تحميل كتاب أحلامي لا تعرف حدوداً PDF

إياك والخلط بين الحركة والفعل. #إرنست همنغواي

كتاب أحلامي لا تعرف حدوداً PDF

تحميل كتاب أحلامي لا تعرف حدوداً PDF

تحميل كتاب أحلامي لا تعرف حدوداً pdf الكاتب إرنستو تشي غيفارا

كانت صورة تشي تتغير بشكل غريب: كان يراه عقلانياً فوق العادة، فجأة، يراه متناقضاً، وأخرى، يبدو كل ما في ذاكرته عن تشي خالياً من أي إثبات ووضوح. لم يشعر أن كثرة الشواهد لا يمكنها أن تشكل بمجموعها العشوائي صورة لإنسان حي، بل يجب تتبع سيرة حياة هذا البطل بطريقة مشوقة! قرر أن يدرس طفولة تشي وشبابه بصورة أعمق، مدركاً أن فهم الإنسان لا يتم من دون دراسة طفولته. توجد في تلك الكتب التي صاغت حياة تشي، وهو ابن الثامنة من عمره، مستقبلاً واضحاً، فهو ثوري أو رجل دولة متهور، بحسب الأرضية السياسية للمؤلف. لذلك، أخذ يجمع أحجار الفسيفساء كي يشكل صوورة متكاملة، وليتمكن من تقديم فترة شبابه بشكل واضح ومحدّد. ولكن، هل يمكن لهذه الصورة المتكاملة أن توجد، في الوقت الذي تتزاحم فيه الشهادات، والمذكرات، والأساطير، والأحداث الميدانية والتاريخية؟ كان ولا يزال يتساءل ويتساءل، حتى أخذ يختار كل مادة بتعمق وشك، ويحاول اختبار كل شهادة بمدى قدرتها على الإقناع. بعد ذلك، حان وقت تقديم الأسئلة، فأراد أن يستوضح سر اختيار إرنستو غيفارا لهذا الخط في الحياة، وسر اختياره لهذا المصير... 

وبعد... ورغم وصوله إلى آخر دقيقة من حياة هذا الإنسان، إلا أنه لم يتوقف عن دراسة حياته. فلا تزال أمامه جبال من الأوراق، وحتى هذه اللحظة لم يستطع الإجابة عن كثير من الأسئلة. لكن صورة تشي التي رسمها في إطار سيرته في كتابه هذا كانت تكتمل أمامه شيئاً فشيئاً، وأصبح أقرب إليه. لقد فهم الكثير، وبقيت أشياء كثيرة غير مفهومة، كان عليه أن يستمر في البحث، لأنه يريد الإحاطة بتلك المسائل التي لم يقم أحد بدراستها حتى الآن. حتى بنقاط الضعف التي كان الآخرون يشيرون إليها، فقد اكتشف أنها لم تكن ذات أهمية، بل على العكس من ذلك، برزت من خلالها إلى السطح تلك الجوانب القوية بوضوح أكبر، مما جعله أقرب. لقد اتخذ تشي صفات إنسانية، ووعى أن قتل إنسان لا يعني قتل أفكاره وقناعاته. إن السلاح الذي سقط من يد تشي لم يبق في التراب. بل هناك الكثير الكثير من الناس ممن شعروا بالحاجة لالتقاطه. كانت الهزائم كثيرة، لكن الانتصارات أصبحت أكثر، ولم يعد بالإمكان قتل فكره. لقد خلق إنساناً جديداً. تبقى إشارة واضحة، وعميقة لا يمكن التغاضي عنها، وهي أن تشي خرج من المعركة منتصراً. وبقيت أحلامه نداء فخر يقذف به الأعداء.

