحتلال البريطاني بعض عناصر الحداثة الأوروبية. وقد أدى ذلك إلى فترة انفراج نسبي اجتماعيّاً أسهمت في إظهار ذلك الجيل الذي لا يتكرّر من المبدعين أو ساعدته على إنضاج تجاربه.
نشر التكرلي أولى قصصه القصيرة في عام 1951 في مجلة الأديب اللبنانية، ولم ينقطع عن نشر قصصه في الصحف والمجلات العراقية والعربية، كما صدرت له في تونس عام 1991 مجموعة قصصية بعنوان (موعد النار). وفي عام 1995 صدرت له رواية (خاتم الرمل). وكتب روايته الأخيرة (اللاسؤال واللاجواب) عام 2007. كانت له أيضا مؤلفات أخرى مثل خزين اللامرئيات والرجع البعيد التي أسست لخطاب روائي متميز وأرخت لحقبة تاريخية مهمة في الحياة العراقية وكانت مفعمة بالروح والأعراف الشعبية ونكهة كل وجبة وبهاء كل طقس اجتماعي لأهل بغداد العجيبين.
الكتب الأكثر قراءة
الكتب الأكثر قراءة