إياك والخلط بين الحركة والفعل. #إرنست همنغواي
تحميل كتاب أدب الإختلاف في الإسلام pdf الكاتب طه جابر العلواني
تعددت وتشعبت أمراض الأمة الإسلامية حتى شملت جوانب متعددة من شؤون الدين والدنيا، ومما يعجب له ويستغرب أن الأمة لا تزال على قيد الحياة، لم تصب منها تلك الأدواء والعلل، مقتلاً على كثرتها وخطورتها، وبعضها كان كفيلاً بإبادة أمم وشعوب لم تغن عنها كثرتها ولا وفرة مواردها. ولعل مرد نجاة هذه الأمة إلى هذا اليوم -رغم ضعفها وهرمها- هو وجود كتاب ربها وسنة رسولها صلى الله عليه وسلم واستغفار الصالحين من أبنائها.
ولعل من أخطر ما أصيبت به الأمة الإسلامية من أمراض هو داء "الاختلاف" أو "المخالفة". ذلك الداء المستفحل المتفشي الذي شمل كل حقل وكل مصر وكل مجتمع، وضم في دائرته البغيضة النكدة الفكر والعقيدة والتصور والرأي والذوق والتصرف والسلوك والخلق والنمط الحياتي وطرائق التعامل وأساليب الكلام والآمال والأهداف والغايات البعيدة والقريبة، حتى خيم شبحه الأسود على نفوس الناس فتلبد الجو بغيوم أوهام أمطرت وأبلها على القلوب المجدبة. فأنبتت لفيفاً من الأقوام المتصارعة المتدابرة وكأن كل ما لدى هذه الأمة من أوامر ونواه وتعاليم يحثها على الاختلاف ويرغب بالتدابر والتناحر!!
والأمر عكس ذلك تماماً، فإن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ما حرصا على شيء -بعد التوحيد- حرصهما على تأكيد وحدة الأمة ونبذ الاختلاف بين أبنائها ومعالجة كل ما من شأنه أن يعكر صفو العلاقة بين المسلمين، أو يخدش أخوة المؤمنين. ولعل مبادئ الإسلام ما نددت بشيء -بعد الإشراك بالله- تنديدها باختلاف الأمة وتنازعها، وما حضت على أمر -بعد الإيمان بالله- حضها على الوحدة والائتلاف بين المسلمين. وأوامر الله ورسوله واضحة في دعوتها إلى وحدة الصف، وائتلاف القلوب، وتظافر الجهود وتساند المساعي.
ومن هنا يأتي هذا الكتاب مساهمة في تحقيق الوعي ومحاولة صادقة لرأب الصدوع ومعالجة جذور الأزمة وإيقاظ البعد الإيماني في نفوس المسلمين بعد أن كاد يغيب عن حكم علاقاتنا وتوجيهها الوجهة الصحيحة بسبب من الفهم المعوج والممارسات الخاطئة ومن ضغوط المجتمعات غير الإسلامية.
تحميل كتاب أدب الإختلاف في الإسلام PDF - طه جابر العلواني
هذا الكتاب من تأليف طه جابر العلواني و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها
طه جابر العلواني (ولد عام 1935، في العراق) هو رئيس المجلس الفقهي بأمريكا منذ عام 1988، ورئيس جامعة العلوم الإسلامية والاجتماعية (SISS) بهرندن، فيرجينيا، الولايات المتحدة الأمريكية. حصل على الدكتوراة في أصول الفقه من كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر في القاهرة، مصر، عام 1973. كان أستاذاً في أصول الفقه بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، المملكة العربية السعودية منذ عام 1975 حتى 1985. في عام 1981 شارك في تأسيس المعهد العالمي للفكر الإسلامي في الولايات المتحدة، كما كان عضو المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة، وعضو مججمع الفقه الإسلامي الدولي في جدة. هاجر إلى الولايات المتحدة في عام 1983. يرأس طه العلواني الآن جامعة قرطبة الإسلامية في الولايات المتحدة. يسكن مع عائلته في القاهرة.
الكتب الأكثر قراءة
الكتب الأكثر قراءة