هذا الكتاب من تأليف إرنستو تشي غيفارا و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها

إرنستو "تشي" جيفارا (14 يونيو 1928 - 9 أكتوبر 1967) المعروف باسم تشي جيفارا (Che Guevara)، أو التشي (El Che)، أو ببساطة تشي (Che)، (بالإسبانية: Ernesto 'Che' Ernestico Guevara de la Serna) ثوري ماركسي أرجينتيني كما أنه طبيب وكاتب وزعيم حرب العصابات وقائد عسكري ورجل دولة عالمي وشخصية رئيسية في الثورة الكوبية. أصبحت صورته المنمقة منذ وفاته رمزا في كل مكان وشارة عالمية ضمن الثقافة الشعبية.
سافر جيفارا عندما كان طالبا في كلية الطب في جامعة بوينس آيرس الذي تخرج منها عام 1953، إلى جميع أنحاء أمريكا اللاتينية مع صديقه ألبيرتو غرانادو على متن دراجة نارية وهو في السنة الأخيرة من الكلية، وكونت تلك الرحلة شخصيته وإحساسه بوحدة أمريكا الجنوبية وبالظلم الكبير الواقع من الإمبرياليين على المزارع اللاتيني البسيط، وتغير داخليا بعد مشاهدة الفقر المتوطن هناك.
أدت تجاربه وملاحظاته خلال هذه الرحلة إلى استنتاج بأن التفاوتات الاقتصادية متأصلة بالمنطقة، والتي كانت نتيجة الرأسمالية الاحتكارية والاستعمار الجديد والإمبريالية. رأى غيفارا أن العلاج الوحيد هو الثورة العالمية. كان هذا الاعتقاد الدافع وراء تورطه في الإصلاحات الاجتماعية في غواتيمالا في ظل حكم الرئيس جاكوبو أربينز غوزمان، الذي ساعدت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في نهاية المطاف على الإطاحة به مما سهل نشر ايديولوجية غيفارا الراديكالية. بينما كان غيفارا يعيش في مدينة مكسيكو التقى هناك براؤول كاسترو المنفي مع أصدقائه الذين كانوا يجهزون للثورة وينتظرون خروج فيدل كاسترو من سجنه في كوبا. ما إن خرج هذا الأخير من سجنه حتى قرر غيفارا الانضمام للثورة الكوبية. رأى فيدل كاسترو أنهم في أمس الحاجة إليه كطبيب، وانضم لهم في حركة 26 يوليو، التي غزت كوبا على متن غرانما بنية الإطاحة بالنظام الدكتاتورى المدعم من طرف الولايات المتحدة التي تدعم الديكتاتور الكوبى فولغينسيو باتيستا. سرعان ما برز غيفارا بين المسلحين وتمت ترقيته إلى الرجل الثاني في القيادة حيث لعب دورا محوريا في نجاح حملة على مدار عامين من الحرب المسلحة التي أطاحت بنظام باتيستا.
في أعقاب الثورة الكوبية قام غيفارا بأداء عدد من الأدوار الرئيسية للحكومة الجديدة، وشمل هذا إعادة النظر في الطعون وفرق الإعدام على المدانين بجرائم الحرب خلال المحاكم الثورية، وأسس قوانين الإصلاح الزراعي عندما كان وزيرا للصناعة وعمل أيضا كرئيس ومدير للبنك الوطني ورئيس تنفيذى للقوات المسلحة الكوبية، كما جاب العالم كدبلوماسي باسم الاشتراكية الكوبية. مثل هذه المواقف سمحت له أن يلعب دورا رئيسيا في تدريب قوات الميليشيات اللائي صددن غزو خليج الخنازير، كما جلبت إلى كوبا الصواريخ الباليستية المسلحة نوويا من الاتحاد السوفييتي عام 1962 التي أدت إلى بداية أزمة الصواريخ الكوبية. بالإضافة إلى ذلك كان غيفارا كاتبا عاما يكتب يومياته كما ألف ما يشبه الكتيب لحياة حرب العصابات وكذلك ألف مذكراته الأكثر مبيعا في جميع أنحاء أمريكا الجنوبية رحلة شاب على دراجة نارية.
غادر غيفارا كوبا في عام 1965 من أجل التحريض على الثورات الأولى الفاشلة في الكونغو كينشاسا ومن ثم تلتها محاولة أخرى في بوليفيا، حيث تم إلقاء القبض عليه من قبل وكالة الاستخبارات المركزية بمساعدة القوات البوليفية وتم إعدامه.